قال ابن حجر عن بعض فوائد الحديث: وفيه تفسير لقوله تعالى: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) يعني الشياطين والمراد بذلك ما هم عليه من خلقهم الروحانية فإذا استحضروا في صورة الأجسام المدركة بالعين جازت رؤيتهم كما شخص الشيطان لأبي هريرة في صورة سارق .. وفيه ظهور الجن وتكلمهم بكلام الإنس .. وفيه أن الجن تسرق وتخدع.
قصة معاذ بن جبل
وقد تشكل الشيطان في صورة فيل مع معاذ بن جبل ..
قال: ضم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي هو عمل الشيطان فارصده، فرصدته ليلا فلما ذهب هوى من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه.
رواه الطبراني 20/ 51 عن شيخه يحيى بن عثمان وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 40 وهو صدوق إن شاء الله وقال الذهبي: وقد تكلموا فيه وبقية رجاله وثقوا.
قصة أبي بن كعب
وأما حديث أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه فقد رواه عنه ابنه عبد الله ابن أبي ابن كعب أن أباه أخبره: أنه كان له جرن فيه تمر فكان يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم قال فسلمت فرد علي السلام قال فقلت أنت جني أم أنسي؟ قال جني، قال قلت ناولني يدك؟ قال فناولني فإذا يده يد كلب وشعر كلب، فقلت هكذا خلق الجن؟ قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني، قلت فما حملك على ما صنعت؟ قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك، قال فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية آية الكرسي ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق الخبيث.
رواه الحاكم 1/ 749 وصححه وابن حبان 3/ 63 والنسائي كبرى 6/ 239 وصححه الألباني في صحيح الترغيب وانظر رواية ابن عبد البر في التمهيد 6/ 132.
قصة أبي أيوب
في المسند عن أبي أيوب الأنصاري أنه كانت له سهوة فيها تمر فكانت تجيء فتأخذ منه الغول فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب فإذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك؟ قال حلفت أن لا تعود فقال كذبت وهي معاودة للكذب قال فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك؟ قال حلفت أن لا تعود فقال كذبت وهي معاودة للكذب فأخذها فقال ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك؟ فأخبره بما قالت، فقال صلى الله عليه وسلم: صدقت وهي كذوب.
وفي رواية أبو الشيخ: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك ستجد فيه غداً هرة!! فقل أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد وجد فيه هرة فقلت أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحولت عجوزا .. وذكر الحديث.
رواه أحمد 5/ 423 والترمذي 2880 والطبراني 4/ 162 وابن أبي شيبة 6/ 94 والحاكم 3/ 519 وصححه الألباني والرواية الأخرى لأبي الشيخ في العظمة 5/ 1651.
مصارعة عمر للشيطان
وعند الدارمي وغيره عن شقيق بن سلمة أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال:
لقي الشيطان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فصارعه فصرعه المسلم وأزم بإبهامه فقال: دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى فأرسله فأبى أن يعلمه فصارعه فتعره المسلم وأزم بإبهامه، فقال: دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى فأرسله فأبى أن يعلمه فعاد فصرعه المسلم وأزم بإبهامه فقال: أخبرني بها فأبى أن يعلمه فلما عاوده الثالثة قال: الآية التي في سورة البقرة (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) إلى آخرها فقيل لعبد الله: يا أبا عبد الرحمن من ذلك الرجل؟ قال: من عسى أن يكون إلا عمر؟.
¥