تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد يراد به الإشارة إلى النهي عن السفر في الفلوات والتعرض للغول إلا جماعات كما في الأحاديث الواردة .. فهي كما ذكر ابن عبد البر تتصور صورا كثيرة.

ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس: أن رجلا خرج فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول: ارجعا، فرجعا، فقال له: إن هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، قال: فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك عن الخلوة. والحديث صحيح.

وقال النووي (14/ 317) قوله: ولا غول .. كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات وهي جنس من الشياطين فتتراءى للناس وتتغول تغولا أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال آخرون ليس المراد بالحديث نفي وجود الغول وإنما معناه إبطال ما تزعمه العرب من تلون الغول بالصور المختلفة واغتيالها قالوا ومعنى لا غول أي لا تستطيع أن تضل أحدا ويشهد له حديث لا غول ولكن السعالى قال العلماء وهم سحرة الجن أي في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل وفي الحديث الثاني إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان أي ادفعوا شرها بذكر الله. اهـ

وقال المناوي في فيض القدير (6/ 562): ولا غول: هو بالفتح مصدر معناه البعد والهلاك، وبالضم الاسم وهو من السعالى وجمعه أغوال وغيلان كانوا يزعمون أن الغيلان في الفلاة وهر من جنس الشياطين تتراءى للناس وتتغول أي تتلون فتضلهم عن الطريق فتهلكهم فأبطل ذلك وقيل إنما أبطل ما زعموه من تلونه لا وجوده ومعنى لا غول أي لا يستطيع أحد إضلال أحد، قال القاضي: .. وقوله لا غول يحتمل أن المراد به نفيه رأسا وأن المراد نفيه على الوجه الذي يزعمونه فإنهم يقولون هو ضرب من الجن يتشخصون لمن يمشي وحده في ملاة أو في الليلة الليلاء ويمشي قدامه فيظن الماشي خلفه أنه إنسان فيتبعه فيوقعه في الهلاك اهـ.

وقال الطيبي: لا التي لنفي الجنس دخلت على المذكورات ونفت ذواتها وهي غير منفية فيوجه النفي إلى أوصافها وأحوالها التي هي مخالفة الشرع فإن العدوى وصفر والهامة موجودة والمنفي هو ما زعمت الجاهلية لا إثباتها فإن نفي الذات لإرادة نفي الصفات أبلغ في باب الكناية. الخ

وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (13/ 327):

ولا غول بالضم قال شارح الغول بالفتح المصدر ومعناه البعد والإهلاك وبضم الغين الاسم منه وهو من السعالى وفي النهاية إن الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس أي فتتغول تغولا أي تتلون في صور شتى وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي وقيل قوله لا غول ليس نفيا لعين الغول ووجوده وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون المعنى بقوله لا غول إنها لا تستطيع أن تضل أحدا ويشهد له الحديث الآخر لا غول ولكن السعالى والسعالى سحرة الجن أي ولكن في الجنة سحرة لهم تلبيس وتخييل ومنه الحديث إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان أي ادفعوا شرها بذكر الله تعالى وهذا يدل على ثبوتها لا عدمها ومنه حديث أبي أيوب كان لي ثمرة في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذه وفي شرح التوربشتي قال الطحاوي يحتمل أن الغول قد كان ثم رفعه الله تعالى عن عباده وعن بعضهم هذا ليس ببعيد لأنه يحتمل أنه من خصائص بعثة نبينا ونظيره منع الشياطين من استراق السمع بالشهاب الثاقب قلت ثبت العرش ثم انقش فإن الأمر لا يثبت بالقياس ولا بالاحتمال والله أعلم بالحال.

وأفاد الطحاوي في بيان مشكل الآثار (2/ 174) أن النبي عليه السلام في قوله لا عدوى ولا صفر ولا غول أراد به انتفاء الشؤم والتطير ..

قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (24/ 195):

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التطير وقال لا طيرة وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يتطيرون فنهاهم عن ذلك وأمرهم بالتوكل على الله لأنه لا شيء في حكمه إلا ما شاء ولا يعلم الغيب غيره.

وقال أبو عمر: الغول وجمعها أغوال والسعلاة وجمعها السعالى ضربان من الجن ونوع من شياطينهن قالوا إنها تتصور صورا كثيرة في القفار أمام الرفاق وغيرها فتطول مرة وتصغر أخرى وتقبح مرة وتحسن أخرى مرة في صورة بنات آدم وبني آدم ومرة في صورة الدواب وغير ذلك كيف شاءت قال كعب بن زهير:

فما تدوم على حال تكون بها ... كما تغول في أثوابها الغول.

فيا أخي .. بارك الله فيك .. لا تشطب حديثا ولا أثرا بجرة قلم اعتمادا منك على عقلك ..

ومشاركتك الثانية:

ألا تعلم أن الأصل أننا لا نرى الجن والشياطين؟ وهذا بنص القرآن؟؟

فإذا جاءت الأحاديث تقول أن الصحابي رآه .. فإذا هو رآه على غير صورته ..

وهذا من أوضح ما يكون .. وقد رأى يديه مثل يدي الكلب ..

فكيف تنفي تصوره وتشكله؟

وإن سلمت لك جدلا بهذا هنا .. أين باقي الأحاديث؟

إن كنت ستمر عليها كلها بهذه الطريقة، وتترك بعضها وتنتقي الأخرى .. فلا تتعب نفسك!!

ومرة أخرى تتكلم من عندك .. وكأن هذه الأحاديث وجدناها في الجرائد والصحف ليس لها شراح يعملون اللغة والأصول العلمية في شرحها ..

يا أخي .. انقل كلام العلماء حتى أتابع رفضك للأحاديث وعدم العمل بها ..

هذا رجاء .. والسلام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير