يعني الشيطان كذلك الخبث والكفر والرجس والفساد والشر، فقد جاء في صحيح البخاري، باب ما يقول عند الخلاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وفي حديث أَنس: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، كان إِذا أَراد الخَلاء، قال: أَعُوذُ باللَّه من الخُبْثِ والخَبائِث؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول اللَّه: إِنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرة، فإِذا دَخَلَ أَحدُكم فلْيَقُلْ: اللهم إِني أَعوذ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ: مُحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها. والحُشُوش: مواضعُ الغائط. والخُبْثُ الكُفْرُ والشَّرَّ. قال ابن الأَثير في تفسير الحديث: الخُبُثُ، بضم الباء: جمع الخَبِيث، و الخَبائثُ: جمع الخَبِيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم.
يتضح من مجموع هذه التعاريف أن كلمة "شيطان"، لغويا، تضم عدة معاني: فهي تعني كل ما بعد عن الصحيح، كما تعني كل عات من الجن، أو الإنس، أو الدواب، وهي إلى هذا تشير إلى نوع من الحيات، ونوع من النبات أيضا، وقد تكون كلبا، أو ثعبانا، أو جملا، وقد تعني كل قبيح فاسد، أوكل متمرد على الطبيعة الفطرية، كما أن كل خبيث مخبث، وكل فاسق، وكل شيء مدمر كالإعصار، وكل مغير للنعم، وكل شر، وكل شيء مذموم فيه فحش إلا وفيه شيء من الشيطان، وقد يحتمل المعنى الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الكفر أو الفتنة.
والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان.
حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز، وهذا على مذهب الشافعي رحمه الله، والقاضي أبي بكر الباقلاني وغيرهما، ممن يجوز إطلاق اللفظ الواحد على حقيقته ومجازه.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
*******************************
لا زلت أنتظر ردك أخي عادل على مسخ الجن
هل المسخ يعود إلى أصله؟
هل حينما مسخ بنو إسرائيل قرودا وخنازير وفئرانا كان بإمكانهم الرجوع إلى حالتهم الأولى؟
الحديث يقول أن الحيات مسخ الجن فهل يمكن للحية أن ترجع جنا أم أنها بعد المسخ أصبحت الحية التي نعرفها؟
هذا هوالمشكل فهل من جواب؟
للحديث بقية
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[11 Jun 2009, 02:04 م]ـ
وفي السيرة النبوية: تبدي الشيطان للكفار من قريش في صورة شيخ من نجد .. إن صح الخبر!!
وظهور الشيطان في بدر بصورة سراقة مشهور ولبعضه شواهد تصححه.
.
. [/ color]
أخي الفاضل القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين والقرآن الكريم يقول لنا "زين لهم الشيطان" ولم يقل "تشكل لهم الشيطان" أو تمثل لهم
والفرق كبير بين زين وتشكل
القصص أخي الكريم ليست ادلة شرعية ونحن نريد نصوصا صحيحة صريحة غير محتملة فالدليل اذا تطرق اليه الاحتمال بطل به الاستدلال ...
أما قصة تمثل الشيطان للمشركين في دار الندوة فهي لم تصح من حيث الاسناد ويمكنك مراجعة ايكتاب من كتب تخريج سيرة ابن هشام ...
للحديث بقية
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[11 Jun 2009, 02:21 م]ـ
وقولك الأخير: أسألك أخي عادل: الحية يمكن قتلها فهل الشيطان يموت؟ أم أنه من الخالدين؟
هذا أسلوب!!! لن أصفه بشيء لكي لا تتهمني بالحدة والتهور .. ولكن السذاجة في الحوار ظاهرة العوار ..
وهل معنى أن المرء عندما يقتل حية حقيقية أو جان في شكل حية أنه يقتل الشيطان الأكبر؟
ما هذا أخي أبي دعاء؟
ما تراه أنت سذاجة قد يراه غيرك بأنه سؤال مشروع وقد يكون مشروع بحث يفيد الباحثين
أنقل لك كيف رد على سؤالي أحد الإخوة وهو حاصل على دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
قلت له: " أود أن أطرح عليك سؤالا للتأمل:
"فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ."
هل بإمكان الإنسي أن يقتل الشيطان؟ هل الشيطان يموت؟ أم أنه من الخالدين؟
أريدك أن تتذكر هنا، سيدي الفاضل، قصة رسول الله مع الشيطان حينما تفلت عليه وأراد رسول الله أن يربطه فتذكر دعوة أخيه سليمان عليه السلام فلم يفعل ذلك ...
السؤال الذي يفرض نفسه:
إذا كان رسول الله وهو من هو لم يقتل الشيطان ولم يشأ أن يربطه رغم أنه كان بين يديه فهل يجوز أن يفعل ذلك مسلم غيره؟
هل يجوز لمسلم أن يقتل الشيطان؟
فكان جوابه:
... واعلم أنه ومن خلال مناقشتنا حول موضوعك هذا قد نشأ فكرة بحث حول ما نصبو إليه أعني حول موت ابليس وذريته أم أن هذا خاص بإبليس وحده دون ذريته وهو الذي أفادت الآيات انظاره إلى يوم يبعثون؛ والأحاديث تفيد بأن الجن يموتون فهل هذا - أعني الموت وعدم الانظار إلى يوم القيامة - ينطبق على الشيطان أم لا؟
¥