ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[13 Jun 2009, 04:58 م]ـ
يا أبا دعاء ..
أولا: ابن تيمية لم يقل قولا إلا من خلال النص وتفسيره وهذا قاله من خلال أدلة أخرى أنت تتغاضى عنها وتمسك في المحتمل منها ..
فعقل شيخ الإسلام في فهم النصوص وتقرير ما فيها من دلالة أفضل ألف مرة مني ومنك ومن غيرنا .. فلا تقل (قوله لا يغنينا عن الدليل من الكتاب والسنة) لأنه وببساطة هو تفسير وفهم لدلالة النص من الكتاب والسنة ..
وثانيا: أنت تقول عن نفسك: (ما أرجحه هو أن كلمة شيطان أطلقت مجازا على الكلب الأسود) من أنت حتى ترجح .. عفوا .. وهل ترجيحك نرد به ترجيح شيخ الإسلام؟ والله إن هذه لإحدى الكبر.
وثالثا: تشبيه الحيوانات بالشيطان شيء، وتصور الشيطان بالحيوان شيء آخر، ولكل منهما أدلته، فلا تضرب هذا بذاك ..
ورابعا: قولك (لكل هذا، نظن أن كثيرا من الناس أخطأوا حينما فهموا أن الشيطان يتمثل حقيقة بصورة إنسان، والظاهر أن الإنسان يعمل عمل الشيطان فيصبح مثله مجازا) الخ
مرة أخرى لا يستطيع عقلك التمييز بين الأدلة التي تثبت أن الإنسان يفعل فعل الشيطان فيقال عنه شيطان مجازا، وبين الأدلة التي تثبت أن الشيطان يتصور في صورة إنسان .. وهذا خلط وضرب للأدلة بعضها ببعض ..
لماذا لم تقرأ ما في المسند عن ابن عباس: أن رجلا خرج من خيبر فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول: ارجعا، فرجعا، فقال له: إن هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له لأرسلنا بها إليه، قال: فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلوة.
والحديث رواه أحمد (1/ 278) والحاكم (2/ 111) وصححه، وحسنه شعيب الأرنؤوط وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 195): رواه أحمد وأبو يعلى (4/ 460) ورجالهما رجال الصحيح والبزار كذلك، وصححه الألباني في الصحيحة برقم (3134).
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني الجن .. قال من الواضح .. لكن لعلك لم يتضح لك بعد ضوء الشمس ونور الصباح ..
وفي هذا الحديث أربعة أشخاص: واحد صحابي وثلاثة من الجان اثنان منهما من الشياطين والثالث جني مؤمن.
وإن قيل: جاء الحديث بلفظ رجلان ورجل، فلماذا تقول أنه جني وشياطين؟ قلنا لا مانع من تسميتهم بهذا فقد قال الله تعالى (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن). فتسميتهم في هذا الحديث كان لتصورهم في صورة البشر ..
وإن أصريت على أنهما من البشر حقيقة، فقل لي ما معنى قوله عن الصدقات (ولو كانت تصلح له لأرسلنا بها إليه) ثم لماذا جاء النهى من النبي بعد ذلك؟ عسى الله أن يريك الصواب!!
وما جاء في صحيح الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث.
ترى: أأنت أعلم أم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود؟ فانه يصرح بوضوح للأعجمي قبل العربي، أن الشياطين تتمثل في صورة الرجل، تتمثل في صورة الرجل، تتمثل في صورة الرجل،!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم لم أرك تكلمت عن قصة تصور الشيطان في غزوة بدر في صورة سراقة؟؟ هل اقتنعت بالأدلة وبكلام جمهور المفسرين الذين نقلت لك أقوالهم؟ أم اتبعت المعتزلة ومن حذا حذوهم؟
يا أخي أرجوك: اذكر لي من قال أن الشيطان والجان لا يمكن أن يتصور أو يتشكل في صورة إنسان أو حيوان!!! بالله اذكر لي من قال بذلك من العلماء الموثوقين .. وإلا فأوقف النقاش الذي ترد فيه الأدلة بهواك وفهمك، ولا حرج عليك أن تتوقف إن كان يكبر عليك أن تعترف بالحق وتقبل النصوص التي قبلها جمهور العلماء ..
وخامسا: نحن لم نختلف في حديث المرأة تقبل في صورة شيطان .. فلا تسود سطورا بما ليس فيه خلاف فإننا لسنا نقول أن المرأة شيطان بإطلاق .. وأود أن أعرف من هم هؤلاء الذين افتريت عليهم، اذكر لي النقل عنهم لو تكرمت حتى نحذر من قولهم؟؟؟
وقولك آخرا: (وبناء عليه فالشيطان ليس بإمكانه أن يتمثل في صورة المرأة، لأنه بكل بساطة يعجز عن فعل ذلك) ..
بناءا على ماذا؟ أين العلم الذي بنيت عليه هذا؟ تمسكت بهذا الحديث وأخذته على ظاهره وما من عالم على وجه الأرض - حسب علمي - قال أن المرأة شيطان حقيقي .. أتفتري على الناس؟ اذكر من قال ذلك؟ لو تكرمت ..
ونفيك بأن الشيطان ممكن أن يتصور في صورة امرأة لأنه يعجز عن ذلك .. في حاجة إلى دليل على هذا العجز، وقبل الدليل عليك نفي جميع الأدلة السابقة كلها جملة وتفصيلا ..
ثم جئت في مشاركتك التالية لتكرر ما هو معلوم .. ولا ينكره منكر .. ولكن هذا التكرار يبعث على السآمة والملال ..
لأنك للمرة الثانية لم تميز بين الأدلة التي تثبت أن الإنسان يفعل فعل الشيطان فيقال عنه شيطان مجازا، فهذا حق قطعا، وبين الأدلة التي تثبت أن الشيطان يتصور في صورة إنسان، وهذا حق أيضا، فوقعت في الخلط وضرب الأدلة بعضها ببعض ..
هداني الله وإياك إلى الحق والعمل به .. آمين
¥