- وهذا ما نراه في هذا العصر: رجل إنسي يلتجئ إلى رجل إنسي مثله (راقي أو ساحر أو مشعوذ) لينقذه من الجن (المتلبس به كما يعتقد) ليحميه من تسلطه وتلبسه واستحواذه وسيطرته عليه فيزيده الرجل الانسي رهقا بطلباته المادية والمعنوية ويضله عن التوكل على الله والإلتجاء إليه والاستعاذة به من شر الجن وهذا ما هو واقع في مجتمعاتنا للأسف
-أو كما قيل كان الرجل من الإنس يقول مثلا: أعوذ بفلان (الإنسي) من جن هذا الوادي
حتى لا يؤذيه .. والله أعلم
للحوار بقية إن اتسع صدر أخينا الحبيب عادل
وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[14 Jun 2009, 01:15 ص]ـ
الأخ البيراوي .. أهلا بك، وشكرا لك على المداخلة ..
وجزاك الله خيرا على الثناء الطيب .. نفع الله بك ..
قلت: لفظة شيطان لا ترادف لفظة جن ..
والجن منهم المؤمن ومنهم الكافر فمن كان كافرا سمي شيطانا .. وهذا كلام العلماء ..
وكذلك ليس بالضرورة أن الشيطان بالألف واللام يراد به إبليس .. ففي البخاري حديث أبي هريرة جاء فيه: ذاك شيطان: فوقع بدون الألف واللام أي شيطان من الشياطين، ووقع في فضائل القرآن عند البخاري ذاك الشيطان بالألف واللام، وهي للعهد الذهني .. فلا إشكال ..
وقولك: أن السياق هو الذي يهدينا للمطلوب .. هو الصواب بعينه جزاك الله خيرا ..
ولكن البعض يترك السياق ويتعلق بالألفاظ بذاتها بعيدا عن سبب ورود الحديث وسياقه، ويتعب نفسه في نقل أقوال علماء اللغة بدون داع يذكر .. وكأن ناقله يجهل معناه لغويا!!
أما حديث الرجلين والثالث الذي ردهما .. فبعيد حمله على أشرار البشر، وعدم التصريح لا ينفي أنهما من الجن بدلالة الحال في ظاهر النص ..
وقولك: ويبدو أن ما جُمِع من زكاة حتى ذلك الوقت لم يكن كافياً لإرساله!!
غير مراد لأمرين: أوله أن الصدقات قليلها وكثيرها نافعة (تصدق ولو بشق تمرة)، والثاني: أنه قال: لا تصلح، ولم يقل لا تكفي .. فالوقوف مع الظاهر بقرينته يتضح المراد.
ثم القصة قال عنها المحدث أحمد شاكر: ومن الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني الجن .. واستدل به ابن حجر في شرحه لباب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم .. وكذا ذكره الإمام الشبلي في الباب الحادي والعشرون من آكام المرجان في أحكام الجان ..
وقد أترك ظاهر القصة وسياقها الواضح جدا إن جئتني بمخالف أوله هذا التأويل ..
وأنا معك لو قال بهذا التأويل أحد من العلماء؟ فحينها يكون مختلفا فيه، ولكن لا أحد قال بذلك حسب علمي .. والله أعلى وأعلم ..
وجزاك الله خيرا ..
أما أنت أخي أبا دعاء ..
فقولك الحديث واضح وصريح .. فهذا في مخيلتك أنت، وقد نقلت لك من فسره بهذا، فاذكر لي من فسره بتأويلك؟
أنا تعودت منك على رد النص جملة وتأويله مرة ونفي مدلوله أخرى، فإلى متى ستظل تتجاهل أقوال العلماء في شرحهم للحديث وتأتي بفروضاتك العقلية متشبثا برأي في اللغة تتوهم منه مرادك؟
عموما أنا قلت أن النص واضح فيما قرره العلماء كما ذكرته في ردي على أخيك البيراوي .. فارجع له مشكورا ..
والفائدة الهامة التي تقولها تعود عليك وتبين خطأك .. كما سيأتيك ..
واختيارك لتفسير حديث: المسافر شيطان الخ، بأنه عاص هذا من كلام المنذري رحمه الله، والعاصي لا يوصف بأنه شيطان لا سيما وقد قال الإمام الطبري: هذا الزجر زجر أدب وإرشاد لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة وليس بحرام.
ثانيا: لا أدري وجه استدلالك بالحديث وذكره ها هنا .. ولكن طالما أصريت فخذ ما لم تنقله ..
فانك نقلت ما يحلو لك من كلام العلماء وتركت ما يدينك بشدة ..
قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد: كأن مالكا رحمه الله يجعل الحديث الثاني في هذا الباب تفسيرا للأول.
والحديث الثاني هو: عن سعيد بن المسيب مرسلا: الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم.
والإمام البغوي في شرح السنة قال مؤيدا هذا المعنى: معنى الحديث عندي ما روي عن سعيد بن المسيب مرسلا: الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم.
¥