تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[16 Jun 2009, 01:12 ص]ـ

أخي الكريم:

العلماء لما قالوا عن الجن أنها نارية يعني أن أصل خلقتهم النار ..

ولما قالوا هوائية لأنها لا ترى بالعين على حقيقتها فهي كالهواء بالنسبة لنا ..

ولما قالوا أن الجن حيوان يعني به حياة كالإنسان والنبات ..

وفي تفسير البيضاوي (1/ 397): {الجن} أجسام عاقلة خفية يغلب عليهم النارية أو الهوائية.

فلا تهرف بما تعرف ..

ألا يوجد عندك إلا الاعتراض؟ ألا تعرف كيفية الجمع بين الأقوال؟

والله إن من عنده مسكة من فهم، ليعرف التوفيق بين هذه الآراء التي لا تناقض فيها؟

أتتهجم على العلماء الذين أخرجوا الموسوعة التي لو عشت عمرك لا تستطيع قراءتها فقط ..

أليس للعلماء عندك قدر من الاحترام والتقدير؟

وقولك أنهم لم يجدوا دليلا من القرآن على تشكلهم، فهل هذا يمنع ورود السنة به، وهو الذي تحاول جهدك أن تهدمه ..

أريد أن اعرف قيمة السنة عندك؟ هل هي وحي من الله أم لا؟ وهل هي تبين ما أجمل في القرآن أم لا؟ وما هي مكانتها في التشريع؟ أريد أن أعرف رأيك الأصولي في هذا؟

فإن أثبت ما أثبته علماء أهل السنة، فلا فرق أن يكون الدليل قرآنا أو سنة ..

وليس من العلم في شيء أن ما سكت عنه القرآن وبينته السنة يكون مردودا!!

أما أن الشبلي فقط قال بأن الشيطان تصور في صورة سراقة!! فارجع إلى أئمة المفسرين والآثار التي نقلتها لك من قبل، فقد نقلت لك قول (33) عالم من أهل التفسير والحديث والتاريخ. وذلك في المشاركة رقم (62) .. ففيها كفاية وغنية ..

وهذا البيضاوي في تفسيره (1/ 113) والذي أنكرت كلامه ذكر الرأيين أنه وسوس لهم وأنه ظهر لهم في صورة سراقة فقال بعد أن ذكر الوسوسة:

وقيل: لما أجمعت قريش على المسير ذكرت ما بينهم وبين كنانة من الإحنة وكاد ذلك يثنيهم فتمثل لهم إبليس بصورة سراقة بن مالك الكناني وقال لا غالب لكم اليوم وإني مجيركم من بني كنانة فلما رأى الملائكة تنزل نكص وكان يده في يد الحارث بن هشام فقال له: إلى أين أتخذلنا في هذه الحالة فقال إني أرى ما لا ترون ودفع صدر الحارث وانطلق وانهزموا فلما بلغوا مكة قالوا هزم الناس سراقة فبلغه ذلك فقال: والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغتني هزيمتكم فلما أسلموا علموا أنه الشيطان وعلى هذا يحتمل أن يكون معنى قوله: {إني أخاف الله} إني أخافه أن يصيبني مكروها من الملائكة أو يهلكني ويكون الوقت هو الوقت الموعود إذ رأى فيه ما لم ير قبله والأول ما قاله الحسن واختاره ابن بحر. اهـ

فهو لم يرجح أولا، وذكر القول الثاني آخرا .. فكيف جزمت أنت؟

أما عن تساؤلك الطفولي عن ثياب الجن، فهو وإن كان سؤال يحوي من السذاجة ما يحويه!!

ولكني أريحك: إن كانوا بلا ثياب فلا إشكال حينئذ، وإن كان ظهورهم وتشكلهم في ثياب فاختفائه وتشكله لا يعجزه عن إخفاء ثيابه .. والحمد لله على نعمة العقل!!

لن تزال تفترض افتراضات عقلية تتوهم أن فيها حجة لك على المخالف وما هي إلا تخييل ..

أما قول القاضي أبي يعلى، فهو يذهب إلى أن قدرتهم الشخصية على التحول ليست في مقدور كل واحد منهم، أما الكيفية فهو افترض افتراضا بقوله (إنما يجوز) لكنك لم تفهم، أو لم تراه، أو تتعامى عنه، وقول عمر فيما جاء بعده أوضح المسألة ..

وأما عن أثر عمر وقولك إن صح؟؟ فياليتك تحكم عليه من وجهة نظر حديثية مقرونة بعلم الحديث كي نتعلم منك!!

وموضوع قدرات سحرة الجن، فقد قايستهم بعقلك على سحرة الإنس، فقست حاضر على غائب وهذا من أجهل الجهل، فأنى لك بمعرفة أحوالهم وقدراتهم؟ أتعترض وتفترض وتحلل على هواك؟

وإن قلنا ما قلته جدلا: فالسحرة من الإنس ليس لهم إلا التخييل لأنهم يتعاملون مع أجسام ظاهرة، أما سحرة الجن فيتعاملون مع أجسام هوائية نارية لا يراها الإنسان على حقيقتها، وبالتالي فبين الأمرين فرق، فتخيلت أنك على علم بضرب من الافتراض العقلي الذي سيهلكك؟

أما عن استهزائك بما جمعته من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية!! فالله حسيبك، وهو خصمك بين يدي الله يوم القيامة، لأنك جهلته واستهزأت به وجعلته صاحب خزعبلات ودجل بما سطرته يداك ..

وعموما: كل هذا الذي ذكرته وغيره لا نرفضه طالما صحت قضية تشكل الشيطان واثبات قدرته على إيذاء الإنس وتلعبه بأهل الباطل لنصرة الشرك والضلال والبدعة ..

فإن وافقتنا على أصل القضية قلنا لك هذا جائز غير ممتنع، ولا يبعد من أفعال الشيطان وأعوانه. أما وقوعه حقيقة فيتوقف على النقل الصحيح من ابن تيمية عن غيره من الثقات ..

لأننا إذا رضينا نقلهم للقرآن والسنة فمن باب أولى ألا نكذبهم في أمور رأوها بأعينهم وعايشوها حقيقة ..

وفي المشاركة رقك (9) ذكرت أحاديث صحيحة فيها قدرة للشيطان على فعل أشياء كثيرة ..

وليس فقط قدرته على الوسوسة كما يقوله المعتزلة ومن حذا حذوهم ..

وسأقول مرة أخرى وأخرى .. تكلم عن أصل الموضوع وانقد الأدلة بعلم وموضوعية؟؟

وبين لنا من صاحب القول بعدم تشكل الشيطان؟؟

ألا تشعر بحرج وأنا أسألك هذا السؤال الأخير مرات ومرات ولم تحر جوابا؟

أعانك الله على نفسك ونصرك عليها.

آمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير