القرآن الكريم قال لنا "زين لهم الشيطان" ولو تتبعت كل آيات القرآن الكريم فإنك لن تجد من قدرات الجن التشكل فالشيطان يزين ويلبس ويزخرف ويفتن ويزل وينسي ويمني ويلقي ويوسوس ويعد .... لكنه لا يتشكل أو يتمثل ولا وجود لهذه القدرة عند الشيطان من خلال آيات القرآن (أما القصص فلا يعتد بها)
وقصة سراقة تتعارض مع صريح القرآن وخاصة قوله تعالى (((إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم))) ففي هذه الآية دليل واضح على أن الجن لا يرون , ولا يظهرون للأنس , وأن أظهارهم أنفسهم ليس في استطاعتهم , وأن زعم من يدعي رؤيتهم زور ومخرفة ....
(وإذ زين لهم الشيطان اعمالهم) (الانفال آية 48)
يقول الله تعالى: " فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه " (البقرة 36)
" فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما " (الأعراف 20)
ويقول عن توبتهما: " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ".
كل هذه الآيات لا تعنى التشكل ولا يمكن أن نفهم منها ذلك فالقرآن عربي ونزل بلسان عربي كل لفظة في محلها ولا ينبغي أن نضع كلمة تشكل في محل كلمة زين
اول عمل قام به إبليس هو الوسوسة مع نبي الله آدم وحواءعليها السلام
لم يتشكل لهم ولم يتمثل ليوسوس لهم
وهناك سورة واضحة من شر الوسواس الخناس
فالشيطان له القدرة على الوسوسة ومن تم على التزيين للكفار قد يكون أول من وسوس له وزين له سراقة فهذا محتمل أما أن يتشكل في صورته وهو سراقة قاعد في بيته لا يعلم فهذا ما لا نقبله ولا يقبله الشرع والعقل
نريد دليل قطع الدلالة من كتاب وسنة لا كلام بشر ولاتأويل
القرآن واضح ومثل هده القصة والتشكل لا تحتاج الى تأويل بل هي تناقض صريح القرآن
يقول أبوالقاسم بن عساكر: وممن ترد شهادته , ولا تسلم له عدالته , من يزعم أنه يرى الجن عيانا , ويدعي أن له منهم أخوانا ...
ويقول الأمام الشافعي: من زعم أنه يرى الجن , أبطلنا شهادته , وعزر لمخالفته قوله تعالى (((أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم))).
فهذا الشافعي يرد شهادة من زعم رؤية الجن وينكر ذلك على أهل العدالة، لأن الجن، بالنسبة إليه واعتمادا على النص القرآني، لا يمكن رؤيتهم إطلاقا،
وهذا ما نستخلصه من حديث رواه مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فسمعناه يقول: "أعوذ باللّه منك، ثم قال: ألعنك بلعنة اللّه" ثلاثاً، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول اللّه سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عدّو اللّه إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ باللّه منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة اللّه التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أن آخذه، واللّه لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به صبيان أهل المدينة"
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قام يصلي الصبح، وأنا خلفه فقرأ، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: "لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين - الإبهام والتي تليها - ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطاً بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل".
فالرسول صلى الله عليه وسلم باستطاعته رؤية إبليس والجن والتحدث إليهم، وهذه معجزة من معجزات الأنبياء والرسل، كما هو الشأن بالنسبة لسيدنا سليمان عليه السلام، لكن لا أبا الدرداء، ولا أبا سعيد الخدري ولا من كان معهما من الصحابة، كان باستطاعته رؤية الجن ...
في حديث أبي سعيد الخدري دليل على أن الصحابة الذين كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم لم يروا إبليس ولم يسمعوا صوته، رغم المعركة التي دارت بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، ويؤكد هذا ما رواه أبو الدرداء.
فالصحابة رضوان الله عليهم سمعوا صوت الرسول صلى الله عليه وسلم ورأوا حركاته لكنهم لم يروا إبليس ولم يسمعوا صوته ولا حتى أنينه.
فرؤية الأنبياء لإبليس، كبير الشياطين، جائزة، لكنها معجزة تخص الرسل دون غيرهم من البشر.
¥