"إنه يراكم هو وقبيله": "قبيله" جنوده، قال مجاهد: يعني الجن والشياطين، وقال ابن زيد: "قبيله" نسله، وقيل: جيله. "من حيث لا ترونهم" قال بعض العلماء: في هذا دليل على أن الجن لا يرون؛ قال النحاس: "من حيث لا ترونهم" يدل على أن الجن لا يرون إلا في وقت نبي؛ ليكون ذلك دلالة على نبوته؛ لأن الله عز وجل خلقهم خلقا لا يرون. وذلك من المعجزات التي لا تكون إلا في وقت الأنبياء عليهم السلام.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[19 Jun 2009, 09:33 م]ـ
عوداً حميدا أخي أبا دعاء ..
سبحان الله .. كنت قبل مشاركتك هذه نويت أن اسألك عن سبب تأخرك، وأن أطمئن على أحوالك، فعسى أن يكون خيرا ..
والحمد لله أنه خير، وأعانكم الله على موسم الإمتحانات .. فشكر الله لك ..
وحقيقة ما تفضلت به في هذه المشاركة الأخيرة فيها بعض المسائل، ولأنك في وقت امتحانات سيكون ردي بالرموز وإنما اللبيب بالاشارة يفهم، ..
أولا: عندك اشكالية في مسائل علوم الأصلين قد تعوق مواصلة النقاش على هذه الوتيرة،، فقولك أن هذه المسألة في حاجة إلى دليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة، يحتاج منا إعادة تأصيل علوم السنة بكل مباحثها، وهذا قد يأخذ منا دهرا، فأنصحك فقط في هذا الوقت بقراءة رسالة: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام للشيخ الألباني رحمه الله، فهي رسالة فريدة في بابها وفيما حوته من علم ونفول وتقرير عن علماء أهل السنة ..
ثانيا: تحتج في هذه القصة خصوصا بقوله تعالى (زين) ولم تبالِ بقوله في الآية: قال لا غالب لكم - إني جار لكم - فلما تراءت الفئتان - نكص على عقبيه ..
وهذا حيف منك وبعد عن موطن الإستدلال أولا .. وثانيا: قلت لك اثبت من نفى هذا الأمر وعدد لي كما عددت لك جمهور العلماء والمفسرين، وبين الحجة ليكون نقاشنا عن بينة ..
فأنا مع كل علماء الأمة قديما وحديثا وأتبع قوله تعالى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
فإنك إن ظللت تتمسك باعتزالية الزمخشري وأضرابه، فمعنى هذا أن النقاش شبه ميت وسيظل يدور في حلقة مفرغة ..
ثالثا: استدلالك بقوله تعالى (إنه يراكم هو وقبيله) وما نقلته عن العلماء إنما أرادوا من ادعى رؤيتهم على صورهم الحقيقية كما بينه الإمام البيهقي - وهو شافعي - وابن حجر والعيني وكثير كثير ممن لم تنقل عنهم .. وهذا من عيوبك فيما تنقله، تنقل ما لك ولا تنقل ما عليك، وأنت تعرف مذهب من هذا!! أعزك الله ..
رابعا: أود أن أبين لك أمرا مهما طالما غفلت عنه، وهو أن الوسوسة هي أخطر أنواع أذى الشياطين، أما التشكل في صور شتى فهي تكون أضعف ما يكون، وشتان بين هذا السلاح الرهيب وهو الوسوسة التي تجر الى الكفر والالحاد والبدع .. الخ، وبين أن يظهر المتمرد ليؤذي الانسان وهو في صورة انسان أو حيوان، فإنه يكون من أضعف ما يكون، ولكن ما يهمنا هنا هو وقوعه حقيقة وعليه أدلة كثيرة أنت تتجاهلها كثيرا،،
وإلى الآن: لم تجب على أسئلتي المطروحة في مشاركاتي الأخيرة!!!!
خامسا: ما تفضلت به من الأحاديث الصحيحة، وأنا ركبني الذهول من استدلالك بها على مذهب المعتزلة، مع أن أهل السنة يحتجون بها على خلافهم ..
ولبيان ذلك:
- أن هذه القصة بجميع رواياته لا تنفي رؤية الصحابة للجن والشيطان في أوقات أخرى.
- أن دعوى الخصوصة لابد لها من دليل على التخصيص.
- أن هذه القصة من أكبر دليل على هدم الصنم المعتزلي القائل بأن للشيطان الوسوسة فقط، بدلالة أن الشيطان كان يحمل شعلة من نار، وأراد حرق وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهذا من أوضح ما يكون ولا يرده إلا مكابر.
- أن رواة هذه الأحاديث من الصحابة هم الذيم رووا لنا قصص ظهور الشيطان في صور أخرى كما ذكرته لك في الأدلة التي تنساها وكأنك لم تراها وتتشبث بما تجد فيه أي شبهة.
- أن في بعض الروايات - وقد ذكرتها - قال: فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل، إشارة لما يقطع الصلاة من الكلب الأسود .. إن كنت تتذكر، وهو يشير إلى أن الشيطان قد يقطع الصلاة ويكون في هيئة كلب أو حيوان أو إنسان ..
فلا تكيل بمكيالين أخي، واعرف ماهية دليلك على ما تستدل به ..
سادسا: أرجو أن تقرأ تفاسير العلماء في معنى قوله تعالى (من حيث لا ترونهم) فإنك إن قرأت ستجد ما يرد عليك وحينها تنقل القولين جميعا ولا تختار ما يناسب رأيك وتترك ما سواه.
وأخيرا أخي الحبيب ..
قلت لك مرارا .. رد الأدلة كلها مجموعة وانقدها، وقلت لك بين لنا من قال برأيك هذا؟ أتستحي أن تقول المعتزلة؟ لا حرج فقط قل لنا اسماءهم ودليلهم إن كنت تبحث عن الأدلة ..
وبعد فهذا رد مختصر لمعرفتي بانشغالك، هون الله عليكم، وكتب لكم النجاح والفضل.
والسلام.
¥