ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[19 Jun 2009, 11:29 م]ـ
الأخ الكريم القطاوي
أنا معك أن العقيدة والشريعة تثبت بالظني. وكل ما أرجوه حتى يمكننا أن نتابع أن تختصر الكلام. أي أطلب منك حديثا واحدا متفق على صحته يؤكد مسألة تشكل الجن. أرجوك فقط حديث واحد حتى يمكننا أن نقف في صفك أو صف أبو دعاء.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[20 Jun 2009, 01:19 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد:
فمرحبا بك مرة أخرى أخي الكريم / أبو الحارث العامودي .. وأهلا وسهلا ..
طلبت أولا أن أختصر الكلام .. نعم أخي الحبيب، عندما ننتهي من النقاشات باذن الله، سأضع خلاصة لما مر في شتى المواضيع التي طرحت .. ولكن أنت ترى أن أخانا أبا دعاء يجرنا من مسألة إلى مسألة وهذا يجرني قسرا أن أرد وأحلل وأناقش فيطول الأمر ..
وطلبت حديثا واحدا متفقا على صحته!! فهل تعني الاتفاق الاصطلاحي أي البخاري ومسلم؟
إن كنت تعني هذا فأعتقد أن للأمر نقاش آخر في بعض الأبحاث الاصطلاحية في علم الحديث، وإن كنت - كما فهمت - تعني متفق عليه بين العلماء بمعني أنه لم يضعفه أحد، فيدخل في هذا الحديث الصحيح لغيره والحسن لذاته والحسن لغيره، فنعم وسترى ما يسرك إن شاء الله تعالى ..
وليس بالضرورة أن تقف في صفي أو صف أخي أبي دعاء، المهم أن تقف مع الدليل وتدور معه حيث دار، أو على الأقل تتبع سبيل المؤمنين من جمهور العلماء الذين قرروا موضوع التشكل ولا يعلم لهم مخالف إلا أفراد قليلة جدا من المعتزلة ..
ولأنني ذكرت هذه الأدلة بتوسع سابقا فسأشير فقط إشارات وأنت ترجع إلى الدليل وتخريجه ثم تعقب بما تراه إن شاء الله تعالى:
أولا: ظاهر الكتاب الكريم في قصة الشيطان وحضوره حقيقة في غزوة بدر متمثلا بصورة سراقة بن مالك بن جعشم، وقد نقلت الآثار عن الصحابة والتابعين ,,
فنقلت لك من قال به من الصحابة كابن عباس ومالك بن ربيعة ورفاعة بن رافع. ثم من التابعين ذكرت قول ابن كثير عمن نقله كالسدي والضحاك والحسن البصري وقتادة ومحمد بن كعب القرظي وعروة بن الزبير .. فاقل أحوال هذا الخبر أن يكون حسنا لا صحيحا، ومثل هذه الأخبار تواتر شهرتها تغني عن الإسناد لا سيما وقد ذكرت لكم شهادة وتقرير (29) من أئمة التفسير و (9) مؤرخين من أئمة السير والمغازي كلهم قالوا بذلك ولو تفرغت لنقلت لكم ضعفهم بل أضعافهم.
وأردت أن تنقلوا لي من قال بغير ذلك!!! بشرط ألا يكون من المعتزلة أو الروافض .. فلم يأتني جواب إلا اعتراض عقلي لا مسوغ له.
ثانيا: ذكرت لكم قصة الشاب مع الحية كما في صحيح مسلم وأن امرأته وجدت حية عظيمة التفت على السرير فقتلها وقتلته فكان سببا لورود قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن بالمدينة جن اسلموا _ وفي رواية – إن لهذه البيوت عوامر .. الحديث ..
فأرجوا منكم أن تذكروا من قال بغير مفهوم الحديث الواضح!!! والذي توج ببيان نبوي واضح؟
ثالثا: الحديث الصحيح عن ابن عباس في المسند عن قصة الرجل وتبعه رجلان فقال رابع هذان شيطانان .. الخ وفي لفظه قال: وأبلغه أن صدقاتنا لا تصلح له. ثم نهى رسول الله عن الخلوة ..
هذا سبب ورود ونص نبوي يؤكده، ونقلت لكم ثلاثة من العلماء على رأسهم المحدث المحقق أحمد شاكر وقوله: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني الجن.
فأرجوا إن كان نصه غير واضح عندكم، أو دلالته غير صحيحة، أن تقولوا من قال بغير قول هؤلاء؟
رابعا: رؤية ابن مسعود لهم في رحلته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقائه وفد الجن وقوله: أتاني رجال كأنهم الزط [صنف من السودان أو الهنود] هكذا رآهم .. رواه الترمذي وصححه الألباني.
ورآهم الزبير في قصة ذهابه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاء وفد الجن وقال الزبير: فإذا رجال طوال كأنهم الرماح مستدفري ثيابهم. الحديث رواه الطبراني وحسنه الهيثمي وقال معناه موافق لما في الصحيح.
والشاهد معلوم لكل المسلمين ولكن الشاهد في نقاشنا، أن الأصل أن الجن لا يرون بنص القرآن، فإذا ثبتت رؤيتهم لبعض الصحابة أو غيرهم فهو دليل واضح في تشكلهم في صور مختلفة عن صورهم الحقيقية.
¥