تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ابو دعاء]ــــــــ[21 Jun 2009, 08:57 م]ـ

كيف تشاركنا الكائنات المجهرية في الأولاد؟

تنتقل الفيروسات والميكروبات من الرجل إلى المرأة ومن المرأة إلى الرجل عن طريق اللعاب أو الدم أو المني، وعن طريق العلاقات الجنسية خاصة إذا كانت العلاقة الجنسية غير شرعية، فتنشأ عنها أمراض جنسية كثيرة لا يمكن أن تحدث مطلقا عن طريق وطء حلال أو علاقة جنسية سليمة غير محرمة بدأت ببسم الله وبالتعوذ من الشيطان، أمراض لا تتوقف آثارها عند الزاني والزانية، بل تمتد لتشمل نسلا غير صالح للحياة، وإذا قدر له أن يعيش فإنه يحمل نفس وصمات العار التي حملها من قبل طرفا الجريمة، وخاصة مرض السيدا (محمد كمال عبد العزيز، الأمراض السرية والهاوية الجنسية، ص 9.)، الذي أصبح يهدد الإنسان المعاصر، خاصة المادي، بالفناء، ويصيب الناس، خاصة الزناة، بالخوف والرعب ويحرمهم الأمن والطمأنينة.

حينما يولد الطفل يكون عرضة للعديد من الميكروبات ولذلك توصي المنظمات الصحية العالمية بضرورة التطعيم ...

ما هو الجهاز المناعي؟

هو الجهاز الذي يقوم بالدفاع عن الجسم عند تعرضه إلى مرض من الأمراض، ويتكون من عدة خلايا ككرات الدم البيضاء والخلايا الدفاعية في الأنسجة، وهي تقوم بمهاجمة الميكروبات والفيروسات واحتوائها وقتلها، بالإضافة إلى خلايا أخرى موجودة بالكبد والطحال والجهاز اللمفاوي ونخاع العظام وهي تختص في إنتاج الأجسام المضادة للميكروبات والفيروسات أو لأي جسم غريب يدخل جسم الإنسان. والطفل يولد وليس لديه جهاز مناعة، أي على الفطرة الصحية، لأنه لم يتعرض بعد لأي عدوى، لذا فإن تعرضه للعدوى يصيبه بالمرض بسهولة.

ما هو التطعيم؟

هو جرثومة المرض المراد التطعيم ضده، أو جزء منها، ولكن هذه الجرثومة تكون ميتة أو يتم إضعافها، بحيث لا يحدث حقنها بالجسم أي مرض بل ينشط الجهاز المناعي بالجسم لمقاومة هذا المرض.

فالهدف من التطعيم هو إنتاج الأجسام المضادة في جسم الطفل حتى يصبح قادرا على مقاومة الأمراض التي يطعم ضدها، وهذا مهم للغاية، لأن البعض منها يكون قاتلا، أو مسببا للإعاقة، مثل التهاب السحايا وشلل الأطفال والتيتانوس (الكزاز) والدرن، لهذا فإن التطعيم لا يحمي الطفل من العدوى فقط، بل يحمي الطفل أيضا من آثارها مستقبلا، وهذا ما كان يفعله النبي عليه السلام وهو يحنك المواليد.

سر التحنيك ومعجزته:

للشيطان علاقة بابن آدم وبحنكه بالذات، فهو توعد البشرية منذ البدء بالسيطرة عليها ومشاركتها أولادها، وتبدأ هذه المشاركة منذ الولادة (أو حتى قبل ذلك عند الجماع) بمس المولود لاحتناكه، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء ليبين لنا سبل النجاة الروحية والطبية منذ ولادة المولود (السنن المتعلقة بالعقيقة) ومن بينها ما جاء في الصحيحين، عن أبي موسى الأشعري قال: وُلِد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسمّاه إبراهيم وحنّكه بتمرة ... وعن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: "خرجت وأنا متم [أي قد أتممت مدة الحمل] فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بالتمر، ثم دعا له فبرَّك عليه ... " (صحيح البخاري)، وقال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها"، رواه البخاري، وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه، إلا مريم وابنها"، وقوله: "صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان".

طعن صاحب الكشاف في أن يكون معنى الحديث المس المادي المباشر وقال: "لو ملك إبليس على الناس نخسهم لامتلأت الدنيا صراخا"، والذي يقتضيه لفظ الحديث لا إشكال في معناه، وظاهره يدل على أن الشيطان قادر على مس كل مولود عند ولادته، إلا عباد الله المخلصين، وحاصل القول إن إبليس، بالإضافة إلى الغواية والتسلط بالوسوسة، يمس المولود، الذي لم يعرف الخير والشر بعد، مسا ماديا بتسليط أعوانه من الجن/الميكروبات على جسمه عن طريق الهواء أولا (ثم عن طريق الحليب أو الدم ... ) فيستهل المولود ولادته بالصراخ مع دخول أول هواء، ومن ثم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير