"وحاصل القول إن إبليس، بالإضافة إلى الغواية والتسلط بالوسوسة، يمس المولود، الذي لم يعرف الخير والشر بعد، مسا ماديا بتسليط أعوانه من الجن/الميكروبات على جسمه عن طريق الهواء أولا (ثم عن طريق الحليب أو الدم ... ) فيستهل المولود ولادته بالصراخ مع دخول أول هواء، ومن ثم الكائنات الغازية، بدنه الفطري، الذي لم يستكمل مناعته بعد، مما يسبب له الألم، فيحتاج إلى مساعدة مادية (وهذا ضمن الأخذ بالأسباب)، من خلال تحنيك/تطعيم الأطفال عند ولادتهم." الشيطان يضر المولود وهذا الضر تبدأ مؤثراته قبل الولادة وهذا ما يؤكده الحديث
ففي الصحيحين أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم اللّه، اللهم جنبا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً".
هذا جزء من الضر الذي يلحقه الشيطان عن طريق الكائنات المجهرية بالمولود.
ثالثا: تقريرك أو اعتقادك!! كما وصفت أنت أن الميكروبات هي الجن أو نوع من الجن!!
من أين أتيت بهذا؟ هل من دليل يا من يطالبنا بالدليل وهو أمام عينيه؟
الأدلة تأتيك تبعا مع تطور النقاش ... فلا تستعجل.
رابعا: أنا معك في أن الجن أنواع، ولكن لماذا لا تقيدها بالعدد المذكور في الحديث وهو ثلاثة أصناف؟
الحديث لم يقيد بل على العكس من ذلك المعنى متسع وفيه احتمالات متعددة
روى ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون» ...
فالكائنات المجهرية موجودة ضمن هذا التصنيف فمنها الهوائية ومنها المائية ومنها الترابية ومنها ما يشبه الحيات ومنها ما يشبه العقارب وبإمكانها أن تأتي وترتحل ...
خامسا: فهمت من قولك أن الميكروبات هي نوع من الجن!! وغير أنك مطالب بالدليل، لماذا تقول المعنى اللغوي يؤيده؟
من أين لك هذا والميكروبات يراها الناس عن طريق الميكروسكوب المكبر للصورة؟ والجن لا نراهم على صورهم التي خلقهم الله عليها بنص القرآن؟
أولا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن هنالك ميكروسكوب فكلمة جن يجب فهمها من خلال عصرهم وليس عصرنا وبالتالي هاته الكائنات المجهرية لم تكن ترى بل كانت غيبا بالنسبة لهم فكلمة جن تحتمل كل ما جن عن البصر ولم تره العين
التفسير اللغوي هو ما يجعلنا نقول ذلك.
(ابن منظور، لسان العرب المحيط، المجلد الأول، ص.515.)
جنن في اللغة، من جن الشيء يجنه جنا: ستره. وكل شيء ستر عنك فقد جُن عنك. أجنه: ستره. جِن عين: أي ما جُن عن العين فلم تره، ستر عنها.
والجن لغة ضد الإنس، يقال: آنستُ الشيء إذا أبصرته، قال تعالى: ?وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ? إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى? (طه/9 - 10).
قال الجوهري: الجِنُّ خلاف الإِنسِ، والواحد جِنِّيٌّ، سمّيت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.
هكذا أبت العرب، في لغتها، إلا أن تطلق كلمة "جنّ" على كل ما اجتنّ.
فالكائنات الحية التي لا نراها تدخل تحت المعنى العربي لكلمة الجن، والقرآن الكريم جاء بلسان عربي مبين، قال تعالى: ?إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? وَإِنَّهُ و فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ? (الزخرف/3 - 4)
والعربية تقول لنا: ما سمى الله الجن إلا لأنهم اجتنوا فلم يُرَوْا، وما سمى بني آدم الإنس إلا لأنهم ظهروا فلم يجتنُّوا. فما ظهر فهو إنس ويمكننا أن نطلق عليه كلمة: كائن macroscopique، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ: كائن "" microscopique.
والجن (ابن منظور، لسان العرب المحيط، المجلد الأول، ص.515.) ولد الجان، قال ابن سيده: الجن نوع من العالم سموا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار ولأنهم استجنوا من الناس فلا يرون، والجمع جنان، وهم الجنة. وفي التنزيل: ?وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ? (الصافات/158). وكان أَهلُ الجاهِليَّة يسمّون الملائكة، جِنَّاً لاسْتِتارِهم عن العيون، قال الأعشى:
¥