وأن الروح قد تستقل بعد عمل الريح العفنة بالتصرف بأعضاء الانسان فتتكلم بلسانه وتبطش بأعضائه .. وأن من ينكر ذلك فهو مكابر .. فهل تقول بقوله؟ لا
وكلام ابن القيم في ذلك أوضح، ورده على من أنكره أشد .. فهل توافقه الرأي؟ لا
أفهمت ما تنقله!! أم أنك تطوعه الى مرادك، وتقول الفرق في المسميات؟؟؟؟
ثم تأتي وتستبدل بعض المسميات القديمة!! كم زعمت فتستبدلها بمسميات حديثة عصرية علمية!!!
كيف يكون الفرق في المسميات وهو فرق نوع وجنس؟؟ الميكروبات والجراثيم نوع حي، والجن نوع حي خلقه الله مكلفا فيجازى بالثواب والعقاب؟
فهل الجراثيم مكلفة وستحاسب؟ ومن ثم ستنعم أو تعذب؟
أسألك سؤالا واضحا:
هل المريض بالطاعون يقرأ عليه القرآن لتلمس الشفاء كما يقرأ على الممسوس والمصروع؟
هل قال عالما من علماء الدنيا أن المريض بالطاعون تقرأ عليه الرقية؟
هل تتأثر الجراثيم بقراءة الرقية كما تتأثر الجن؟
يا أخي: لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات بالطاعون شهيدا،، ترى من أجل الجراثيم والميكروبات أم لأنها من تسلط الجن؟ خالف تعرف ..
أخي الطيب: لو أنك وفقت بين الرأيين كما بينت لك لانزاح عنك هذا الاعتقاد المبتدع ..
وما نقلته عن شيوخ الألوسي هو ما ندعوك إليه .. ولكنك كثيرا تنقل ما يدينك ..
ما هو الإشكال أن يكون وخز الجن باستخدام الأخلاط الرديئة كالجراثيم والميكروبات، وبهذا تكون قد وفقت بين الرأيين ..
على أننا نقول بظاهر ومفهوم النص على الحقيقة وهو أن للجن وخز بابن آدم يسبب له الطاعون حقيقة، أما الكيفية فنكل أمرها إلى الله لأنها غيب عنا، وإذا جاء العلماء بالطب فقرروا ما نقلته أنت عنهم، فلا نكابر وننفي بل نقول يجوز أن يكون وخز الجن باستخدام مثل هذه الكائنات ..
أما أن نقول: هذا هو هذا، فننفي نوع على حساب نوع .. فهو الضلال بعينه في عدم التوفيق بين الشرع والعلم ..
أسألك مرة أخرى:
هل اعتقاد أن الجراثيم هي نوع من الجن! هل هو صحيح مائة في المائة أم أنه ظن واحتمال ممكن أن يكون صوابا وممكن أن يكون خطأ؟
فإن قلت صحيح مائة في المائة: فقد كذبت على الشرع وطالبناك بالدليل وإجماع العلماء عليه ..
وإن قلت بالظن والاحتمال، أصبحت النظرية قيد الدراسة وهي من الناحية الشرعية كذب إلا إذا صاحبها الدليل ..
وفي هذه الحالة: لا يجوز لك أن تقول بالظن والاحتمال في أمر غيبي كهذا ..
ودعك من التشابه في المعنى اللغوي .. فالجن في اصلهم لا يرون ومن قال غير ذلك ردت شهادته كما تتذكر، وهذا لمن ادعى أنه رآهم في صورهم التي خلقهم الله عليها ..
فهل معنى أن الإنسان إذا شارك الله في بعض الصفات كالقدرة والعلم والحياة والسمع والبصر أن يكون مثل الله؟ حاشا وكلا .. ونعوذ بالله من الخبط والتخابيط ..
وعليه ليس معنى أن الجن لا يرون، وكذلك الجراثيم لا ترى (وهي ترى بالميكرسكوب) أن يكون الأخير نوع من الأول ..
ما يقول ذلك عاقل من العقلاء ..
وهل إذا كان الحمار يأكل ويشرب ويتناسل كالبشر فيكون نوع من البشر؟
راجع نفسك مرات .. ولا تفرح بانتصارك لرأيك على حساب دينك ومعتقدك ..
فليس معنى أن الطب والعلم قرر شيئا أن تفهم الشرع من خلاله ..
بل افهم الطب من خلال الشرع القويم تسلم دينك ودنياك معا ..
والسلام.
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[23 Jun 2009, 03:03 م]ـ
..
هل الألوسي وابن القيم يقولون بقولك؟ أو حتى يشيرون اليه من بعيد أو قريب؟ لا
من قال من العلماء أن الجراثيم والميكروبات هي نوع من الجن؟
أخي الكريم
الاشارة واضحة عند ابن القيم وعند الألوسي وقد عبرا عنها بمفهومهما آنذاك فكليهما لم يعرفا بوجود كائنات مجهرية تحدث الطاعون والأمراض فعبرا عنها بمفهوم مقارب "الأرواح الخبيثة أو الشيطانية " وأكد الألوسي بوضوح أنها نوع من الجن في قوله:
"وذلك نوع من الجن فإنها على ما عرف في الكلام أجسام حية لا ترى، الغالب عليها الهوائية أو النارية، ولها أنواع عقلاء وغير عقلاء تتوالد وتتكون، "
والألوسي يبين أن من الجن العقلاء (المكلفون) ومنها غير العقلاء وهي إشارة إلى الحيات والعقارب والخشاش ...
¥