تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا معني تقاسم العالم في هذا القرن الحادي والعشرين، وهذه هي المسؤولية التي نحملها تجاه بعضنا كبشر.

هذه مسؤولية صعبة للقيام بها، فتاريخ البشر ملئ بسجلات الأمم والقبائل التي تستبيح بعضها لتحقيق مصالحها الخاصة. بيد أنه في هذا العصر الجديد، غدت هذه المواقف انهزامية، وانطلاقا من تدافعنا ببعض، فإن من شأن أي نظام عالمي يحابي أمة أو مجموعة على أخرى أن يبوء بالفشل، ولذا مهما كان تصورنا للماضي، فمن الواجب أن نحرر أنفسنا من سجنه، ويجب علينا أن نعالج مشاكلنا من خلال الشراكة، وأن نتقاسم التقدم.

ولا يعني هذا تجاهل مواطن التوتر، بل يعني العكس تماما في الحقيقة، يلزمنا أن نواجه هذه المواطن مباشرة، انطلاقا من هذه الروح، اسمحوا لي أن أتكلم بكل وضوح وصراحة قدر المستطاع عن بعض القضايا التي اعتقد من الواجب علينا مواجهتها معا.

القضية الأولى التي علينا أن نواجهها هي التطرف العنيف بكل أشكاله.

لقد أوضحت في أنقرة أن أمريكا ليست ولن تكون في حرب على الإسلام، لكننا، على أيه حال، سوف نواجه بلا رحمة المتطرفين العنيفين الذين يشكلون خطرا داهما لأممنا، لأننا نرفض نفس الشيء الذي يرفضه أهل الأديان كلها، نرفض قتل الأبرياء والنساء والأطفال، ومهمتي الأولى كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية أن أحمي شعبي.

ويعكس الوضع في أفغانستان الأهداف الأمريكية وحاجتنا للعمل معا، فمنذ أكثر من سبع سنوات، تتبعت الولايات المتحدة القاعدة وطالبان بمساعدة دولية كبيرة. لم نذهب إليها باختيارنا، وأنا على وعي أن البعض يتساءل أو يبرر أحداث 11/ 09/2001. لكن اسمحوا لي أن أكون واضحا، فقد قتل القاعدة حوالي 3000 نسمة في هذا اليوم، وكان الضحايا رجال ونساء وأطفال أبرياء من أمريكا ودول عديدة أخرى ولم يؤذوا أحدا. إلا أن القاعدة اختارت بلا رحمة اغتيال هؤلاء الناس، وأعلنت مسؤوليتها عن الحادث، بل ويعلنوا الآن عزمهم على الاغتيال الجماعي. ولهم عملاء ومعاونون في العديد من الدول ويسعون إلى توسيع دائرتهم، ليست هذه اختيارات قابلة للنقاش، بل حقائق يجب التعامل معها.

إياكم أن تخطئوا، فنحن لا نبغي بقاء قواتنا في أفغانستان، ولا نسعى إلى قواعد عسكرية هناك، فمن المؤلم لأمريكا أن نفقد شبابنا ونسائنا، وهذا يكلف الكثير ومن العسير سياسيا أن نواصل هذا الصراع، وسوف نرد بكل سرور كافة أفراد قواتنا إلى موطنهم إذا ما وثقنا أنه لا يوجد متطرفون عنيفون في أفغانستان وباكستان عازمين على قتل الأمريكان قدر استطاعتهم. إلا أن الوضع ليس كذلك.

ولهذا نحن نشترك في تحالف يتألف من 64 دولة، وعلى الرغم من التكاليف المتعلقة، فلن يهن التزام أمريكا، في الحقيقة ينبغي علينا جميعا أن لا نتسامح مع هؤلاء المتطرفين. فقد ارتكبوا جرائم قتل في كثير من البلاد، قد قتلوا أناسا من مختلف الديانات، وأكثر من غيرهم كان الضحايا مسلمين. أفعالهم لا تستقيم مع حقوق الإنسان وتقدم الأمم، والقرآن يعلم أنه من قتل بريئا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أنقذ فردا فكأنما أنقذ الناس جميعا، إن الإيمان الصامد لأكثر من بليون نسمة لأكبر بكثير من الحقد الضئيل في قلوب حفنة صغيرة. ليس الإسلام طرفا في مشكلة محاربة التطرف العنيف، بل هو طرف هام في نشر السلام.

كما نعلم أن القوة العسكرية وحدها ليس من شأنها حل المشكلات في أفغانستان وباكستان، ولهذا نحن نخطط لاستثمار 1.5 بليون دولار أمريكي كل عام على مدار الأعوام الخمس القادمة اشتراكا مع باكستان في بناء المدارس والمستشفيات والطرق والأعمال التجارية، ومئات الملايين لمساعدة المشردين. ولهذا نقوم بتوفير أكثر من 2.8 بليون دولا أمريكي لمساعدة أفغانستان في تطوير اقتصادها وتوفير الخدمات التي يعتمد عليها الناس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير