يجب أن يهجر الفلسطينيون العنف، المقاومة بالعنف والقتل خطأ ولا تنجح، فعلى مدار قرون، قاسى الشعوب السوداء في أمريكا الضرب بالسياط وذل العزلة كعبيد. لكنهم لم يربحوا الحقوق الكاملة والعادلة بالعنف، بل عن طريق الإصرار السلمي والثابت على المثل الراسخة في قلب الكيان الأمريكي. وتنطبق نفس الحكاية على الشعوب بدأ من جنوب أفريقيا وحتى جنوب أسيا، ومن جنوب أوروبا وحتى إندونيسيا. إنها حكاية تحمل حقيقة بسيطة، أن العنف طريق مسدود، وأن إطلاق الصواريخ على الأطفال النائمين، أو تفجير النساء العجائز في الحافلة لا يدل على الشجاعة ولا القوة، ليس هكذا تكون السيادة الأخلاقية، بل هكذا تتفسخ.
آن الأوان للفلسطينيين أن يركزوا على ما يمكنهم بناؤه، وعلى السلطة أن تطور من قدرتها على الحكم عن طريق المؤسسات التي تفي بحاجات الشعب.
تتمتع حماس بالتأييد بين بعض الفلسطينيين لكن عليهم مسؤوليات كذلك، ومن أجل القيام بدور في تحقيق آمال الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني، على حماس أن تنهي العنف وأن تقر الاتفاقات السابقة وأن تعترف بحق لإسرائيل في الوجود.
وفي الوقت ذاته، على إسرائيل أن تعرف أنه كما لا يمكن إنكار حق إسرائيل في الوجود، فكذلك فلسطين. فلا تقبل الولايات المتحدة مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية، هذا البناء يناقض الاتفاقات السابقة ويقوض جهود تحقيق السلام، آن الأوان لوقف هذه المستوطنات.
كذلك على إسرائيل أن تفي بواجباتها لضمان تمكن الفلسطينيين من الحياة والعمل وتطوير مجتمعهم، فكما أن ذلك يدمر الأسر الفلسطينية، فإن الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة لا تخدم أمن إسرائيل، كذلك استمرار غياب الفرصة في الضفة الغربية. إن التقدم اليومي في حياة الشعب الفلسطيني لا بد أن يكون جزءا من الطريق إلى السلام.، وعلى إسرائيل أن تأخذ خطى ملموسة لتمكين هذا التقدم.
وفي النهاية، على الدول العربية أن تعرف أن مبادرة السلام العربية كانت بداية هامة، إلا ليست نهاية مسؤولياتهم، ينبغي عدم استخدام الصراع العربي الإسرائيلي لصرف انتباه الشعب العربي عن المشاكل الأخرى. بل يجب أن يكون مصدرا للعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني لإنشاء مؤسسات تستبقي دولته، وتعترف بشرعية إسرائيل وتختار التقدم دون التركيز الانهزامي على الماضي.
سوف تحيز أمريكا سياساتنا مع أولئك الذين يبحثون عن السلام، ونقول على الملأ ما نقوله في السر للإسرائيليين والفلسطينيين والعرب، ليس بإمكاننا فرض السلام، لكن في قرار أنفسهم، يدرك كثير من المسلمين أن إسرائيل لن تزول، كذلك كثير من الإسرائيليين يدركون الحاجة إلى دولة فلسطينية. آن لنا أن نعمل وفقا للحقيقة التي يعرفها الجميع.
انسكبت كثير من العبرات، وسفح كثير من الدماء، وجميعنا يحمل مسؤوليته للعمل نحو يوم ترى فيه الأمهات الإسرائيلية والفلسطينية أولادها يكبرون بلا خوف، يوم تكون فيه أرض الديانات الثلاث العظيمة مكانا للسلام كما أراد الرب، يوم تكون فيه القدس بلدا آمنا ودائما لليهود والمسيحيين والمسلمين ومكانا لكل أبناء إبراهيم يختلطون فيه بسلام كما حدث في قصة الإسراء عندما صلى كل من موسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام) معا.
ثالث مصدر للتوتر هو مصلحتنا المشتركة في حقوق ومسؤوليات الأمم حول اقتناء الأسلحة النووية.
هذه القضية مصدر للتوتر بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية، فعلى مدار سنوات، قد حددت إيران نفسها جزئيا بمعارضتها لبلدي و ثمة تاريخ صاخب بيننا. ففي منتصف الحرب الباردة، لعبت الولايات المتحدة دورا في الإطاحة بالحكومة الإيرانية المنتخبة ديمقراطيا. ومنذ الثورة الإسلامية وإيران تلعب دورا في أعمال اختطاف الرهائن والعنف ضد الولايات المتحدة، جيشا وشعبا. وهذا التاريخ مشهور، وحتى لا نبقى أسرى للماضي، فقد أوضحت للقيادات والشعب الإيراني أن بلدي مستعدة للمبادرة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ليس ما تعارضه إيران بل المستقبل الذي تسعى إليه.
¥