حرية الدين أمر رئيسي لقدرة الناس على التعايش معا، و لابد لنا أن نتفحص الأساليب التي تؤدي إلى حمايتها. فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة، القوانين الحاكمة لمنح الصدقات صعبت الأمر على المسلمين للقيام بواجبهم الديني، ومن ثم أنا ألتزم بالعمل مع المسلمين الأمريكان حتى يتمكنوا من إيتاء الزكاة.
وبالمثل، من المهم للدول الغربية أن تتجنب إعاقة المواطنين المسلمين عن ممارسة دينهم كما يرونه مناسبا، نحو فرض الملابس الذي يجب أن ترتديها المرأة المسلمة. لا يمكننا إخفاء العداء تجاه الدين وراء دعوي التحررية.
في الحقيقة، ينبغي أن يجمع الإيمان بيننا، ولذا نقوم بصياغة المشاريع الخدمية في أمريكا التي تجمع بين المسيحيين والمسلمين واليهود، ولذا نحن نرحب بجهود مثل حوار الأديان برعاية الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية. وبإمكاننا أن نحول الحوار في العالم كله إلى خدمة، ومن ثم تقود الجسور بين البشر إلى العمل، سواء مكافحة الملاريا في أفريقيا أو توفير الإغاثة أعقاب الكوارث الطبيعية.
المحور السادس الذي أتطرق إليه هو حقوق المرأة.
أعلم أن هناك جدل حول هذه القضية، إني أرفض نظرة البعض في الغرب أن المرأة التي تختار تغطية شعرها تحظى بمستوى أقل في الحقوق، لكني أعتقد أن حرمان المرأة من حقها في التعليم هو حرمان لها من حقها في المساواة. وليس من قبيل المصادفة أن تحظى الدول حيث يتوفر التعليم الجيد للمرأة بفرص أكثر للرخاء.
اسمحوا لي الآن أن أتحدث بوضوح، قضايا مساواة المرأة ليست ببساطة إحدى قضايا الإسلام، ففي تركيا وباكستان وبنجلاديش وإندونيسيا، قد رأينا دول الأغلبية المسلمة ينتخبون امرأة للقيادة، وفي الغضون، يستمر الكفاح من أجل مساواة المرأة في نواح كثيرة من الحياة الأمريكية ودول أخرى حول العالم.
بمقدور بناتنا المشاركة في المجتمع قدر ما يستطيع أبناؤنا، وسوف تتقدم رفاهيتنا المشتركة بالسماح للبشرية- رجالا ونساء- أن يحققوا كافة إمكاناتهم. لا أعتقد أن على المرأة أن تنزع إلى نفس اختيارات الرجل حتى تتمتع بالمساواة، واحترم أولئك النسوة اللائي اخترن أن يعشن دورا تقليديا. لكن لا بد أن يكون ذلك بمحض اختيارهن، ولذا سوف تتشارك الولايات المتحدة مع دول الأغلبية المسلمة لتوسيع دائرة تعليم البنات ومساعدة الشابات للحصول على العمل من خلال تمويل المشاريع الصغيرة التي تعين الناس على تحقيق أحلامهم.
في النهاية، أود أن أتحدث عن الفرصة والتنمية الاقتصادية
أعرف أن وجه العولمة متناقض لدي العديد، يمكن للإنترنت والتلفاز أن يأتيا بالعلم والمعرفة، وكذلك الفحش البذيء والعنف الغبي. يمكن أن تجلب التجارة الثروة والفرص الجديدة، وكذلك القلاقل وتغيير المجتمعات. ففي كل الأمم- بما فيهم أمتي- يمكن أن يأتي هذا التقدم بالخوف، الخوف أننا من جراء الحداثة سوف نفقد السيطرة على اختياراتنا الاقتصادية، وسياساتنا بل والأهم من ذلك هوايتنا، وما نعرفه عن مجتمعاتنا وأسرنا وتقاليدنا وإيماننا.
إلا أنني أعلم كذلك أنه لا يمكن إنكار تقدم البشرية، فلا حاجة إلى التناقض بين التنمية والأصالة. فدولة مثل اليابان وجنوب كوريا طورا اقتصادهما مع الاحتفاظ بحضارات متميزة، ويصدق هذا على دول الأغلبية المسلمة ذات التقدم المذهل من كوالالمبور وحتى دبي، ففي العصور الماضية وفي عصرنا، احتل المسلمون الصدارة في التعليم والإبداع.
ولهذا أهميته إذ أنه لا تقوم أية إستراتيجية للتنمية على ما تنتجه الأرض وحسب، كما لا يمكن استبقائها في حين إقصاء الشباب عن العمل، فقد نعم كثر من دول الخليج بالثراء بسبب النفط وبدأ البعض منها تركيز هذا الثروة على نطاق تنموي أوسع. بيد أننا لابد أن ندرك أن التعليم والإبداع سيبقيان عملة التداول في القرن الحادي والعشرين، وأنه مازال هذا المجال يحتاج في كثير من المجتمعات المسلمة إلى الاستثمار. وأنا أؤكد على جوانب هذا الاستثمار في موطني. وفي حين أن أمريكا كانت تركز في الماضي على النفط والغاز في هذه البقعة من العالم، فنحن نبغي مشاركة أوسع الآن.
¥