تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى نطاق التعليم، سوف نوسع دائرة برامج التبادل ورفع عدد المنح الدراسية، مثل المنحة التي أتت بأبي إلى أمريكان مع تحفيز عدد أكبر من الطلاب الأمريكيين للدراسة في المجتمعات المسلمة. وسوف نوفر للطلاب المسلمين الواعدين فرصا للتدريب في أمريكا، وصوف نستثمر في التعليم عن طريق الإنترنت للمدرسين و التلاميذ حول العالم، وسنستحدث شبكة اليكترونية جديدة ومن ثم يستطيع المراهقون في كانساس التواصل مع نظراءهم في القاهرة.

وعلى صعيد التنمية الاقتصادية فسنستحدث هيئة جديدة من رجال الأعمال المتطوعين للمشاركة مع نظراءهم في دول الأغلبية المسلمة. وسوف أستضيف هذا العام مؤتمر قمة حول المشاريع المبتكرة من أجل التعرف على سبل تعزيز الأواصر بين القيادات التجارية والمؤسسات وأصحاب المشاريع الاجتماعية في الولايات المتحدة والمجتمعات المسلمة في العالم كله.

وعلى صعيد العلوم والتقنية، سوف نؤسس صندوقا جديدا لدعم التنمية التكنولوجية في دول الأغلبية المسلمة والمساعدة على نقل الأفكار إلى السوق حتى تتمكن هذه البلاد من خلق فرص عمل. وسوف نفتتح مراكز للتفوق العلمي في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وتعيين موفدين علميين جدد للمشاركة في البرامج التي تستحدث مصادر جديدة للطاقة وخلق فرص عمل مواتية للبيئة وترقيم السجلات اليكترونيا وتنقية المياه وزراعة محاصيل جديدة. وأنا أعلن اليوم جهدا عالميا جديدا بالمشاركة مع منظمة المؤتمر الإسلامي من أجل القضاء على شلل الأطفال. وسوف نوسع دائرة المشاركة مع المجتمعات المسلمة لدعم صحة الأمومة والطفولة.

يجب إنجاز هذه الأمور بالمشاركة. وأمريكا على استعداد أن تتعاون مع المواطنين والحكومات والمنظمات الأهلية والقيادات الدينية والتجار في المجتمعات المسلمة في العالم كله لمساعدة شعوبنا في سعيهم نحو حياة فضل.

ليس من اليسير التعامل مع القضايا التي وصفتها، لكننا نتحمل مسؤولية تضافر الجهود والعمل معا نيابة عن العالم. إننا نسعى إلى عالم لا يهدد فيه المتطرفون شعوبنا وعادت فيه القوات الأمريكية إلى وطنها، عالم ينعم فيه الإسرائيليون والفلسطينيون بالأمان في دولة لكل منهم، وعالم تستخدم فيه الطاقة النووية لأغراض سلمية، عالم تخدم فيه الحكومات مواطنيها وتحترم فيه حقوق كافة أبناء الرب. هذه مصالح مشتركة، وهذا هو العالم الذي نسعى إليه، لكن لا يمكن إنجازه فرادى بل مجتمعين.

أعلم أن هناك كثير من المسلمين وغير المسلمين تراودهم الشكوك حول قدرتنا على صياغة هذه البداية الجديدة. يشغف البعض إلى إشعال نيران الانقسام وعرقلة طريق التقدم. ويقترح البعض عدم جدوى الجهود المبذولة وأن الخلاف قدرنا الذي لا مهرب منه وأن الحضارات محكوم عليها بالصدام. وكثيرون تساورهم الشكوك حول إحداث تغير حقيقي.، ثمة خوف رهيب و ارتياب مهيب. إلا أننا إذا اخترنا التقييد بالماضي فلن نتقدم أبدا، وأود أن أقول هذا بخاصة للشباب من كل الأديان في كل دولة، أنتم- أكثر من غيركم- تملكون القدرة على إعادة صياغة هذا العالم.

جميعنا يتقاسم هذا العالم لفترة قصيرة من الوقت، السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سنركز اهتمامنا في هذا الوقت على ما يفرق بيننا، أم أننا سنلزم أنفسنا ببذل جهد، بذل جهد دءوب لإيجاد أرضية مشتركة والتركيز على المستقبل الذي نبتغيه لأبنائنا واحترام كرامة جميع البشر.

إشعال فتيل الحرب أيسر من إخماده، توجيه اللوم إلى الآخرين أيسر من التأمل في أعماقنا، تتبع الخلاف أيسر من تتبع الجوانب المشتركة. لكن علينا أن نختار الصراط المستقيم، وليس الصراط السهل. وثمة ناموس راسخ في كل دين، وهو أن نعامل الناس بما نحب أن يعاملونا، وهذه حقيقة تفوق الأمم والشعوب، وهذا الاعتقاد ليس محدثا، أو ينتمي إلى عرق أسود أو أبيض أو بني، هذا الاعتقاد ليس مسيحيا أو مسلما أو يهوديا. إنه اعتقاد نبض في مهد الحضارة وما زال ينبض في قلب الملايين. إنه الإيمان بالشعب الآخر، وهذا ما أتى بي هنا اليوم.

إننا نملك القدرة على صناعة العالم الذي نسعى إليه، لكن هذا يتطلب منا أن نملك الشجاعة على استهلال هذه البداية الجديدة، آخذين في الاعتبار ما كتب.

فالقرآن يخاطبنا قائلا: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير