تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقولك: مقتصرا على القرآن الكريم؛ لأنه هو الحل الصحيح لدراسات تقوم على الموضوعية.

قد أزاح اللثام وتبين لنا وجهة نظرك، وأن دراسة تقوم على السنة هي عندك ليست بموضوعية .. عموما ليس هذا بيت القصيد وإنما ما هو آت في آخر الرد ..

ثم قلت: [يمكنني أن أدعي ما يلي:

- أنني لا أعلم أحدا من المتقدمين ولا المعاصرين درس الموضوع بهذه الكيفية.

- أنني وصلت في هذا البحث إلى نتائج لم أطلع على مثلها عند غيري من الباحثين فيما قرأت من المصادر والمراجع، وهذا من فتوح الرحمن الرحيم.

وبعد فإن لم أكن قد حللت المشكلة كلها، فإني لأرجو أن أكون قد مهدت الطريق للحل الصحيح]

أخي الحبيب: من أخ ناصح لك والله، في هذا الكلام من الغرور ما فيه!! والغرور قتال، وسيظهر مما سيأتي أنك لم تطلع على أدلة المخالف، أو اطلعت وأنكرت منها ما يدينك، أو اطلعت وما فهمت نصرة لرأيك وانحيازا لوجهتك ..

وقولك أنك حللت المشكلة – إن كان ثمة مشكلة – فما هو الحل الذي طرحته؟ نفيت ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة؟ وما هو ثابت نصا من الشريعة؟

وقولك: مهدت الطريق!! نعم مهدته للاعتزال والتهجم على السنة وجمهور علماء الأمة وألا تلقي بهم بالة ..

وقولك: وهذا من فتوح الرحمن الرحيم!! وما أدراك أنه من وحي الشيطان الرجيم؟

كيف تكتب وتبحث وتقرر وتستنتج وتستهزيء بمخالفيك ثم تحكم على بحثك؟ يا أخي غيرك من العلماء وطلاب العلم يقولون: إن كان صوابا فمن الله .. وأنت تجزم بأنه فتح!!

ثم أين النتائج الجديدة التي لم يقلها غيرك؟

- تأويلك لآية البقرة (يتخبطه الشيطان) قالها عبد الجبار والزمخشري وأضرابهما من المعتزلة وغيرهم.

- قولك بأن الشيطان ليس له إلا الوسوسة؟ قالها عبد الجبار والزمخشري وأضرابهما من المعتزلة وغيرهم.

- قولك عن حديث الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم هو الوسوسة فقط؟ قالها عبد الجبار والزمخشري وأضرابهما من المعتزلة وغيرهم.

فما هو الجديد عندك في بحثك هذا؟ وكله هوامش ونقولات سيأتيك بعضها.

وأنا أعلم أن من يبحث مسألة ويتعب فيها ويجمع لها الأدلة من كل صوب، يعز عليه أن يهدرها هادر، ويعض عليها بالنواجذ لينصرها جهده ..

ثم قلت: [غير أن هناك آية واحدة أثارت من الجدل حول فهمها - وهي قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ") - حيث تعدى فهم هذه الآية من التفسير إلى أن يتكون منها شعار يدلل على مذهب معين، سلكه كثير من الناس في تبيان العلاقة ما بين الإنسان والشيطان في سياق العداوة المقررة]

سيأتي ما على هذه الآية من كلام فيما بعد إن شاء الله .. ولكن استوقفني قولك: حيث تعدى!! شعار!! مذهب معين!! كلمات لا تصدر من باحث على علم بحجم المخالف ..

يا أخي ألا تعلم أنك تخالف أحمد وابن تيمية وابن القيم والطبري وكبار كبار .. فلا أكثر من أن تذكر أسماءهم ثم تخالف على ضوء المنهج العلمي الذين هم أول الناس رجوعا إليه.

ثم ذكرت الآيات ومنها الآية الثالثة والرابعة: قوله تعالى: (وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِين" (الأنبياء:82) ومعها قوله تعالى: (وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ" (ص:37)

وقلت: [الظاهر والله تعالى أعلم أن هذا الأمر لم يقع إلا لسيدنا سليمان، وعلى جهة التسخير والإعجاز .. و قد ذهب السعدي في تفسيره إلى أن هذا من خصائص نبي الله سليمان عليه السلام وحده]

وهنا مغالطتان:

الأولى: قصر هذه الأعمال التي عملتها الشياطين على عهد نبي الله سليمان - عليه السلام - فقط .. والثابت غير هذا .. والأدلة عليه كثيرة .. وقد بينت لك في مقال سابق عددا كثيرا من أعمال الشيطان حقيقة، وهنا أهديك هذين الحديثين فقط:

الأول: روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في الكعبة وفي الكعبة ثلاثمائة وستون صنما قد شد لهم إبليس أقدامها بالرصاص، فجاء ومعه قضيب فجعل يهوي بها إلى كل صنم منها فيخر لوجهه ويقول: (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) حتى أمر عليها كلها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير