تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال الأزهري في تهذيب اللغة (4/ 251): قال الله جل وعز (كالّذِي يَتَخَبَّطُه الشَّيطانُ مِن المَسِّ) قال الفراء: المَسُّ: الجنون. والعرب تقول: رجل ممسوس.

وقال ابن منظور في لسان العرب (6/ 217): وفي التنزيل العزيز كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطان من المَسِّ، المَسُّ الجنون.

وقال (7/ 280): وخبَطَه الشيطانُ وتَخَبَّطَه مسَّه بأَذىً وأَفسَدَه ويقال بفلان خَبْطةٌ من مَسٍّ وفي التنزيل كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطانُ من المَسِّ أَي يتوَطَّؤُه فيصْرَعُه والمَسُّ الجُنون.

وقال ابن فارس في مقاييس اللغة (2/ 196): يقال لداءٍ يُشبه الجنونَ: الخُبَاط، كأنَّ الإنسان يتخبَّط. قال الله تعالى: {إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسّ}.

وقال الزبيدي في تاج العروس (1/ 4137): المَسُّ: الجُنُونُ كالأَلْس واللَّمَم قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ " كَالَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " وقّد مُسَّ بِه بالضَّمِّ أَي مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ فهو مَمْسوسٌ: به مَسٌّ من الجُنُونِ كأَنَّ الجِنَّ مَسَّتْه.

وفي تاج العروس أيضا (1/ 4811): وقَوْلِه تعالى " لا يَقومونَ إلاَّ كما يَقومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ من المَسِّ " أَي كما يَقومُ المَجْنونُ في حالِ جُنونه إِذا صُرِعَ فسَقَطَ. والمَسُّ: الجُنون يُقَالُ: بفُلانٍ خَبْطَةٌ من المَسِّ ويُقَالُ: تَخَبَّطَه الشَّيْطانُ تَوَطَّأَه فصَرَعَه. أَو يَتَخَبَّطُه أَي يُفْسِدُه بخَبلِه

وقال المناوي في التعاريف (1/ 655): وكني بالمس عن الجنون والمس يقال في كل ما ينال الإنسان من أذى بخلاف اللمس.

وفي تاج العروس (1/ 6393): الشَّبْزَقُ كجَعْفر أَهْمَلَهُ الجَوْهَريًّ وقالَ أَبو الهَيْثَمِ: مَنْ يَتَخَبَّطُه الشَّيْطانُ من المَسِّ قالَ الأزْهَري: وفَسَّرَه أَبو الهَثيَم بالفارِسِية (دِيْو خَزِيده كَرْدَه) أي الجِنّ مَسَّهُ وخَبَطَه هكذا سَمِعْتُ المُنذرِيَّ يَقولُ: سمعت أبَا عَليٍّ يقول: سَمِعْتُ أَبا الهَيْثَم وهكَذا نَقَلَه الصّاغانِيُّ في العُبابِ.

وقال الخليل الفراهيدي في كتاب العين (7/ 208): مس مَسِسْتُ الشيءَ بيدي مَسّاً ومِسْتُ مخفف ورجل مَمْسُوسٌ من الجنون وبه مَسٌّ.

وقال الرازي في مختار الصحاح (1/ 612): ورجل مَلْمُوم أي به لمم ويقال أصابت فلان من الجن لَمَّة وهو المس والشيء القليل.

وفي لسان العرب (2/ 27): في حديث مكحول أَنه مَرَّ برجل نائم بعد العصر فَدَفعه برجله وقال لقد عُوفِيت إنها ساعة تكون فيها الخَبْتَةُ يريد الخَبْطَةَ بالطاء أَي يَتَخَبَّطه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبَل أَو جُنون وكان في لسان مكحول لُكْنةٌ فجعل الطاء تاء.

وقد نقلت لك هذا لتعرف أن العلماء الذين أثبتوا في الآية الصرع والجنون والمس ودخول الجن، إنما قالوه من فهمهم للغة ومعرفتهم بأقوال علمائها، فلا تلم القرطبي أو غيره، ووليكن لومك على العقول الغافلة التي لا تحمل من العلم معشار ما حملوا.

وإليك بعض أقوال مفسري أهل السنة، ولا كرامة للمعتزلة ومن جاراهم:

قال الإمام الطبري في جامع البيان (3/ 101): أي الذين يربون الربا في الدنيا لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يعني بذلك: يتخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه وقوله من المس يعني: من الجنون فيتخبله من مسه إياه يقال قد مس الرجل وألق فهو ممسوس ومألوق كل ذلك إذا ألم به اللمم فجن.

ومن حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وآكل الربا فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط ثم قرأ (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)

رواه الطبراني في الكبير رقم 110 وصححه الألباني في الصحيحة 3313.

ويقول أبو إسحاق الزجاج في معاني القرآن وإعرابه (1/ 358): المعنى: الذين يأكلون الربا لا يقومون في الآخرة إلا كما يقوم المجنون من حالة جنونه، يقال بفلان مس، وهو أَلمْسَ وأَوْلقَ: إذا كان به جنون.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير