تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجاء في المخصص لابن سيده (1/ 224): قال أبو عبيد، اللَّمَمُ والمَسُّ من الجُنُون ورجل مَلْمُوم ومَمْسُوس وهو من الجُنُون، ابن دريد، بفُلان خَطْرةٌ من الجِنّ أي مَسٌّ منه، أبو علي، خاطِرٌ من الجِنّ كذلك، ابن الأعرابي، خَبْطَةٌ من مَسٍّ، قال، والشَّيْطان يَخْبِط الإنسانَ ويَتَخَبَّطُه إذا مَسَّه بأذَى فأَجَنَّه وخَبَّله، ابن دريد، الخُبّاط داءٌ كالجُنُون، وقال، رجل به سَفْعةٌ من الجِنّ - أي مَسٌّ، أبو عبيد، الأَوْلَقُ - الجُنُون رجل مَأْلُوق ومُأَوْلَقٌ،

وجاء فيه أيضا (1/ 225): وقد شَمِق شَمَاقةً، أبو زيد، كُلِب الرجُل كَلاَباً - إذا ذَهَب عقْلُه، صاحب العين، النَّظْرة من الجِنِّ تُصِيب الإنسانَ وقد نُظِر، ابن الأعرابي الهُيَام كالجُنُون، صاحب العين، اسْتَهْوَتْه الشَّياطِين - اسْتَهامَتْه وحَيَّرته وفي التنزيل كالَّذِي اسْتَهْوَته الشَّيَاطِينُ والرَّئِيُّ - جِنِّيٌّ يتَعَرَّضُ لإنسان.

وفي تهذيب اللغة (5/ 177): وقال أبو عدنان: اللمم: طرف من الجنون يُلِمّ بالإنسان، وهكذا كل ما ألمّ بالإنسان طرف منه؛ وإذا قيل: بفلان لَمّة، فمعناه: أن الجن تلم به الأحيان.

وفي لسان العرب (11/ 196): والخَبْل والخُبْل والخَبَل والخَبَال الجنون ويقال به خَبَال أَي مَسٌّ وبه خَبَل أَي شيء من أَهل الأَرض وقال الليث الخَبَل جنون

لسان العرب (13/ 92): والخَبْل والجِنَّةُ طائفُ الجِنِّ وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنّ

وفي مقاييس اللغة (2/ 197): فالخَبَل: الجُنون. يقال اختبله الجنّ. والجّنيُّ خابل، والجمع خُبَّل. والخَبَل: فساد الأعضاء.

وفي الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي (1/ 316): وروى ثعلب عن سلمه عن الفراء انه قال الخبل الجن والخبل الجنون.

وفي نهاية تقريرك قلت:

[أنه ليس في كتاب الله تعالى ما يدل على أن هناك أي تأثير للشيطان على الإنسان إلا بالوسوسة والإيحاء والدعاء]

قد يكون هذا صحيحا إن أنكرت السنة التي هي مبينة للقرآن .. وأظنك تعلم من حوارنا قبل ذلك أن هناك أدلة كثيرة صحيحة تثبت أن للشيطان تصرفا غير الوسوسة ..

وقلت: [إن الله تعالى قد قال عن إبليس حين تملّص من تبعات إضلاله العباد:" وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (إبراهيم:22). وهذا في مقام الاعتراف، والاعتراف كما يقال: أصرح الأدلة]

وهذا تلبيس منك، وما يليق بك وأنت باحث شرعي أن تكتم الحق .. فلم لم تبين لنا تفسير الآية؟ وما هو المقصود من دعوة إبليس؟

وقد أنشط في رد آخر في بيانها بعد ذلك إن شاء الله تعالى.

ثم أتى استدلالك بحديث: ["الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة" و " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة" و "الحمد لله الذي لم يقدر منكم إلا على الوسوسة" و " الحمد لله الذي لم يقدر لكم إلا على الوسوسة]

وهذا تراه معينا لك في أن الشيطان ليس له إلا الوسوسة .. لكنك تتجاهل الأدلة القوية الأخرى في هذا الباب ..

ومع ذلك: ففي شرح هذا الحديث أوجه أخرى، منها: أنه لما كانت الوسوسة معفو عنها وما هي إلا حديث نفس فهانت بذلك إذ إنها ليس عليها إثم أو ذنب.

ومنها: أن يقال الحمد لله الذي جعل هذا الخاطر الكفري مجرد وسوسة ولم يجعلكم تتكلمون بها أو تعتقدونها.

ومنها: أن المراد به الحمد لله الذي رد أمره معكم من باب الخصوصية لهم في حياة نبيهم.

ومنها: أنه يبين الإياس الذي حصل لإبليس من عبادة الأصنام والشرك كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده فقال: أيئسوا أن نريد أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن أفتنوهم في دينهم وافشوا فيهم النوح.

رواه الطبراني في الكبير 12/ 11 وصححه الألباني في الصحيحة 3467.

وقريب من هذا تجده في مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح (1/ 384) وغيرها من الشروح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير