تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نادرة في تعظيم ابن سيده لسيبويه]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 01 - 2008, 04:57 م]ـ

قال في (المحكم) في مادة (جرى): قال الأخفش: والمَجْرَى في الشعر: حركة حرف الروي: فتحته وضمته وكسرته، وليس في الروي المقيد مجرى؛ لأنه لا حركة فيه فتسمى مجرى، وإنما سمي ذلك مجرى لأنه موضع جري حركات الإعراب والبناء. والمجارِي: أواخر الكلم؛ وذلك لأن حركات الإعراب والبناء إنما تكون هنالك. قال ابن جني: سمي بذلك لأن الصوت يبتدئ بالجريان في حروف الوصل منه، ألا ترى أنك إذا قلت: (قتيلان لم يعلم لنا الناس مصرعا) فالفتحة في العين هي ابتداء جريان الصوت في الألف، وكذلك قولك: (يا دار مَيَّة بالعلياء فالسَّندِ) تجد كسرة الدال هي ابتداء جَرَيان الصوت في الياء، وكذلك قوله: (هريرةُ ودّعها وإن لام لائمُ) تجد ضمة الميم منها ابتداء جريان الصوت في الواو، فأما قول سيبويه: هذا باب مجاري أواخر الكلم من العربية، وهي تجري على ثمانية مجارٍ، فلم يقصر المجاري هنا على الحركات فقط كما قصر العروضيون المجرى في القافية على حركة حرف الروي دون سكونه، لكن غرض صاحب الكتاب في قوله: مجاري أواخر الكلم: أي أحوال أواخر الكلم وأحكامها والصور التي تتشكل لها، فإذا كانت أحوالا وأحكاما فسكون الساكن حال له، كما أن حركة المتحرك حال له أيضا، فمن هنا سقط تعقب من تتبعه في هذا الموضع فقال: كيف ذكر الوقف والسكون في المجاري، وإنما المجاري، فيما ظنه، الحركات، وسبب ذلك خفاء غرض صاحب الكتاب عليه، وكيف يجوز أن يسلط الظن على اقل أتباع سيبويه فيما يلطف عن هذا الجلي الواضح فضلا عنه نفسه فيه، افتراه يريد الحركة ويذكر السكون? هذه غباوة ممن أوردها، وضعف نظر وطريقة دل على سلوكه إياها. قال: أو لم يسمع هذا المتتبع بهذا القدر قول الكافة: أنت تجري عندي مجرى فلان، وهذا جار مجرى هذا. فهل يراد بذلك، أنت تتحرك عندي بحركته، أو يراد: صورتك عندي صورته، وحالك في نفسي ومعتقدي حاله?

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير