تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا: كاد وأوشك. فأنهما يتصرفان، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة، وكذلك المضارع والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول ن والمصدر.

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 20 البقرة. 2 ـ 150 الأعراف.

* الشاهد بلا نسبة. * الشاهد بلا نسبة.

* الشاهد بلا نسبة.

مثال الماضي من كاد قوله تعالى: {كاد ليظلنا عن آلهتنا} 1.

والمضارع قوله تعالى: {يكاد البرق يخطف أبصارهم} 2.

ومنه قول أبي يزيد الأسلمي:

سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس

واسم الفاعل: كائد. 46 ـ كقول الشاعر*:

أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد

واسم المفعول والمصدر منها: مكود، وكودا، ومكادا، ومكادة، وكيدا {3}.

وأوشك المضارع منها: يوشك، 47 ـ كقول أمية بن الصلت:

يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها

والمصدر: موشك، 48 ـ كقول كثير عزة:

فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي

أما المصدر، واسم المفعول فهما: إيشاك، ومُوشَك، بضم الميم، وفتح الشين، واسم الفعل وشكان مثل سرعان، وقليل استعمال هذه المشتقات، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو، ومعاجم اللغة، ماعدا اسم الفعل، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا.

خصائص عسى واخلولق وأوشك.

تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي:

1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل، ويكون المصدر هو الفاعل.

نحو: عسى أن تحضر الليلة. واخلولق أن تشارك في الحفل، وأوشك أن نسافر.

ــــــــــــــــــ

1 ـ 42 الفرقان. 2 ـ 20 البقرة.

* الشاهد بلا نسبة.

3 ـ انظر اللسان ج3 ص382 مادة: كود، وكيد.

80 ـ ومنه قوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو

شر لكم} 1. وقوله تعالى: {فعسى أن يكون من المفلحين} 2.

وقوله تعالى: {عسى أن يكون قريبا} 3.

وقوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} 4.

2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم، وكانت مسندة إليه في المعنى.

نحو: الطالب عسى أن يتفوق، والمريض أوشك أن يشفى.

توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن، والثاني أحسن.

أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو: أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها، ويظهر الضمير في التثنية، والجمع، والتأنيث. 81 ـ نحو: الطالبان عسيا أن يتفوقا.

والمسافرون أوشكوا أن يعودوا، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى.

والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض.

ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن، والأفصح، والأقوى هو: أن تخلو هذه الأفعال من الضمير

المستتر، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها، فتكون تامة، والمصدر

المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل، وبه نزل القرآن الكريم.

82 ـ نحو قوله تعالى: {لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن} 5.

ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير.

نحو: عسوا أن يكونوا، وعسين أن يكن.

3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى، وأختاها، وكان في موقع

ـــــــــــــــــ

1 ـ 216 البقرة. 2 ـ 67 القصص.

3 ـ 51 الإسراء. 4 ـ 79 الإسراء.

5 ـ 11 الحجرات.

الفاعل. 84 ـ نحو: عسى أن يغفر لي ربي، وأوشك أن يشفى المريض،

واخلولق أن يثمر العمل.

صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي:

أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى، أو أختاها.

ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها.

ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى "، أو أختاها ناقصتين، أم تامتين.

فوائد وتنبيهات:

1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب، نحو عساه يعود، وعسال تفوز.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير