ـ[ضاد]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 04:51 م]ـ
النحو وسيلة وليس غاية, والجماعة اللغوية هي التي تشكل هذا النحو عبر مئات السنين من التطور البشري والاجتماعي والفكري واللغوي. واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. بوركت.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 06:39 م]ـ
أيها الأحباب
ماذا أقول لكم؟
ما قلته نقلا عن السهيلي قول أحفظه وكأني أقرأ أسطره ولكن حين طلب مني أخي الحبيب سيد أحمد أن أشارك وطلب أن آتي بالنص عدت إلى الموضع الذي كنت أظنني قرأته فيه وهو (أمالي السهيلي) وقرأت ما كتبه السهيلي غير مرة غير أني لم أعثر على النص بالصفة التي رويتها. وقلت لعله في كتاب (نتائج الفكر) فبحثت هناك فلم أعثر على شيء، وهو أمر غريب، لا ينتهي منه العجب، قد يكون في (الروض الأنف) ولكني لا أجد كتابي فكتبي مرزومة ككتب أخينا د. بهاء الدين. وعلى كل حال سأنقل لكم ما قاله عن منع المؤنث من الصرف.
ص31
فصل
في الأعلام المؤنثة وسرّ تجردها من التنوين
فأما عائشة وفاطمة ونحوهما فلم ينصرف، وإن كان منقولا عن منصرف ومنقولا عن مؤنث إلى مؤنث؛ ولكن حكم التاء يختلف، كما كان في اسم الرجل، والمعنى كان فيها قبل العلمية معدوم في حال العلمية، وتأنيث المرأة إنما هو لذاتها لا للعلامة التي في اسمها، فحكم الاسم العلم الذي فيه علامة التأنيث مخالف لحكمه قبل النقل، كما كان في المذكر، فجميع الأسماء الأعلام في المؤنث لا تنصرف، وقد وجدت في الحديث المسند (عناقًا) اسم امرأة مصروفًا، هكذا قيده أهل الحديث.
على أن في الاسم المؤنث خاصّية تمنع من التنوين، وهي في قولهم: حذامِ ورقاشِ، وذلك أنهم يشيرون بهذه الأسماء إلى أنهن محبوبات، وكل محبوب مقرب إلى النفس مضاف إليها، وترك التنوين يشعر بهذا المعنى، ألا ترى كيف خصّوه بالكسرة التي هي أخت الياء، كأن المتكلم يريد إضافتها إلى نفسه، وهذا موجود في زماننا؛ لأن البدويات يُسمين (شَكَلِ، وشَمْسِ) ونحو ذلك والحضريات (مُنيةِ وعزيزةِ) يكسرون أواخر هذه الأسماء، كما فعلت العرب في جذامِ ورقاشِ؛ إشعارًا بالإضافة المحضة، وإنما يريدون ما يضارعها ويقرب منها، وخصوا بهذا البناء فعالِ؛ لأنها قبل التسمية من خصائص أوصاف المؤنث، نحو: رزان وخصان وثقال، فرائحة الإضافة تمنع من التنوين، بني على الكسر أو لم يبن، ومن ثم لم ينونوا: سحرَ ليوم بعينه، لأنه معرف بالمعنى، ومن ثم لم ينوّنوا: أخر، لأنه في معنى المتصل بحرف من، التي في باب أفعل من كذا،
بقي أن أقول إن يكن السهيلي أو غيره قال ما قال فهو تعبير عن نظرة قاض أو فقيه ينطلق من مفهوم إسلامي ينظم العلاقة بين المرأة والرجل من غير مساس بمكانة أحدهما وهذه العلاقة هي القيامة التي كلفها الرجل بحق المرأة وذلك واجب رعايتها والحفاظ عليها وتحقيق الأمان النفسي والحيوي لها وهي منزلة لا تجدها في مجتمع من المجتمعات الأخرى، أما ما هو عليه واقع الحال في المجتمعات الإسلامية من ظلم للمرأة وغذمرة لحقوقها وحجب لها عن مطالبها فهو أمر ليس للإسلام فيه يد بل هو جملة من تردي الخلق وبداوة الطبع وجلافة المسلك، وكما قال أخي ضاد صادقًا إن النحو نظام يفسر اللغة وليس يعكس أخلاق القوم وهو قديم قدم اللغة نفسها. ولكنا نشهد في عصرنا الحاضر موجة نحو اتهام الثقافة والعلوم بالفحولة أو الذكورة وهي موجة لا تراد لذاتها بل تراد لسوق المجتمع للانسلاخ من فضائله باسم حقوق المرأة التي تطالب بها في غير ميادينها. والله المستعان.
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا العزيز الدكتور (أبو أوس الشمسان) على لفتتك الكريمة ووقتك الثمين ......
أستاذي العزيز أليست اللغة هي الأداة التي يفكر من خلالها المجتمع كل مجتمع , وهل يستطيع مجتمع من المجتمعات التفكير دون لغة؟ , ألم تعكس اللغة كثير من الظواهر الاجتماعية في مجتمع من المجتمعات , في معجمنا العربي مئات الأسماء تخص الخيل ومثلها للسيف ولا يكاد يبقى منها في الاستعمال الآني إلا مايفي بالمعنى من واحد أو اثنين , وماذاك إلا لأن الحياة اختلفت والأشياء تبدلت فكان لابد للغة أن تحذف الزائد منها , أليس في فرنسا اليوم مئات الأسماء للجبن وماذاك إلا لأنه كثير عندهم ومن هنا ومن خلال اللغة سوف نعرف مايدور في بيئة ما وما هو ضامر أيضا , ولاتقف المسألة عند هذا الحد ولكن العلاقة جدلية بينهما فكما يؤثر الإنسان في اللغة تؤثر اللغة فيما بعد على الإنسان , فمثلا ذلك الإنسان الذي عرف تلك الأسماء الكثيرة للجبن في فرنسا من خلال اللغة ولايشترط أن الجميع عرفها عيانا , سوف تعني له أمورا لا يظهر مثلها لنا .......
وماأريد قوله أن نظرة الإنسان للمرأة قد تستشف من خلال اللغة وتراكيبها الذي أوجدها المجتمع وهو محمل بفكر ما ......
ما رأيكم أستاذنا أبي أوس في مثل هذا الرأي ألا نستطيع أن نستشف بعضا من مكانة المرأة في مجتمع ما من خلال لغة ذلك المجتمع المبسوط الحديث فيها نحوا وصرفا ودلالة وهلم .......
¥