بل قال بعضهم: استعمال هذا اللفظ (المعلول) أولى لوقوعه في عبارات
أهل الفن مع ثبوته لغةً , ومن حفظ حجةٌ على من لم يحفظ ".
(2) قال الفيومي في المصباح:
" وأعلَّه الله , فهو معلول , قيل من النوادر التي جاءت على غير قياس , وليس
كذلك , فإنه من تداخل اللغتين , والأصل أعلَّه الله فعُلَّ , فهو معلول ".
(3) قال الجوهري:
" علَّ الشيءُ , فهو معلول ".
(4) قال ابن منظور:
" استعمل أبو إسحاق لفظة المعلول في المتقارب من العَروض ".
(5) قال أبو البقاء في الكليات:
" كل وصف حلّ بمحل وتغير به حاله فهو علة , وصار المحل معلولًا ".
(6) وقع هذا المصطلح على لسان:
البخاري و الترمذي والدارقطني والحاكم وابن عدي والخليلي والعقيلي وابن حبان
وابن حزم وأبي داود وأبي حاتم وابنه وغيرهم , وهؤلاء أقرب للغة الصحيحة
قبل أن يدخلها الدخيل , وقد عاصروا كبار اللغويين ولا نجد من أنكر عليهم.
وها هو البخاري وقد حيرت رواياته في الصحيح الحافظ اليونيني من جهة اللغة.
وقد وجهها له إمام اللغة ابن مالك رحمه الله تعالى في كتابه الشواهد.
(7) أن لفظ " الحديث المعلول " هو من باب الاصطلاح عند المحدثين ,
ولا يلزم في الاصطلاح المطابقة التامة للمعنى اللغوي , بل يكتفى بأدنى
مناسبة. وهذا معلوم لا يخفى على طالب علم.
والخلاصة:
قولهم: " معلول " من
علّ الشيء إذا أصابته العلة أو
أعلّه فعُلّ , فهو معلول (تداخل اللغتين) أو
أعلّه , فهو معلول من باب الندرة على غير قياس أو
باب الاصطلاح مع أدنى مناسبة للمعنى اللغوي , ولا مشاحة في الاصطلاح "
والأقيس أن يقال:
" مُعل أو عليل أو معتل من علّ أو اعتل أو أعله " ,
وقد وقع في كلام المحدثين:
" حديث معلل " , وهو من " علَلّه إذا ألهاه وشغله , وهو يستقيم مع ما أرادوه
حيث الحديث المعلل فيه ما شغل وألهى عن العمل به.
والعلم لله تعالى , وهو وحده الموفق.
ونحن في انتظار نوادركم الجميلة , فلا تحرمنا منها -بارك الله فيك -.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 06:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي السلفي وأحسن إليك.
حقا لقد كانت إجابتك كافية شافية.
وما رأيك أيضا بقول المحدثين: أعضل فلان الحديث فهو معضَل.
هل يصح أن يقولوا: معضل، بفتح الضاد، أم أن الصواب أن يقولوا: أعضل فهو معضِل ـ بكسر الضادـ كأشكل فهو مشكِل.
هل يوجد تخريج لغوي لكلامهم أم أنهم لحنوا.
دمت بخير وعافية، وبانتظار إجابتك وآرائك في جميع الأسئلة السابقة.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 09:56 م]ـ
مرحبا أخي ابن القاضي
قال كعب:
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول
السؤال الأول: ما مفرد عوارض؟
عارض.
الثاني: ما إعراب ذي؟
مضاف إليه، وهو في الأصل صفة لمضاف إليه محذوف لكنه أقيم مقامه في الإعراب.
الثالث: هل إذا شرطية أم ظرفية؟
ظرفية متضمنة معنى الشرط وجوابها محذوف يدل عليه ما تقدم.
الرابع: ما محل جملة كأنه
في محل جر نعت لـ (ذي) وهي في الأصل نعت ثان لمنعوت (ذي) المحذوف، فلما حذف المنعوت أقيم (ذي) مقامه وصار النعت الثاني نعتا لـ (ذي)
الخامس: ما متعلق الجار؟
الجار متعلق بـ (مُنهل)، أما (معلول) فقد حذف ما تعلق به لدلالة الأول عليه، والتقدير (منهل بالراح معلول بها) أي سقي بالراح مرتين.
السادس: اشتهر عند المحدثين قولهم: حديث معلول. فهل يصح لغة أن نصف الحديث بأنه معلول؟
هذا أدعه لمن خُص به.
تحياتي ومودتي.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 12:43 م]ـ
مرحبا بالأستاذ الفاضل / علي المعشي، حفظه الله تعالى
أسعدني مرورك، فشكر الله لك ما تفضلت به.
أستاذي الكريم، هلا أبديت رأيك في قول المحدثين: أعضل فلان الحديث فهو معضل ـ بفتح الضاد ـ هل يصح؟
دمت بخير وعافية.
ـ[مشير ابو خيزران]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 02:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد: اسمحوا لي أن أشارك في موضوعكم، وان أجتهد في الإجابة:
عوارض: مفردها عارضة (بلفظ المؤنث)،وهي مقدم أسنان الفم، التي تظهر وتنجلي عند الابتسامة.
أما إعراب البيت فهو على النحو الآتي:
تجلو: مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدر منع من ظهورها الثقل.
و الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (يعود (على سعاد، الوارد ذكرها في بيت سابق)
عوارض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاعرة، وهو مضاف.
ذي: مضاف إليه مجرور و علامة جره الياء (الكسرة الطويلة)؛ لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف.
ظلَمٍ: مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة.
إذا: اسم شرط لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب وهو مضاف.
* (إذا الشرطية دائما في محل نصب ظرف زمان، وتكون مضافة، ويجب في المضاف إليه بعده أن يكون جملة فعلية فعلها ماض، وإن ولها الاسم المرفوع يعرب فاعلا لفعل محذوف يفسره فعل موجود بعد ه / ولم يقل بخلاف ذلك إلا الأخفش حيث اعتبره مبتدأ)
ابتسمت: ابتسم: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث لا محل لها من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود على سعاد.
(والجملة الفعلية من الفعل ابتسمت وفاعله المستتر في محل جر مضاف إليه؛ بإضافة إذا إليها)
أما جواب الشرط، فأعتقدة أنه (تجلو عوارض ذي ظلم) حيث إن تقديم جواب غذا عليها وشرطها جائز قليل في ضرورة الشعر. إذ إن تقدير جملة (كأن، وصلتها واقع في محل نعت لعوارض أو المتعلق به المحذوف، و لايستوي أن يفصل بين النعت والمنوت بالأجنبي.
بالراح: حرف جر لا محل له من الإعراب.
الراح مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم وجوبا في محل رفع.
معلول: مبتدأ مؤخر وجوبا مرفوع.
و الجملة الاسمية (بالراح معلول) في محل رفع نعت لخبر كأن.
* (الجمل بعد النكرات صفات)
والله تعالى أعلم
اقبلوا إخوتي مني هذا الإعراب، فإن أصبت فنعمة من الله العلي القدير، وفضل، و إن أخطأت فيكفي شرف المحاولة
¥