صَهباءُ تَبني حَباباً كُلَّما مُزِجَت ** كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ يَتلوهُ عِقيانُ
ليس الفعل يتلو جواب كلما، بل الجواب محذوف ويفهم من (تبني حبابا)
بصرف النظر عن معاني الأبيات المشروحة في هوامش الكُتيب الذي جاءت فيه هذه الأبيات الشعرية، فحتى لو قُدر جواب كلما على أنه " تبني " فقد جاء مضارعا كذلك.
وقول الأخطل:
يَخْشَيْنَهُ كُلَّما ارتَجَّت هَماهِمُهُ ** حَتّى تَجَشَّمَ رَبْوًا مُحْمِشَ التَعَبِ
وليس (تجشم) جواب كلما وليس مضارعا، وجواب كلما يفهم من يخشينه.
كذلك هنا: سبق كلما فعل مضارع وهو الذي قدرتَه في معنى الجواب أخي الكريم
وقول الأعشى:
تَخالُ حَتْمًا عَلَيها كُلَّما ضَمَرَتْ ** مِنَ الكَلالِ بِأَن تَستَوفِيَ النِّسعا
ليس تستوفي جواب كلما بل يفهم من (تخال)
كذلك هنا: قد قدرتَ الجواب بأنه تخال وهو الوارد في البيت بلفظ المضارع
وقول الكُمَيْت بن زيد:
تكاد العُلاة الجَلْس منهن كلما ** ترمرمُ تُلقِي بالعَسِيب قَذَالَها
هذا شاهد على مجيء الفعل بعد كلما مضارعا.
وكذلك جوابه
وقول خفاف بن ندبة السلمى:
جُلْمودُ بصرٍ إِذا المِنقارُ صادَفَهُ ** فَلَّ المُشَرْجَعُ مِنها كُلَّما يَقَعُ
وهذا شاهد على مجيء الفعل بعد كلما مضارعا
وهذا في حد ذاته يؤكد ما نحن بصدده
وقال آخر:
كُلَّما توعِدُني تُخْلِفُني ** ثُمَّ تَأتي حينَ تَأتي بِعُذُر
وذا شاهد على مجيء الشرط والجواب مضارعين
و هذا ما استشهد به المحقق في الكُتيب الذي نقلت عنه
يَجري عَلَيها كُلَّما اغتَسَلَتْ بِهِ ** فَضْلُ الحَميمِ يَجولُ كَالمَرْجانِ
ليس الفعل (يجول) جواب كلما، بل يفهم الجواب من (يجري عليها فضل الحميم)
إذن الجواب " يجري " وهو مضارع
وقول لبيد بن ربيعة:
نَعْلوهُمُ كُلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ ** بِالمَشرَفِيِّ وَلَولا ذاكَ قَد أَمِروا.
وهذا شاهد على مجيء الفعل بعد كلما مضارعا، والجواب ليس ينمي بل يفهم من (نعلوهم ... )
أليس نعلوهم مضارعا؟
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 08:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عبد الرحمن
عندي كُتيب عدد صفحاته قليل، يشبه في حجمه حجم كُتيبات إمساكية رمضان، فيه جمع لشواهد ورود جواب طلب كلما مضارع.
ليس لهذا الكُتيب اسم جامع لكنه طبعة من قبيل إيراد شواهد على الشاذ وقد رأيت أخي الكريم منذر أبو هواش قد كتب لك في موضوعك الخاص بكلما والذي أوردت رابطه هنا نفس الأبيات التي كتبتها لهذا أسأل معك أخي الكريم منذر أبو هواش عن اسم صاحب هذا الكتاب فربما النسخة لديه طبعتها مكتوب عليها اسم نحوي خرّج هذه الأبيات وأنتظر معك إجابة أخينا الكريم منذر فربما استدركت ما فاتني من طبعة مُحققة.
أخي عبد الرحمن،
يشترط كثير من النحاة في الفعل الذي يأتي بعد (كلما) أن يكون ماضياً ...
هذا هو الصواب ... وهذه هي القاعدة ... وما خرج عنها فإنه يكون خروجا عن القاعدة، وخروجا عن مقتضى الظاهر، ولا يجوز إلا على التقدير أو لسبب بلاغي آخر إن كان القائل مشهودا له بالفصاحة.
وكأن الرَّعْدَ فحلُ لِقَاح ... كلما يُعْجِبُهُ البرق صاحَا
التقدير: كلما أعجبه
نَعْلوهُمُ كُلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ ** بِالمَشرَفِيِّ وَلَولا ذاكَ قَد أَمِروا
التقدير: كلما نمى
كُلَّما توعِدُني تُخْلِفُني ** ثُمَّ تَأتي حينَ تَأتي بِعُذُر
التقدير: كلما وعدتني
جُلْمودُ بصرٍ إِذا المِنقارُ صادَفَهُ ** فَلَّ المُشَرْجَعُ مِنها كُلَّما يَقَعُ
التقدير: كلما وقع
تكاد العُلاة الجَلْس منهن كلما ** ترمرمُ تُلقِي بالعَسِيب قَذَالَها
التقدير: كلما رمرمت
وأما الأمثلة الأخرى فهي مطابقة للقاعدة:
صَهباءُ تَبني حَباباً كُلَّما مُزِجَت ** كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ يَتلوهُ عِقيانُ
التقدير: صَهباءُ تَبني حَباباً كُلَّما مُزِجَت كان الحباب كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ يَتلوهُ عِقيانُ
يَخْشَيْنَهُ كُلَّما ارتَجَّت هَماهِمُهُ ** حَتّى تَجَشَّمَ رَبْوًا مُحْمِشَ التَعَبِ
التقدير: كُلَّما ارتَجَّت هَماهِمُهُ يَخْشَيْنَهُ
تَخالُ حَتْمًا عَلَيها كُلَّما ضَمَرَتْ ** مِنَ الكَلالِ بِأَن تَستَوفِيَ النِّسعا
إِذا حارَبَ الحَجّاجُ أَيَّ مُنافِقٍ ** عَلاهُ بِسَيفٍ كُلَّما هُزَّ يَقْطَعُ
بانَ الخَليطُ بِرامَتَينِ فَوَدَّعوا ** أَو كُلَّما رَفَعوا لِبَينٍ تَجزَعُ
وَما لِفؤادي كُلَّما خَطَرَ الهَوى ** عَلى ذاكَ فيما لا يواتيهِ يَطمَعُ
إِذا زُرتُ نُعْمًا لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ ** لَها كُلَّما لاقَيْتُها يَتَنَمَّرُ
يَجري عَلَيها كُلَّما اغتَسَلَتْ بِهِ ** فَضْلُ الحَميمِ يَجولُ كَالمَرْجانِ
التقدير: كلما اغتسلت يجري عليها
أَلا لَيتَ سَلمى كُلَّما حانَ ذِكرُها ** تُبَلِّغُها عَنّي الرِياحُ النَوافِحُ
فَلَو كانَت إِذا احْتَرَقَتْ تَفانَتْ ** وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَتْ تَعودُ
فَيا لَيتَ أَنّي كُلَّما غِبتُ لَيلَةً ** مِنَ الدَهرِ أَو يَوْمًا تَراني عُيونُها
وَطالَ امتِراءُ الشَوقِ عَينِيَ كُلَّما ** نَزَفتُ دُموعًا تَسْتَجِدُّ دُموعُ
¥