تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الأسد صفر]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 08:39 ص]ـ

بارك الله فيك، أخي (الأسد صفر)، ووفقك إلى كل خير.

أما عطف الظاهر على المضمر دُون إعادة المضمر، فإن له شاهدا من القراءات القرآنية الصحيحة، في قوله تعالى: (وَ?تَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) [النساء: 1]. فقد قرأ حمزة: (وَالأَرْحَامِ) بالجرّ، عطفا على الضمير في (بِهِ)، بمعنى: تتساءلون به وبالأرحام. وقرأ باقي القراء العشرة: (وَالأَرْحَامَ) بالنصب، عطفا على اسم الجلالة. والشاهد هنا قراءة حمزة؛ حيث عُطف الظاهر على الضمير دُون إعادة الضمير، وإن كان هذا نادرا.

وأما تمسُّكك بالنظر إلى الموقع الإعرابي للكلمة بغض النظر عن أي شيء آخر، فهذا ما لم أتبيّن مقصودك منه. فالمعروف أن للمعنى تأثيرا في الإعراب. وأوضح مثال على ذلك قوله تعالى: (وَأَذَانٌ منَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ منَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) [التوبة: 3]، فلو قُرئت (وَرَسُولِهِ) بالجر، لصار المعنى - والعياذ بالله - أن الله يبرأ من المشركين ومن رسوله أيضا.

وعلى هذا، أشاطر أخانا محمد الجهالين رأيه بأن الأمر يتوقف على المعنى المقصود. فلا يصح جرّ (معلمينا) إلا إذا كان المقصود (فليشهد مُديرُنا ومديرُ معلمينا أيضا)، وهو معنى مستبعد.

وأما على المعنى الأقرب إلى الأذهان، وهو (فليشهد مُديرُنا وليشهد معلمونا أيضا)، فلا يصح إلا الضم.

وهذه شواهدي من القرآن الكريم:

* (آبَاؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا) [النساء: 11].

* (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ ?لأَخِ وَبَنَاتُ ?لأُخْتِ ... ) [النساء: 23].

* (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ) [آل عمران: 61].

* (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا ... ) [التوبة: 24].

* (وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ) [العنكبوت: 46].

ففي جميع هذه الآيات، لم يُعْطَفْ على الضمير الذي هو في محل جر (مضاف إليه)، وإنما عُطِفَ على الاسم الذي اتصل به هذا الضمير. ولو عُطِف على الضمير المذكور، لجاءت المعطوفات كلها مجرورة.

دمتم بخير.

بارك الله فيك فكلامك غيّر المفهوم الذي تكدس لدي، وهو (الإكتفاء بموقع الكلمة من الجملة عند الإعراب)

فأشكرك وأشكر كل من شارك في الموضوع

وفيتم وكفيتم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير