تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 02:25 م]ـ

الأخ الفاضل لؤي الطيبي يحفظه الله،

السلام عليكم.

على الرغم من أني لم أقرأ تخريجاً "لنساء" مثل تخريجك الذكي وربطك بين "نساء" و"نسيء" فإني أتحفظ بعض الشيء على ذلك من جهة، ولا أستطيع الإجابة المفيدة قبل القراءة المتأنية للجذرين (أنس – نسأ) في معاجم اللغات السامية من جهة، وفي مصادر العربية القديمة من جهة أخرى، وهو ما لا يتيسر لي القيام به اليوم وغداً بسبب الدروس.

من جهة أخرى أخي الفاضل، يميز علم اللغة الحديث بين ثلاثة أنواع من التأثيل والاشتقاق هي:

التأثيل الشعبي: كالقول إن مدينة "حلب" في سورية سميت هكذا لأن سيدنا إبراهيم الخليل، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، "حلبَ شاته" فيها، والقول إن مدينة "بابل" سميت هكذا لأن "بلبلة" الألسن وقعت فيها الخ.

محاولة التأثيل: وهو محاولة رد كلمة ما لا يعرف أصلها، إلى أصل معين، وتخريج ذلك تخريجا ذكيا يكون له ما يسوغه لغويا أو ثقافيا.

والاشتقاق العلمي: كالقول إن مدينة "بابل" تعني "باب الآلهة" لأن اسمها في اللغة البابلية: "باب إليم"، و"إليم" جمع "إلّ"، و"إلّ" يعني "إله" في اللغات السامية، و"باب" هو "الباب" في جميع الساميات.

ولي عودة إلى هذا الموضوع إن شاء الله.

عبدالرحمن.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 03:40 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

الأستاذ الكريم عبد الرحمن السليمان - أدام الله أيامه ..

بارك الله فيك، وشكر لك شرحك الوافي، ونفعنا بعلمك ..

وبانتظار المزيد ..

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 12:06 ص]ـ

أخي الفاضل لؤي يحفظه الله،

السلام عليكم ورحمة الله،

تذكرت وأنا أفكر بالجواب قول بعض الأوائل الذي زعم أن الإنسان مشتق من النسيان لكثرة ما ينسى! ولا شك في أن هذا القول ينطبق على العبد الفقير لأنه نسي أهم جذر سامي يشير إلى المرأة ألا وهو الجذر: /أ ن ث/.

إذاً: الجذر السامي الدال على المرأة هو /أ ن ث/. وهنالك قانون صوتي مطرد في الساميات مفاده أن حرف /الثاء/ في اللغة السامية الأم التي تفرعت عنها كل اللغات السامية، يبقى في العربية /ثاء/، ويصبح في السريانية /تاء/ وفي البابلية والعبرية /شين/.

مثال: /ثوم/ في اللغة السامية، يبقى في العربية /ثوم/، ويصبح في السريانية /توم/، وفي البابلية والعبرية: /شوم/. هذه قاعدة مضطردة لا شواذ لها.

وإذا طبقنا هذه القاعدة على الجذر /أ ن ث/ لوجدنا أن /أنثى/ السامية بقيت /أنثى/ في العربية، وأصبحت في العبرية: و????: إيشَّة ـ بتشديد الشين، وأصلها في العبرية /إنشة/ إلا أن النون في العبرية من حروف العلة فأدغمت بالحرف الذي يليها وظهر التشديد عليه للدلالة على الإدغام.

أما المعنى الأصلي للجذر فله علاقة بالضعف، لأن هنالك فعلاً بابليا مشتقا منه هو /إنِيشُ/ ومعناه ضَعُفَ، وهذا الفعل ينظر إلى أخاه في العربية: أَنُثَ، الذي يعني أصبح مثل الأنثى في الضعف.

وأما /نساء/ و/نسوة/ فأعتقد أن الأصل هو /أنس/ وهو جذر مرادف لـ /أنث/ في الاشتقاق لأن أصل الجذور السامية ثنائي يضاف إليها حرف ثالث لتحديد المعاني. وعليه فإن الاجتهاد يقتضي اعتبار الجذر الثنائي الأصلي لهذين الجذرين هو /أ ن/، فأضيفت الثاء إلى أحدهما للدلالة على الأنثى، والسين إلى ثانيهما للدلالة على /الإنسان/ ذكرا كان أم أنثى! وأميل إلى الاعتقاد أن أصل /نساء/ هو /أنسات/ (قارن: آنسة/آنسات)، فحذفت الألف التي هي فاء الجذر، وقدمت النون لتصبح هي فاء الجذر، وأصبحت السين عين الجذر، وأضيفت الواو التي أصبحت لام الفعل في /نسوة/ إليهما، وهي الواو التي انقلبت همزةً في /نساء/، مثلما انقلبت واو /كان/ همزة في اسم الفاعل منه: /كائن/.

إذاً: الجذر السامي الثاني الدال على الانسان، رجلا كان أم امرأة، هو /أ ن س/. وهنالك قانون صوتي مطرد في الساميات مفاده أن حرف /السين/ في اللغة السامية الأم التي تفرعت عنها كل اللغات السامية، يبقى في العربية /سين/، ويصبح في السريانية /شين/ وفي البابلية والعبرية /شين/ أيضاً.

مثال: /لسان/ في اللغة السامية، يبقى في العربية /لسان/، ويصبح في السريانية /لشونا/ (والألف نهاية الكلمة للتعريف)، وفي البابلية: /لِشان/، والعبرية: /لَشون/. وهذه أيضاً قاعدة مضطردة لا شواذ لها.

وإذا طبقنا هذه القاعدة على الجذر /أ ن س/ لوجدنا أن /أنس/ السامية بقيت /أنس/ في العربية، وأصبحت في العبرية: ???: /أنش/ (ومنه /أناشيم/ أي الناس، الذي يجانسه في العربية: أناس)!

ولكن إذا نظرنا وأمعنا النظر في الكلمة العبرية: /نَشي (م) / = نساء، والسريانية /نَشي (ن) / = نساء أيضا، لاستنتجنا بسهولة أن التطور الصرفي للجذر /أ ن س/ إلى /نسو/ وقع في العربية والعبرية والسريانية، وهذا من عجائب الاتفاق اللغوي!

هذا ما استقر عليه الاجتهاد والله أعلم.

حياك الله وأمتع بك.

عبدالرحمن السليمان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير