تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 12:22 ص]ـ

بارك الله فيكم. وسلمت أناملكم لجميل طرحكم

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 01:23 ص]ـ

سلمك الله أستاذي الكريم أبا طارق،

وجازاك الله خيرا على ما تفعله من أجل هذا الموقع المفيد،

أنت وسائر الإخوة والأخوات المشرفين،

والأعضاء الأفاضل.

عبدالرحمن.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 02:29 ص]ـ

الأستاذ الفاضل والأخ الكريم عبد الرحمن السليمان - نسأ الله في أجله، وشدّ بالعصمة والتوفيق أزره ..

شكر الله لك اجتهادك الدقيق، وطرحك الأنيق، وجزاك عنا خير الجزاء ..

وأمّا أنّ (نساء) و (نسوة) قد تكون مشتقّة من كلمة (أنس)، فلا أخفيك أنّ النفس تميل إلى هذا التعليل، لا جرم أنّ الهمزة والنون والسين أصل واحد، كما يقول ابن فارس في مقاييسه، وهو ظهور الشيء، وكلّ شيء خالف طريقة التوحّش. وإذا كان الإيناس هو تعبير عن إحساس لما يؤنَس به، ويُشترط فيه ميل النفس واطمئنانها إليه، فكيف لا يكون أصلاً ومصدراً لـ (نسوة) و (نساء) لدى الذكور من الرجال؟؟؟

ولكن! ليتسع صدرك - أستاذي الكريم - لطرح مزيد من النقاط، التي يعلم الله أني أضعها لإثراء الموضوع، ولننهل من بحر علمك الواسع، وحسبي أن أتمثّل بقول المتنبي:

وكثير من السؤال اشتياق ... وكثير من ردّه تعليل

فأقول: جاء في المخصّص لابن سيده أنّ النِّسوة والنُّسوة والنِّسوان جمع المرأة على غير قياس. والنِّسونَ والنِّساءُ جمع نِسوة. ولذلك قال سيبويه في الإضافة إلى النِّساء نِسْوِيٌّ تردّه إلى واحده.

ومن ثمّ، فإنّا إذا احتكمنا إلى المراجع اللغوية، نجد أنّ الجموع لا تخرج عن:

1 - جمع الأسماء الخمسة.

2 - جمع المذكّر السالم.

3 - جمع المؤنّث السالم.

4 - جمع التكسير.

وهذه الجموع لكلّ منها أحكام وموازين، بحيث تنضبط تحتها كلّ المفردات التي يُراد جمعها.

فهل نجد في هذه الجموع ما يسمح بجمع كلمة (نسيء) على (نساء)؟

لنعرضها على أنواع الجموع الأربعة التي ذكرناها آنفاً:

1 - جمع الأسماء الخمسة: واضح أنّ (نسيء) ليس واحداً من هذه الأسماء، فلا حاجة إلى مزيد من الشرح لهذا الجمع.

2 - جمع المذكّر السالم: وفي هذا الجمع لا يُجمع إلا ما كان (اسماً) أو (صفة). في الاسم: يُشترط أنْ يكون علماً (مذكّر عاقل). وفي الصفة: يُشترط أن تكون صفة لـ (مذكر عاقل) وأنْ لا يستوي في الوصف المذكّر والمؤنّث. فلو قلنا إنّ (نسيء) اسم، فهو ليس علماً لـ (مذكّر عاقل) بالضرورة. ولو قلنا إنّ (نسيء) صفة، فيستوي في الوصف بها المذكّر والمؤنّث، حيث يُقال: (رجل نسيء) و (امرأة نسيء)، وليس (نسيئة) ومثله: امرأة عاقر وليس (عاقرة).

وفي كلّ الأحوال فإنّ صفة جمع المذكّر السالم تقتضي أنْ نجمع (نسيء) على (نسيئين) أو (نسيئون) حسب موقعها من الإعراب، لكنّها لا تُجمع على (نساء) أبداً.

3 - جمع المؤنّث السالم: وهذا الجمع يكون بإضافة (الألف والتاء) على المفرد، وفي هذه الحالة فإنّ (نسيء) تُجمع على (نسيئات) لا على (نِساء).

4 - جمع التكسير: في هذا الجمع نجد أنّ (نِساء) هي على وزن (فِعال). وهذا الجمع على وزن (فِعال) يجوز من (فعيل-نسيء) و (فعيله-نسيئه)، إذا كان (فعيل وفعيله) بمعنى (فاعل) و (فاعله) نحو (ظريف وظريفة) و (كريم وكريمة)، لكنّه لا يُجمع فيه (جريح وجريحة) لأنّهما بمعنى (مفعول-مجروح).

و (النسيء-فعيل) بمعنى (مفعول) من قولنا: نسأت الشيء فهو (منسوء) إذا أخّرته ثم تحوّل (منسوء) غلى (نسيء) كما تحوّل (مقتول) إلى (قتيل).

وبعد هذا العرض للجموع والأوزان، يتّضح أنّ (نساء) تعني (عكس الرجال) وهي جمع (نسيء)، كما هي جمع (امرأة)، حيث إنّ (النسيء) بالتثليث هو المرأة المظنون بها الحمل، يُقال: امرأة نسيء كالنّسوء على وزن (فعول) نسمّيه بالمصدر. وفي الحديث الشريف: "كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي العاص بن الربيع، فلمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أرسلها إلى أبيها وهي نسوء".

والخلاصة: أنّ جمع كلمة (نسيء) يراعى فيه حال الاستخدام من الواقع، فإذا كانت كلمة (نسيء) تُطلق على الأشياء، فجمعها يكون على وزن (فَعلى): (نسأى)، وهي مجموعة الأشياء التي يقوم الإنسان بزيادتها على أصلها. أمّا إذا كانت تُطلق على العاقل رجلاً أو امرأة أو ما يتعلّق بهما، فتُجمع على وزن (فِعال) كونها وصف لحال متلبِّس به الإنسان، وليس فعلاً وقع عليه من غيره حتى يُصبح (منسوء).

فكلمة (نسيء) عندما تأتي كوصف لحال الإنسان الذي تلبّس بهذه الصفة، وهي صحيحة اللام وعلى وزن (فَعيل)، جمعُها يجب أنْ يكون على وزن (فِعال). وراجح من هذا التعليل أنّ كلمة (نساء) هي أيضاً جمعٌ حقيقيٌّ لكلمة (نسيء).

فما صحّة هذا التعليل بنظركم، بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير