" يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود* واتبعوا فى هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود* ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد * وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التى يدعون من دون الله وما زادوهم غير تتبيب * وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهى ظالمة إنّ أخذه أليم شديد"0
إنهم الآن على أعتاب الآخرة يعيشون أهوالها ويقتسمون أنصبتهم منها فى لحظات حقر الله فيها شأنهم , وسلّط عليهم عذابات متباينة الأزمنة ومتعددة الأشكال 000 إنهم الآن أعنى فى لحظات الآخرة 0000حطب فرعونى جدير بالإهانة والعذاب المتواصل ثمّ كيف لنا أن نتصور أنّ الإنسان هو الطرف القوى فى المعدلة فحتى الحديث مع إبراهيم المهتدى إلى ربه كان موجها اهتمامه إلى النار، أما ذكر إبراهيم فكان رمزا إلى الإنسان الصالح الآمن قلبه وقد سيق هذا الرمز دليلا على خور الأسباب وفنائها أمام عزم الإرادة الإلهية " قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم " فالله ينادى بضمير العظمة النار فى رفق وبلا ألقاب بأن تكون بردا وسلاما مع هذا العبد المؤمن فتستجيب النار 000ثمّ لا يستجيب الإنسان!!!
فماذا نتصور إذن عن العلاقة بين إنسان حرم نفسه من تكريم الله، وخزى عنه الشيطان فى يوم أمسى فيه محتاجا إلى أى قوة ولو كانت قوة كاذبة تشدّ من أزره وترفع من روحه- إن ثم كان هناك بقية روح- وأنّ للكذب أن يرتفع فى يوم الحقيقة الكبير؟
إن النار بكل جبروتها ستقضى عليه فى الواقع 0000 وهنا تأتى كلمات القرآن محاكية للفعل الطبيعى، وحيث أنّ النار بشتى ألوانها ستهزم الإنسان وتسحقه بقوة وسرعة فستصبح الحدث الجلل فى النهاية 00
وتبدو المحاكاة اللفظية للواقع الكئب فى قراءة الابتداء " النار يعرضون عليها000000" حيث المبتدأ أهم أجزاء الجملة يوازى أن النار هى الفكرة الرئيسة التى تدور حولها الآية المذكورة0
وما زال العرض متعلقا بالنار النار الأولى نار القبر يعرضون عليها والنار الآخرة يقذفون فيها فيسبحون مع الحطب المتلاطم فيها 00إنها بحر ولكن من نيران لو نفدت الى دنيانا منها فوحة صغيرة لعجلت بنا جميعا لأفنت جميع صور الحياة على الارض0
وأدوار هؤلاء الأتباع أعنى أتباع فرعون سلبية مثلما كانت فى الدنيا مع فرعون حيث كانوا كسّابا لكبار الذنوب0
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 01 - 2007, 01:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا الروس، وشكر لك هذه الوقفات البلاغية الفائقة ..
ـ[أبوالروس]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 01:29 م]ـ
بارك الله فيك أخى لؤى الطيبى
وأرجو أن أكون قد وفقت فى عرض بعض النكات البلاغية فى الآية الكريمة
"النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب".
فرغم هذا العرض المطوّل أشعر أننى لم أوف الموضوع حقه0
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 04:14 ص]ـ
الأخ الفاضل أبا الروس ..
قد والله كفيت ووفيت، ولئن رأيتَ مزيداً لكلام يُرَوِّي ظمأ الروح، فلا تبخل علينا ببيانه بارك الله فيك ونفع بعلمك .. فإنّ القرآن لا تنتهي غرائبه، ولا تنقضي عجائبه ..