تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا يروه فيفضح أمره لكنه لا يستتر من الناس والشيطان يضحك عليه ويقول له إن الله غفور رحيم لكنه سبحانه ليس غفوراً عن ضعف حاشاه وإنما (نبّيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم).

إستطراد: في القرآن الكريم وردت (قل) للرسول صلى الله عليه وسلم إجابة عن أسئلة الناس لكن عندما يكون الحديث في موضوع الميزان الذي يحكم تصرفاتنا مع المولى عز وجل جاء بالفعل (نبّيء) لأن (قُل) تحمل الرسالة، والنبوءة عند محمد صلى الله عليه وسلم سابقة للرسالة (رسول الله وخاتم النبيين) فهو صلى الله عليه وسلم نبي قبل أن يكون رسولاً لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول. (نبّيء) أن الله تعالى غفور رحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم. حلاوة الغفران والعفو لأنه صاحب العذاب سبحانه. قال تعالى (فمن زُحرح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز) جاء الفعل زُحزح بصيغة المبني للمجهول. أصل عملنا يُدخل النار وأُدخِل برحمة الله تعالى. مهما تفعل تقول يا رب تقبّل والذي يفعل هذا لا يقع في المعاصي بسهولة لأنه يستحضر الإله الحق في ذهنه في كل عمل ويخاف أن لا يقبله تعالى منه.

كيف نجعل الناس تفكر في عظمة الخالق وتبتعد عن المعاصي التي يظنونها صغيرة؟

يجب أن لا ننظر إلى صغر المعصية ولكن علينا أن ننظر إلى عظمة من تعصيه. وللأسف خلطت المفاهيم عند الناس فترى البعض يحترم أبوه ولا يدخّن أمامه لكنه لا يستتر من الله تعالى. يجب على الإنسان أن يخاف من ربه قبل أن يخاف من أبيه وعليه أن يٌعمل صفة الرقيب دائماً. أركان التوبة مهمة وأوّلها أن تستكبر الذنب مهما رأيته صغيراً لأن إستصغارك للذنب يجعلك تقع فيه مرات أخرى. أما لو حصلت عقوبة من أول مرة فلن يعيدها ثانية. هذا في الدنيا فما بالك بالآخرة التي عقوبتها لا يمكن الخروج منها وإنما هي عقوبة أبدية. طالما لا يوجد منهج توقّع ما لا تتصور. يجب علينا الرجوع إلى آيات سورة هود لأن فيها توجيهات إلهية محكمة بترتيب (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ 3 هود) كيف تبت؟ التوبة ليست مجرد كلمة وإنما أغتسل غسلاً خاصاً كما أغتسل من الجنابة وأصلّي ركعتين سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتي التوبة وأبكي وأدعو الله تعالى أن يعافيني من الخطأ والمخاطر والمعاصي ويجب عليّ أن أعي ما أقول وليس مجرد ترديد كلام.

اللهم فُكّ وثاقنا من المعصية: الشيطان كأنه ربط العاصي في معصيته فيُدمن الإنسان على المعصية لأنه يستصغرها فكيف نفكّ هذا الوثاق؟

بالتوبة النصوح. لو فهم الإنسلن معنى التوبة. الأصل طالما أن الله تعالى شرّع التوبة فيجب أن نفهم معناها. نرجع للمعصية الأولى معصية آدم. آدم بدأ بالسمع والطاعة (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه) يمكن أن نسيانك لصفات الله تعالى وإتّباعك لشهواتك يجعلك تعصي. التوبة مهناها الرجوع إلى الله تعالى يعنى أن أصل الإنسان أن يكون في معيّة الله تعالى ثم يبتعد عنه بالمعاصي ولهذا عليه أن يرجع إليه سبحانه بالتوبة والرجوع والإنابة. من فضل الله تعالى علينا أن شرع التوبة لأنه توّاب سبحانه حتى من قبل خلق آدم بدليل (إنه هو التواب الرحيم).

من محاضرة للأستاذ الدكتور محمدهداية ...

ـ[أحلام]ــــــــ[30 - 03 - 2007, 03:27 م]ـ

تتمة المغفرة وتكفير الذنوب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير