تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يكفّر ويغفر المادتين بمعنى واحد، كفر وغفر بمعنى الستر ولهذا في فعل كفر، الفلاح يسمى الكافر هذا المعنى اللغوي والقرآن الكريم ذكرها يبين إستخدام العرب للكلمة وأنه ينزل يعجزهم بما عندهم (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ (29) الفتح) الكفار هنا بمعتى الزُرّاع أعجبهم أن هذا عملهم. الكفار في هذه الآية فقط جاءت بمعنى الزُرّاع. كل مادة في القرآن لها معنى ولازم معنى. كفر جاءت بمعنى ستر والفلاح يكفر البذرة تحت الأرض. هذا أصل الكلمة أُخِذ منها مفر العقيدة (ستر الإله). الكافر أول من يثبت وجود الله لأنك لا تستر إلا شيئاً موجوداً فأول جنود الإيمان الكفر، يقول أنا كافر بالله يعني الإله موجود بدليل أنه كفره.

غفر لها نفس المعنى يعني ستر لكن كفر أي جعل البذرة تحت الأرض، خبّأها أما غفر فسترها على وجه الأرض وهي ظاهرة. الكفر تغطيه وتستره وغفر ستر ظاهراً أما الكفر لا تبيّن الذي ستره. والمغفرة من غفر تطلبها من الله تعالى. نقول استغفر ولا نقول استكفر لأنه لما يكون السيئة من حيث التكفير يجب أن يدفع كفارة أما المغفرة فأنت تطلبها من الله تعالى أن يعملها لك. الألف والسين والتاء لما تدخل على الفعل الثلاثي تعني الطلب، غفر لأنه ذنب ليس بإمكاني أن أكفّره. يكفّر عنك سيئات محتاجة لتكفير وأنت لك دخل فيها يكون فيها كفارة من صيام أو إعتاق رقبة أو إطعام مساكين. والذي لا يمكنه دفع الكفارة فرحمة الله تعالى أوسع من كل شيء بدليل حديث الذي وقع على امرأته في رمضان وجاء إلى النبي r فقال له: أعتق رقبة فقال لا أستطيع، فقال له r صم شهرين فقال لا أستطيع فقال أطعم ستين مسكيناً فقال لا أستطيع فأعطاه الرسول r طبقاً فيه تمر فقال له تصدق بها على الفقراء فقال له ليس هناك أفقر مني فضحك النبي r حتى بدت نواجذه وقال أطعمه لأهلك. ضحك الرسول r تدل على أن رحمة الله واسعة وكأنه r يقول له: عفا الله عنك. والعفو مرحلة أعلى من التكفير والمغفرة.

يكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم: ساعة أتقي الله تعالى بعد أن كان لدي ذنوب كثيرة كالذي كان كافراً وأسلم وسمع الآية (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً) عنده ذنوب قبلية فإذا قال أتقي منذ اليوم فذنوبه السابقة تحتاج إلى تكفير فيما مضى والمغفرة تكون لما في المستقبل ولم تقل الآية يغفر الذنوب لأنه قد يكون ذنباً وقد يكون لمماً لذا أطلقها تعالى وقال (ويغفر لكم). هذا معنى والمعنى الآخر يكفّر عنك في الدنيا ويغفر لك في الآخرة. في الآيات في ختام سورة الفرقان لم يقل بعد التوبة يغفر وإنما قال (يبدّل الله سيئاتهم حسنات) وليس من قبيل الصدفة أن إستعراض التوبة جاءت في سورة الفرقان والفرقان ذكر في سورة التوبة. في آيات سورة الفرقان ذكر تعالى أكبر ثلاث كبائر وقال بعدها (يبدل الله سيئاتهم حسنات) لن يقل يغفر لهم، أين مرحلة الغفران هنا؟ البديع أنه تعالى قال (وكان الله غفوراً رحيماً) هذه تحقق المعنى الذي نقوله كأن الغفران تم قبل أن يتوبوا أي أن الغفران هو الذي دفعهم للتوبة. الغفور هو الذي جعل الفرقان الذي جعلهم تابوا ولما تابوا بدّل سيئاتهم حسنات. آدم u لما عصى الله تعالى لم يتب من تلقاء نفسه وإنما الله تعالى شرّع التوبة وإلا لما تاب عبدٌ إلى الله. (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) هو التواب من قبل آدم لذا كان آدم يجب أن يُخطئ حتى تعمل صفة التواب. إذن التكفير تأتي مع السيئات والمغفرة مع الذنوب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير