تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التكرار في سورة " الكافرون"]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 03:20 ص]ـ

فائدة تكرار الأفعال في سورة الكافرون" قيل فيه وجوه أحدها إن قوله: لا أعبد ما تعبدون [الكافرون: 3]،، نفي للحال والمستقبل وقوله: ولا أنتم عابدون ما أعبد [الكافرون: 3]، مقابله أي لا تفعلون ذلك. وقوله: ولا أنا عابد ما عبدتم [الكافرون: 3]، أي لم يكن مني ذلك قط قبل نزول الوحي. ولهذا أتى في عبادتهم بلفظ الماضي فقال: ما عبدتم فكأنه قال: لم أعبد قط ما عبدتم. وقوله: ولا أنتم عابدون ما أعبد [الكافرون: 3]، مقابله أي لم تعبدوا قط في الماضي ما أعبده أنا دائماً. وعلى هذا فلا تكرار أصلاً، وقد استوفت الآيات أقسام النفي ماضياً وحالاً ومستقبلاً عن عبادته وعبادتهم بأوجز لفظ وأخصره وأبينه.

ـ[مدقق املائي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:45 م]ـ

سبحاااااااااااااااااااااااااان الله

ما اعظم اعجاز القران

شكرا لك

ـ[أحلام]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 03:10 م]ـ

جزاك الله خيرا

بيان رائع وإعجازٌ مبهر لايمكن أن يجاريه بشر

ـ[همس الجراح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:12 م]ـ

ملاحظات لطيفة، جزاك الله خيرا

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:30 م]ـ

لطائف لغوية في القرآن امتعتنا بها فجزاك الله خيراً أخي محمد.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 01:13 ص]ـ

قال الرازي في تفسيره

في هذه الآية قولان: أحدهما: أنه لا تكرار فيها والثاني: أن فيها تكرارا

أما الأول: فتقريره من وجوه

أحدها: أن الأول للمستقبل، والثاني للحال والدليل على أن الأول للمستقبل أن لا لا تدخل إلا على مضارع في معنى الاستقبال، ألا ترى أن لن تأكيد فيما ينفيه لا، وقال الخليل في لن أصله لا أن، إذا ثبت هذا فقوله: {لا أعبد ما تعبدون} أي لا أفعل في المستقبل ما تطلبونه مني من عبادة آلهتكم ولا أنتم فاعلون في المستقبل ما أطلبه منكم من عبادة إلهي، ثم قال: {ولا أنا عابد ما عبدتم} أي ولست في الحال بعابد معبودكم ولا أنتم في الحال بعابدين لمعبودي.

الوجه الثاني: أن تقلب الأمر فتجعل الأول للحال والثاني للاستقبال والدليل على أن قول: {ولا أنا عابد ما عبدتم} للاستقبال أنه رفع لمفهوم قولنا: أنا عابد ما عبدتم ولا شك أن هذا للاستقبال بدليل أنه لو قال: أنا قاتل زيدا فهم منه الاستقبال.

الوجه الثالث: قال بعضهم: كل واحد منهما يصلح للحال وللاستقبال، ولكنا نخص إحداها بالحال، والثاني بالاستقبال دفعا للتكرار، فإن قلنا: إنه أخبر عن الحال، ثم عن الاستقبال، فهو الترتيب، وإن قلنا: أخبر أولا عن الاستقبال، فلأنه هو الذي دعوه إليه، فهو الأهم فبدأ به، فإن قيل: ما فائدة الإخبار عن الحال وكان معلوما أنه ما كان يعبد الصنم، وأما الكفار فكانوا يعبدون الله في بعض الأحوال؟ قلنا: أما الحكاية عن نفسه فلئلا يتوهم الجاهل أنه يعبدها سرا خوفا منها أو طمعا إليها وأما نفيه عبادتهم. فلأن فعل الكافر ليس بعبادة أصلا.

الوجه الرابع وهو اختيار أبي مسلم أن المقصود من الأولين المعبود وما بمعنى الذي، فكأنه قال: لا أعبد الأصنام ولا تعبدون الله، وأما في الأخيرين فما مع الفعل في تأويل المصدر أي لا أعبد عبادتكم المبنية على الشرك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون عبادتي المبنية على اليقين، فإن زعمتم أنكم تعبدون إلهي، كان ذلك باطلا لأن العبادة فعل مأمور به وما تفعلونه أنتم، فهو منهي عنه، وغير مأمور به.

الوجه الخامس: أن تحمل الأولى على نفي الاعتبار الذي ذكروه، والثانية على النفي العام المتناول لجميع الجهات فكأنه أولا قال: لا أعبد ما تعبدون ررجاء أن تعبدوا الله، ولا أنتم تعبدون الله رجاء أن أعبد أصنامكم، ثم قال: ولا أنا عابد صنمكم لغرض من الأغراض، ومقصود من المقاصد ألبتة بوجه من الوجوه: و لا أنتم عابدون ما أعبد بوجه من الوجوه، واعتبار من الاعتبارات، ومثاله من يدعو غيره إلى الظلم لغرض التنعيم، فيقول: لا أظلم لغرض التنعم بل لا أظلم أصلا لا لهذا الغرض ولا لسائر الأغراض.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 01:13 ص]ـ

القول الثاني: وهو أن نسلم حصول التكرار، وعلى هذا القول العذر عنه من ثلاثة أوجه

الأول: أن التكرير يفيد التوكيد وكلما كانت الحاجة إلى التأكيد أشد كان التكرير أحسن، ولا موضع أحوج إلى التأكيد من هذا الموضع، لأن أولئك الكفار رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى مرارا، وسكت رسول الله عن الجواب، فوقع في قلوبهم أنه عليه السلام قد مال إلى دينهم بعض الميل، فلا جرم دعت الحاجة إلى التأكيد والتكرير في هذا النفي والإبطال.

الوجه الثاني: أنه كان القرآن ينزل شيئا بعد شيء، وآية بعد آية جوابا عما يسألون فالمشركون قالوا: استلم بعد آلهتنا حتى نؤمن بإلهك فأنزل الله: {ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد} ثم قالوا بعد مدة تعبد آلهتنا شهرا ونعبد إلهك شهرا فانزل الله: {ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد} ولما كان هذا الذي ذكرناه محتملا لم يكن التكرار على هذا الوجه مضرا ألبتة.

الوجه الثالث: أن الكفار ذكروا تلك الكلمة مرتين تعبد آلهتنا شهرا ونعبد إلهك شهرا وتعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فأتى الجواب على التكرير على وفق قولهم وهو ضرب من التهكم فإن من كرر الكلمة الواحدة لغرض فاسد يجازي بدفع تلك الكلمة على سبيل التكرار استخفافا به واستحقارا لقوله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير