[من الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم (معدودة ومعدودات)]
ـ[مايا]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 12:44 م]ـ
معدودة ومعدودات
قال تعالى: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80)
وقال سبحانه: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (آل عمران:24)
فلماذا عبّر في الأولى عن مدة مس النار بالأيام المعدودة، وعبر في الثانية بالأيام المعدودات؟
ج: جمع غير العاقل إن كان بالإفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات، فالجارية أكثر من الجاريات، ومثلها شاهقة وشاهقات فالعدد في الأولى أكثر، وجمع السالم قلة
فهذه من المواضع التي يكون فيها المفرد أكثر من الجمع.
قال في آية أخرى عن يوسف عليه السلام: "وشروه بثمن بخس دراهم معدودة" أي أكثر من 11 درهما، ولو قال معدودات لكانت أقل.
وفي الآيتين المتقدمتين قال في الأولى (أياما معدودة) وفي الثانية (أياما معدودات) لأن الذنوب التي ذُكرت في الأولى أكثر فجاء بمعدودة التي تفيد الكثرة، والتي ذكرت في الثانية أقل فاستعمل (معدودات) مناسبة لمعنى كل منهما.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخت مايا على هذه اللطائف البيانية، وسلمت يمناك، ولنا وقفة إن شاء الله مع استخدام المفرد والجمع، واسمحي لي أن أضيف في قوله تعالى: "وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ " (20يوسف:)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
قوله: "وشروه" عائد على إخوة يوسف. وقال قتادة: بل هو عائد على السيارة. والأول أقوى, لأن قوله: "وكانوا فيه من الزاهدين" إنما أراد إخوته لا أولئك السيارة, لأن السيارة استبشروا به وأسروه بضاعة, ولو كانوا فيه زاهدين لما اشتروه, فترجح من هذا أن الضمير في "شروه"
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 08:16 م]ـ
دعاني أزيدكما في سورة يوسف بعد أن تطرقتما إليها
قال تعالى
(فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)) يوسف
الكلمات بالأسود هو سرد للقصة
الكلمات بالبني هي على لسان كبير إخوة يوسف:=
الكلمات بالأزرق هي كلام يعقوب:=
دقق النظر وانظر كيف نقلك من مصر إلى فلسطين دون أن تشعر بذلك.
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 11:50 م]ـ
جزاكم الله كل خيرعلى هذه اللطائف والللمسات البيانية
ـ[سهيل بن اليمان]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 11:51 م]ـ
أستاذي الكريم محمد سعد جميل ما نقلت عن ابن كثير ولكن شروه.
بمعنى باعوه وأخوة يوسف ألقوه في غيابة الجب ثم انصرفوا فهل الثمن هنا مجازاً.
أم أن السيارة عندما رأوا هيئته وسمته قدروا أنه من أسرة ذات شأن فأرادوا أن يبيعوه ويقبضوا الثمن قبل أن يأتي أهله فيعيدونه منهم وربما خسروا الثمن ..
فباعوه بأقل سعر وانصرفوا (دراهم معدودة) ولم يفاصلوا في ذلك.
قبلاتي.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:39 م]ـ
بارك الله في الجميع .. وأغتنمها فرصة للترحيب بالأخ الكريم سهيل بن اليمان فأهلاً ومرحباً بك في الفصيح .. ثمّ اسمحوا لي بهذه المداخلة:
يظهر والله أعلم أنّ الضمير في (شَرَوْه) والضمير في (كانوا) إنّما يعود إلى الذين قد كان يوسف معهم في رحلتهم إلى مصر .. وإلا فكيف يكون الكلام عن الذي اشتراه من مصر لامرأته متّسقاً مع ما قبله؟ ولعلّ الظنّ الذي أوردته بعض الروايات من أنّ الذين باعوه بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين إنّما هم إخوته، قد دخل على الرواة من تعلّقهم برواية التوراة .. والملاحظ أنّ الحديث عن إخوة يوسف وعودتهم من المؤامرة كان قد انتهى في قوله تعالى: (وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف: 18]، وابتدأت فصول جديدة وصفحات جديدة من المأساة ..
أمّا لماذا كانوا فيه من الزاهدين فلعلّهم قد رقّت قلوبهم عليه لما بدا عليه من أمارات الإرهاق والتعب وسوء التغذية ... فبدا في منطقهم ومن وجهة نظرهم أنّ سيّداً يؤويه في بيته لهو خير له ولهم من استبقائه وقتاً أطول على حساب صحّته وتدهورها وعلى حساب ثمنه أيضاً ..
والله أعلم ..
¥