[سؤال عن سر بلاغي في آية]
ـ[يوسف العبدالله]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 04:27 م]ـ
{ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولوكانوا لا يعقلون}
* راعى معنى (من) فجمع في قوله: (من يستمعون)،فأعاد الضمير جمعا، والأكثر مراعاة لفظه كما في الآية التالية: (من ينظر)
* جملة (ولو كانوا) معطوفةعلى جملة (أفأنت تسمع) لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، وليست الجملة حالية.
فهل من معين ...
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 09:43 م]ـ
راعى معنى (من) فجمع في قوله: (من يستمعون)،فأعاد الضمير جمعا، والأكثر مراعاة لفظه كما في الآية التالية: (من ينظر)
يقول ابن عاشور
" وقد أورد الشيخ ابن عرفة سؤالاً عن وجه التفرقة بين قوله: {من يستمعون} وقوله: {من يَنظر} إذ جيء بضمير الجمع في الأول وبضمير المفرد في الثاني. وأجاب عنه بأن الإسماع يكون من الجهات كلها وأما النظر فإنما يكون من الجهة المقابلة. وهو جواب غير واضح لأن تعدد الجهات الصالحة لأحد الفعلين لا يؤثر إذا كان المستمعون والناظرون متحدين ولأن الجمع والإفراد هنا سواء لأن مفاد (مَن) الموصولة فيهما هو من يصدر منهم الفعل وهم عدد وليس الناظر شخصاً واحداً.
والوجه أن كلا الاستعمالين سواء في مراعاة لفظ (من) ومعناها، فلعل الابتداء بالجمع في صلة (مَن) الأولى الإشارة إلى أن المراد ب (من) غير واحد معيَّن وأن العدول عن الجمع في صلة (من) الثانية هو التفنن وكراهية إعادة صيغة الجمع لثقلها لا سيما بعد أن حصل فهم المراد، أو لعل اختلاف الصيغتين للمناسبة مع مادة فعلي (يستمع) و (ينظر). ففعل (ينظر) لا تلائمه صيغة الجمع لأن حروفه أثقل من حروف (يَستمع) فيكون العدول استقصاء لمقتضى الفصاحة."
قال الشوكاني في فتح القدير
" قيل: والنكتة: كثرة المستمعين بالنسبة إلى الناظرين؛ لأن الاستماع لا يتوقف على ما يتوقف عليه النظر، من المقابلة وانتفاء الحائل وانفصال الشعاع، والنور الموافق لنور البصر "
* جملة (ولو كانوا) معطوفةعلى جملة (أفأنت تسمع) لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، وليست الجملة حالية.
قال ابن عاشور
" و (لو) في قوله: {ولو كانوا لا يعقلون} وقوله: {ولو كانوا لا يبصرون}، وصلية دالة على المبالغة في الأحوال، وهي التي يكون الذي بعدها أقصى ما يعلق به الغرض. ولذلك يقدرون لتفسير معناها جملة قبل جملة (لو) مضمونها ضِد الجملة التي دخلت عليها (لو)، فيقال هنا: أفأنت تسمع الصم لَوْ كانوا يعقلون بل ولو كانوا لا يعقلون."
وقال أبو السعود في تفسيره
" وجوابُ لو في الجملتين محذوف لدلالة قوله تعالى: {تُسْمِعُ الصم} و {تَهْدِى العمى} عليه وكلٌّ منهما معطوفةٌ على جملة مقدرةٍ مقابلةٍ لها في الفحوى كلتاهما في موضع الحال من مفعول الفعلِ السابق، أي أفأنت تسمع الصم لو كانوا يعقلون ولو كانوا لا يعقلون، أفأنت تهدي العميَ لو كانوا يبصرون ولو كانوا لا يبصرون، أي على كل حال مفروضٍ، وقد حذفت الأولى في الباب حذفاً مطرداً لدِلالة الثانية عليها دِلالةً واضحةً فإن الشيءَ إذا تحقق عند تحققِ المانعِ أو المانع القويِّ فلأَنْ يتحققَ عند عدمِه أو عند تحققِ المانعِ الضعيفِ أولى، وعلى هذه النُكتةِ يدور ما في لو وأن الوصلتين من التأكيد"
دمت موفقا
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 12:18 م]ـ
حياكم الله أباسهيل