[سؤال عن الإنشاء الطلبي؟]
ـ[أم زينب]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 02:33 م]ـ
السلام عليكم
قسم البلاغيون الإنشاء إلى نوعين: إنشاء طلبي وإنشاء غير طلبي، وعرّفوا الإنشاء الطلبي بأنه ما يُطلب به حصول شيء لم يكن حاصلاً وقت الطلب، ومنه: الأمر والنهي والنداء والاستفهام والتمنّي. أما الترجّي فهو من أنواع الإنشاء غير الطلبي ...
وقد كنت قد فرّقت بين التمنّي الطلبي والترجّي غير الطلبي بأنّ التمنّي يستدعي مطلوبًا كما لو قلت: "ليتني أراك غدا"، أمّا الترجّي غير الطلبي فهو ما لا يستدعي مطلوبًا كما في قول الشاعر:
لعلّ انحدار الدمع يعقب راحة عن الوجد أو يشفي شجيّ البلابل
لكنّني أرى كثيرا من الأمثلة في كتب البلاغة مخالفة لما فهمت، فمثلاً جعلوا من أمثلة التمنّي الطلبي:
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها عقود مدح فما أرضى لكم كَلِمي
أسرب القطا هل من يُعير جناحه لعلّي إلى من قد هويت أطيرُ
واهًا لأيام الصبا وزمانه لو كان أسعف بالمُقام قليلا
ألا ليت الشباب يعود يومًا فأخبره بما فعل المشيب
ونحن نرى أن هذه الأبيات تمنٍّ لا يستدعي مطلوبا فليس من المعقول أن أطلب دنو الكواكب أو عودة الشباب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل ما فهمته في البداية كان خطأ؟
هل أجد عندكم فروقا واضحة للتمييز بين التمنّي الطلبي وغير الطلبي؟
أفيدوني جُزيتم خيرا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 05:39 م]ـ
التمني، وهو طلب المحبوب الذي لا يرجى حصوله، لاستحالته عقلاً أو شرعاً أو عادة، كقولك: (ليت الشباب لنا يعود) و (ليت السواك كان واجباً) وقوله تعالى: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون) (68).
والفرق بين التمنّي والترجّي ـ كما ذكروا ـ: أن التمنّي يأتي فيما لا يرجى حصوله، ممكناً كان أم ممتنعاً، والترجّي فيما يرجى حصوله.
ويستعمل للترجّي ـ غالباً ـ (عسى) و (لعلّ) قال الله تعالى: (فعسى الله أن يأتي بالفتح) (69) وقال سبحانه: (لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً) (70).
قالوا: وللتمنّي أدوات أخرى تستعمل فيه مجازاً، مثل:
(هل): قال تعالى: (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)؟ (71).
و (لو): قال تعالى: (فلو أن لنا كرَّةً فنكون من المؤمنين) (72).
و (لعلّ) كقول الشاعر:
أسرب القطا هل من يعير جناحه لعلّي إلى من قد هويت أطير
وقد ينعكس فيؤتى بـ (ليت) مكان (لعل)، قال تعالى: (يا ليتني اتّخذتُ مع الرسول سبيلاً) (73) للتندّم، وقال الشاعر:
فيا ليت ما بيني وبين أحبّتي من البعد ما بيني وبين المصائب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 05:48 م]ـ
الرجاء ليس طلبًا وإنما هو ترقب حصول الشيء؛ لذلك لم يُعد من الإنشاء الطلبي كما هو التمني