تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بلاغة كلمة ...]

ـ[مايا]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:35 ص]ـ

:::

إلى من يستنشقون بلاغة الكلم ... ويتذوّقون حلو المعاني ...

إلى من لا يغرّهم القشور ... ويبحثون عن المرامي والمغازي ......

إليكم وإليّ ....

وإلى من أحبّ الفصحى ....

سأبدأ اليوم بعرض سلسلة (بلاغة كلمة ... )

فسأضع في كلّ يوم بين أيديكم كلمة أو أكثر ....

متمنّية التّوفيق من الله، والفائدة لكم إن شاء عزّ وجل ....

ـ[مايا]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:44 ص]ـ

البلاغة الأولى

قال تعالى (كأنهم أعجاز نخل خاوية) في الآية 7 من سورة الحاقة

وقال (كانهم أعجاز نخل منقعر في) الآية 20 من سورة القمر

فذكر صفة النخل في أية القمر فقال: (نخل منقعر) وأنثها في الحاقه فقال (نخل خاوية) فما سبب ذلك وهل يصح وضع أحدهما في مكان الاخرى؟

لقد ذكر علماء العربية والمفسرون، أن النخل اسم جنس يذكر نظرا للفظ، ويؤنث نظرا للمعنى، وإنما وضع كل صفة بمكانها مراعاة للفاصلة، والذي أراه أن ذلك مراعي فيه المعنى أيضا وليس الفاصة وحدها، وإن كانت الفاصلة تقتضي أن تكون كل لفظة بمكانها

إن العرب قد تؤنث للكثرة، وتذكر للقلة، وذلك كما في قوله تعالى (وقال نسوة في المدينة) الايه 30 من سورة يوسف (قالت الاعراب ءامنا) الاية 14 من سورة الحجرات. ذكر (قال) لان النسوة قلة، وأنث (قالت) لان الاعراب كثرة، وقد تءنث للمبالغة نحو رواية وداهية.

والنخل في آية الحاقة أكثر منه في آية القمر يدل ذلك السياق

قال تعالى في الحاقة (,اما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية*سخرها عليهم سبع ليال وثمنية أيام حسوما فترى القوم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية*فهل ترى لهم من باقية)

وقال في سورة القمر (كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر*إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر*تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر)

ويتضح من سياق الايتين ما يأتي:

1 - أنه قال في القمر (إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا) - وقال بالحاقه (بريح صرصرا عاتية) - فزاد بوصف الريح في الحاقة فقال (عاتية) فيهي اشد مما في القمر، وإذا كانت كذلك كان تدميرها اكبر وابلغ واقتلاعها اكثر.

2 - فال في القمر (في يوم نحس مستمر) وقال في الحاقة (سخرها عليهم سبع ليال وثمنية أيام حسوما) فذكر في القمر أنه أرسلها عليهم في يوم وذكر في الحاقة أنه سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام، فزاد في وقت التدمير والعذاب.

3 - ولا شك أن طول المدة يقتضي تدميرا أكثر وابلغ، فالريح تقتلع وتدمر في سبع ليال وثمانية أيام اكثر مما تفعله في يوم. فزاد في النخل المقتلع في الحاقه لما زادت الريح عتوا وأمدا في الحاقة ذكر انها استأصلتهم كلهم فبم تبق منهم احدا فقال (فهل ترى لهم من باقية) ولم يقل مثل ذلك في القمر.

4 - أن النخل المنقعر معناه المنخلع عن مغارسه الساقط على الارض بمعنى (خاويه) خربه، فالنخل الخاوية تشمل على النخل المنقعر وزيادة، فكل نخل منقعر هو نخل خاو وليس كل خاو منقعر.

فأنث الخاوية لانه اكثر من المنقعر، وأن دماره ابلغ، وجعلها في سياق الدمار الشامل.

ومن هذا يتبين:

- أن الخاوي أكثر من المنقعر.

- أنث الخاوي، فقال (خاويه) فزاد كثره ومبالغة، لان التأنيث قد يأتي للكثرة والمبالغة.

- وضع النخل الكثير المدمر مع الريح المتصفه بزيادة الدمير، وهي صفو العتو (ريح صرصر عاتيه)

-وضعه أيضا مع زيادة وقت التدمير وهو سبع ليال وثمانية أيام بخلاف ما دمر في يوم.

-ووضعه مع استئصال القوم فلم ينج منهم احد.

فانت ترى انه لو لم تكن الفاصلة تقتضي ما وضع لاقتضاه المعنى فزاد حسنا على حسن، فلا يصح وضع احداهما مكان الاخرى، والله أعلم

من كتاب: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني

للمؤلف الدكتور فاضل صالح السامرائي

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:54 ص]ـ

مرحباً بالأستاذة الفضلى مايا ..

شكر الله لك الفكرة .. ونحن في انتظار ما ستتحفينا به قريباً من علم، سدّدك الله وفتح عليك ..

ـ[مايا]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 09:36 ص]ـ

أشكرك جزيل الشّكر أستاذ لؤي ...

فقد أعطيتني دفعة قويّة للأمام .... فأنا أشعر الآن بطاقة كبيرة ...

لا حدود لها إلاّ .... اللاّ حدود ....

وأعدك دائمًا بالمزيد ... إن شاء الله ...

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 11:50 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير