تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أثرالقرآن الكريم والسنة النبوية البلاغي في عصرصدرالإسلام والعصرالأموي]

ـ[أبوخالدالمدني]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 10:50 ص]ـ

[أثرالقرآن الكريم والسنة النبوية البلاغي في عصرصدرالإسلام والعصرالأموي]

(1)

بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم

المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين الذي أتقن كلّ شيءٍ صنعاً، هو الذي أنزل كتابَهُ القرآن معجزاً، وآيةً عظيمةً تدلُّ علَيْه، ومن إعجازه ما فيه من جمالٍ بيانيّ وبلاغةٍ رائعة لا ترقى إلى مِثْلها بلاغَةُ جميع البلغاء، ولا فصاحة جميعِ الفصحاء.

والصلاة والسلام على رسُولِنا محمّدٍ خاتم النبيّين والمرسلين، وإمامهم، مَنْ خَصَّه الله بالدّينِ الخاتم، والكتاب المعجز، فأنزلَهُ عليه مُتكَفِّلاً بحفظهِ مِنَ التغيير والتبديل والزيادة والنقصان، بقَصْدٍ أو نسيان، فهيّأ له من وسائلِ الحفظِ ما جَعَلهُ باقياً كما أنْزَلَهُ في السُّطُور والصُّدور وأدواتِ التسجيل الصوتي. وبعدُ:

فهذا بحث موجز عن: أثرالقرآن الكريم والسنة النبوية البلاغي في عصرصدرالإسلام والعصرالأموي حاولت فيه جاهدآ أن ألملم أطرافه وأجمع مادته من الكتب التي تختص بمثل هذه المواضيع وقد لقيت في ذلك بعض المشقة لطول الانقطاع عن إجراء البحوث, وبعد جمع مادته قمت بتقسيمه إلى تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة تحدثت في التمهيد عن الأثر العام لنزول القرآن الكريم والسنة المطهرة وما أحدثه ذلك من تحول كبير في حياة العرب وبعد ذلك تحدثت في المباحث الثلاثة على النحو التالي: -

المبحث الأول:-أثر القرآن الكريم والسنه النبوية في الألفاظ

المبحث الثاني:- أثر القرآن الكريم والسنة النبوية في المعاني

المبحث الثالث: - أثر القرآن الكريم والسنة النبوية في الصياغة والإسلوب

ثم بعد ذلك الخاتمة ودونت فيها ماتوصلت إليه من نتائج

وكل ما أرجوه أن أكون قد وفقت في إعداده بالصورة المناسبة وهو جهد المقل فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني والله أسأل أن يوفقنا جميعآ إلى طريق الخير في ديننا ودنيانا إنه سميع مجيب.

========================================

(2)

تمهيد:-

أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه العظيم على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو يحوي تعاليم الاسلام السمحة بلسان عربي مبين ولأن العرب في الجاهلية كانوا قد أشتهروا بالفصاحة والبلاغة والبيان فقد جاءهم متحدياً لما يتميز به من جمال اللفظ وجودة الإسلوب فكان وقعه عليهم قوياً وتأثيره عليهم كبيراً ولعل خير شاهد على ذلك قصص إسلام عدد من الصحابة الذين كانوا من رؤوس الشرك وألد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن سمعوا آي الذكر الحكيم يتلى فتسلل الي أعماقهم وأثر في نفوسهم وعرفوا أنه الحق وقول الحق جل وعلا وأن هذا الكتاب الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إنما هو كلام الله سبحانه وله من الفضل والتقدم الشيئ الكثير يقول أحمد الهاشمي (1) في وصف القرآن الكريم:- (فضل القرآن على سائر الكلام معروف غير مجهول وظاهر غير خفي يشهد بذلك عجز المتعاطين ورهن المتكلين وهو المبلغ الذي لايمل والجديد الذي لا يخلق والحق الصادع والنور الساطع والماحي لظلم الضلال ولسان الصدق النافي للكذب ومفتاح الخير ودليل الجنة إن أوجز كان كافيا وان أكثر كان مذكرا وان أمر فناصحا وان حكم فعادلا وان أخبر فصادقا سراج تستضيء به القلوب وبحر العلوم وديوان الحكم وجوهر الكلم).

ولا شك أن القرآن الكريم كان له كبير الأثر في إحداث ذلك التغير الجوهري على حياة العرب فبعد أن كانوا في جاهلية جاءهم بالعلم وبعد أن كانوا في فوضى جاءهم بالانضباط وبعد أن كانوا لايحكمهم الا أعراف قبلية لاتعتمد على أساس أصبحوا يسيرون على منهج منظم يحكم سائر شئون حياتهم ومالم يتضمنه القرآن الكريم من أحكام تضمنه كلام النبي الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم والذي لاينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى لقدكان كلامه صلى الله عليه وسلم مضرب المثل ومحل الإعجاب من كل من اطلع عليه (2)

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - جواهر الأدب لأحمد الهاشمي ص288 – دار الكتب العلمية – بيروت

(2) – الاقتباس من القرآن أنواعه وأحكامه د/ عبدالمحسن العسكرص44 –مكتبة دار المنهاج

=====================================================

(3)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير