تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من بلاغة القَسَم

ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 10:32 م]ـ

القسم أيضا حكاية حال واقعة وليس تحته كبير أمر ولكن تقرر أن الشروع في المعارضة ملزم وهو أن يقصد الشاعر الحلف على شيء فيحلف بما يكون له مدحا وما يكسبه فخرا وما يكون هجاء لغيره فمثال الأول: قول أبي علي البصير يعرض بعلي بن الجهم

أكذبت أحسن ما يظن مؤملي=وهدمت ما شادته لي أسلافي

وعدمت عاداتي التي عودتها= قدما من الأسلاف والأخلاف

وغضضت من ناري ليخفى ضوؤها= وقريت عذرا كاذبا أضيافي

إن لم أشن على علي خلة =تمسي قذى في أعين الأشراف

وقد يقسم الشاعر بما يريده الممدوح ويختاره كقول الشاعر:

إن كان لي أمل سواك أعده= فكفرت نعمتك التي لا تكفر

وأحسن ما سمع في القسم على المدح قول الشاعر:

خفت بمن سوى السماء وشادها= ومن مرج البحرين يلتقيان

ومن قام في المعقول من غير رؤية =فأثبت في إدراك كل عيان

لما خلقت كفاك إلا لأربع= عقائل لم تعقل لهن ثواني

لتقبيل أفواه وإعطاء نائل =وتقليب هندي وحبس عنان

والمقدم في هذا الباب وهو الذي انتهت إليه نهاية البلاغة قوله تعالى: " فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون" فإنه قسم يوجب الفخر لتضمنه التمدح بأعظم قدرة وأكمل عظمة حاصلة من ربوبية السماء والأرض وتحقيق الوعد بالرزق وحيث أخبر سبحانه وتعالى أن الرزق في السماء وأنه رب السماء يلزم من ذلك قدرته على الرزق الموعود به دون غيره

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير