تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التشبيه البليغ والمجمل]

ـ[صاعد القمم]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 06:39 م]ـ

هل كل تشبيه بليغ يعد مجملاً؟ أرجو الإفادة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 09:38 ص]ـ

أشكال التشبيه البليغ

يقع التشبيه البليغ في الكلام على أربعة أشكال:

الشكل الأول: و فيه بأتي التشبيه على شكل مفعول مطلق

هجم الجندي هجومَ الأسد.

(و ترى الجبال تحسبها جامدةً و هي تمرُّ مرَّ السحاب).

المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

هجم الجندي + هجومَ الأسد (مفعول مطلق) +

حال مرور الجبال + مرّ السحاب (مفعول مطلق) +

و معنى ذلك: أنَّ الجبالَ ستُرَى يوم ينفخ في الصور و هي تسير في الهواء محمولةً كسير السحاب الذي تدفعه الرياح.

الشكل الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه به مضافا إلى المشبه.

لبس وليدُ ثوبَ العافية.

المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

العافية + ثوبَ (مضاف) +

و التقدير: لبث ولدُ العافيةَ كثوبٍ جميلٍ.

و قال الشاعر: إنَّ بنيَّ ضرجوني بالدم من يلق آسادَ الرجالِ يُكْلَم

المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

الرجال + آساد (مضاف) +

الشكل الثالث ـ و هو الذي يكون المشبه به في التشبيه البليغ حالاً.

حملَ القائدُ على أعدائِه أسدًا.

المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

القائدُ + أسدًا (حال) +

الشكل الرابع ـ و يأتي الشبيه البليغ على شكل مبتدأ و خبر.

حديثك شهد.

المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

حديثك (مبتدأ) + شهدٌ (الخبر) +

شاع بؤسُ الأطفالِ و البؤسُ داءٌ # لو أُتيحَ الطبيبُ غيرُ عضال

أنِّ بؤسَ الأطفالِ لا يكونُ داءً عضالاً لو أنه وُجِدَ من يعالجهُ و ذلك بالقضاء على أسبابه.

تقدير الأداة في التشبيه البليغ

إنَّ تقدير الأداة في التشبيه البليغ المكوَّن من المبتدأ و الخبر يأتي على نوعين:

النوع الأول ـ لا يصعبُ فيه تقدير الأداة، و ذلك إذا كان المشبه به خبرًا مفردًا غير مضاف.

و معنى ذلك: إذا قلتَ: حديثُكَ شهرٌ. فإنك تقول عندَ تقدير الأداة: حديثك كالشهر.

النوع الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه مبتدأً، و المشبه به خبرًا مكوّنًا من مضاف و مضاف إليه.

و هذا النوع يستعمل في أسلوبين:

إذا كان مضاف إليه معرفةً فإنه يجوز عند تقدير الأداة الإبقاءُ على المضاف إليه كما هو، أو تقديمه على المضاف.

و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنتَ حصنُ الضعفاء.

فإنك تستطيع أنْ تقولَ: أنتَ كحصنً للضعفاء. أو أنت للضّعفاءِ كحصن.

ما إذا كان المضاف إليه نكرة فإنه عند تقديم الأداة لا يجوز فيه إلاَّ وجهٌ واحد، و هذا الوجه هو: أن تقدّم المضاف إليه على المضاف.

و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنت بحرُ بلاغةٍ. فإنك تقول: أنت في البلاغةِ كبحر.

ـ[صاعد القمم]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 12:27 م]ـ

جزيت خيراً، ولكن ما زال السؤال قائماً، التشبيه البليغ يحذف فيه وجه الشبه وأداة التشبيه، والتشبيه المجمل يحذف فيه وجه الشبه، فمتى يقال هذا تشبيه بليغ فقط، ومتى يقال هذا تشبيه بليغ مجمل؟

ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 02:12 م]ـ

التشبيه باعتبار وجه الشبّه

ينقسم التشبيه باعتبار (وجه الشبه) الى ستة أقسام:

1 ـ تشبيه التمثيل، وهو ما كان وجه الشبه منتزعاً من متعدّد، كقوله:

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يوافي تمام الشهر ثم يغيب

فشبّه الانسان في أدواره بالقمر في أطواره: هلالاً، وبدراً، ومحاقاً، فسرعة الفناء هو وجه الشبه المنتزع من أحوال القمر.

2 ـ تشبيه غير التمثيل، وهو ما لم يكن منتزعاً من متعدّد، نحو: (زيد كالاسد) فوجه الشبه الشجاعة وهو لم ينتزع من متعدّد.

3 ـ التشبيه المفصل، وهو ما ذكر فيه وجه الشبه أو ملزومه، كقوله:

يده كالسحب جوداً وإذا ما جاد أغرب

وكقوله للكلام الفصيح: (هو كالعسل حلاوة) فإنّ وجه الشبه فيه هو لازم الحلاوة وهو ميل الطبع، لا الحلاوة الّتي هي ملزوم لوجه الشبه.

4 ـ التشبيه المجمل، وهو مالم يذكر فيه وجه الشبه ولا ما يستلزمه، كقوله:

إنما الدنيا كبيت نسجته العنكبوت ولعمري عن قريب كلّ من فيها يموت

وكقوله: (هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها) أي: متساوون في الشرف.

5 ـ التشبيه القريب المبتذل، وهو ما كان وجه الشبه فيه واضحاً لا يحتاج إلى فكر وتأمل، كتشبيه الجود بالمطر، إلا أن يتصرّف المتكلّم فيه بحيث يخرجه عن الابتذال، كقوله:

لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا إلا بوجه ليس فيه حياء

فإنّ تشبيه الوجه الحسن بالشمس مبتذل، إلا ان التصرّف فيه بإدخال الحياء أخرجه عن الابتزال.

6 ـ التشبيه البعيد الغريب، وهو ما كان وجه الشبه فيه يحتاج إلى فكر وتأمّل، كقوله:

والشمس كالمرآة في يكف الاشل تمشي على السماء من غير وجل

فإن تموج النور حين طلوع الشمس وتشبيهه بالمرآة في اليد المرتعشة التي تتموّج انعكاساتها، يحتاج إلى فكر وتأمّل.

التشبيه باعتبار أداته

وينقسم (التشبيه) باعتبار أداته إلى ثلاثة أقسام:

1 ـ التشبيه المرسل، وهو ما ذكرت فيه الاداة، وتسميته بالمرسل، لإرساله عن التأكيد، نحو:

ألا إنما الدنيا كمنزل راكب أناخ عشيّاً وهو في الصبح يرحل

2 ـ التشبيه المؤكّد، وهو ما حذفت منه أداة التشبيه، كقوله:

إنما الدنيا أبو دلف بين باديه ومحتضره

فإذا ولّى أبو دلف ولّت الدنيا على أثره

ويسمى (مؤكّداً) لإيهامه أن المشّبه عين المشبّه به.

3 ـ التشبيه البليغ، وهو ما حذف فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، ويسمّى بليغاً، لبلوغه نهاية الحسن والقبول، لقوّة المبالغة في التشبيه، حتى يظن أن المشبه هو المشبه به، كقوله:

فاقضوا مآربكم عجالاً انما أعماركم سفر من الاسفار

وبناء على ماتقدم يمكن التفريق بين التشبيه المجمل والتشبيه البليغ في كون التشبيه البليغ ماحذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه، أما التشبيه المجمل فهو ماحذف منه وجه الشبه فقط، ولذلك يمكن القول بأن كل تشبيه بليغ مجمل وليس كل تشبيه مجمل بليغا.

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير