تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أحسن الهجو]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 07:12 م]ـ

أحسن الهجو: لأنه هجو في الأصل ولكنه عبارة عن الإتيان بألفاظ فيها معنى الهجو الذي إذا سمعته العذراء في خدرها لا تنفر منه وهذه عبارة عمرو بن العلاء لما سئل عن أحسن الهجو وقد وقع من النزاهة في الكتاب العزيز عجائب منها قوله تعالى: " إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون." فإن ألفاظ الذم المخبر عنها في كلام الآية أتت منزهة عما يقع في غير هذا القسم من الفحش في الهجاء والمرض هنا عبارة عن إبطان الكفر

ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 11 - 2007, 02:40 ص]ـ

وقد تضافرت الصيغ والألفاظ والتراكيب في زيادة الهجو والنكاية بهذه الفئة الضالة، فقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الفئة باسم الإشارة (أولئك) الموضوع للبعيد؛ للدلالة على بعدهم عن صراط الله، وبعدهم عن الالتزام بتطبيق مقتضى ما أعلنوا من إيمان وطاعة، (وزاد اسم الاشارة تأكيدا للخبر، واسم الإشارة الموضوع للتمييز استعمل هنا مجازا لتحقيق اتصافهم بالظلم، فهم يقيسون الناس على حسب ما يقيسون أنفسهم، فلما كانوا أهل ظلم ظنوا بمن هو أهل الإنصاف أنه ظالم) التحريروالتنوير:18/ 273

كما تقدم المعمول"لهم "في الذكر الواقع خبرا ل"يكن "على المبتدأ"الحق"للاختصاص، والمعنى: وإن يكن لهم لاعليهم الحق يأتوا إليه مذعنين. انظر، روح المعاني:9/ 387

كذلك في قوله (أم ارتابوا) تحول إلى نمط الجملة الفعلية عن نمط الجملة الإسمية السابقة عليها في السياق (أفي قلوبهم مرض) وسر ذلك -والله أعلم -هو بيان أن الارتياب قد حدث لهم بعد أن اعتقدوا الإيمان اعتقادا مزلزلاً، وأما المرض فقد كان ثابتا متأصلا في قلوبهم بحيث لم يدخل الإيمان في قلوبهم.

ولا يفوتنا هنا أن نلاحظ أن هناك تحولا في نطاق الجملة الفعلية، حيث تحول من الماضي (أم ارتابوا) إلى المضارع (أم يخافون أن يحيف الله عليهم ... ) وهذا التحول يفسره ما بين هاتين الصيغتين من فارق في أداء المعنى، أو الدلالة على الحدث؛ إذ إن المعنى مع أولاهما -لماضوية الزمن فيها -هو أمر مقطوع بحدوثه، أما مع الثانية فهو أمر آني يتجدد حدوثه بتجدد الزمن، فالريب أمر قد وقع ولا شك في وقوعه، أما الخوف فهو في الحال من الحيف في المستقبل ويتجدد بتجدد أسبابه.

ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 10:30 م]ـ

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكما

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير