[من مصطلحات الحشو بلاغيا]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 03 - 2008, 12:21 ص]ـ
وردت تحت باب الحشو مصطلحات رأى مطلقوها أنها تشبه الحشو، ومنها:
1 ـ التتميم: فعندما علٌّق ابن رشيق القيرواني على (ظالمين) في بيت ابن المعتز قال: "إتيانه بهذه الفظة التي هي حشو في ظاهر الأمر أفضل من تركها، وهذا شبيه بالتتميم" (1) وأرى أنّ القول بالتتميم أولى من الحشو في بيت ابن المعتز.
2 ـ الالتفات والاحتراس:
وكذلك عندما علَّق على (إنْ بقيت) في قول الفرزدق (2):
سَتَأتيكَ مِنِّي ـ إن بقيت ـ قصائد = يُقصِّر عن تحبيرها كُلُّ قائل
قال: "فقوله (إن بقيت) حشو في ظاهر لفظه، وقد أفاد به معنى زائداً، وهو شبيه بالالتفات من جهة، وبالاحتراس من جهة أخرى" (3).
3 ـ التطويل: "وهو ألا يتعين الزائد في الكلام" (4)، فالزيادة إذا لم تحقق فائدة في الكلام تسمى تطويلاً أو حشواً وذلك إذا كانت غير متعينة، كالمترادفين: الكذب والمَيْن والنأي والبعد وأقوى وأفقر، ونوم ونعاس، وحظ ونصيب.
ومنه قول عنترة (5):
حُيِّيتَ من طلل تقادم عهده =أقوى وأقفر بعد أم الهيثمفأقوى وأقفر بمعنى واحد، ولا يتغير المعنى بإسقاط أيهما، وأرى أنها جاءت لكمال الوزن وتأكيد المعنى.
ومنه قول الحطيئة (6):
قالت أمامة لا تجزع فقلت لها =إن العزاء وإنّ الصبر قد غلباوالصبر والعزاء بمعنى واحد أيضاً. فنرى القزويني (ت 739هـ) يفرق بينهما فتارة يوضح التطويل بقوله: "وهو ألا يتعين الزائد في الكلام، كقوله: وألفى قولها كَذِباً وميناً"، وتارة يوضح الحشو بقوله: والحشو ما يتعين أنه زائد، وهو ضربان: ما يفسد المعنى (7)، وما لا يفسد المعنى، وذكر بعض الشواهد التي ذكرت سابقاً.
4 ـ الاعتراض: أطلق بعض البلاغيين (8) على الاعتراض مسمى (الحشو)، وذكر ذلك العلوي (ت 749 هـ) في الطراز قائلاً: "وبعضهم يُسميه الحشو؛ وَحَدّه كل كلام أُدخل فيه لفظ مفرد أو مركب لو أسقط لبقي الكلام على حاله في الإفادة" (9) وأضاف أنّ منه لا يأتي في الكلام إلا لفائدة، وهو جار مجرى التوكيد. والآخر أن يأتي في الكلام بغير فائدة، فإما أن يكون دخوله فيه كخروجه منه، وإمّا أن يؤثر في تأليفه نقصاً وفي معناه فساداً (10). فالحشو هو زيادة مفسدة للمعنى أو غير مفسدة كما في الأمثلة السابقة. فكأن مصطلح الحشو مصطلح عروضي يرتبط بالوزن.
.................................
(1) العمدة، ابن رشيق القيرواني، 2/ 114.
(2) ديوان الفرزدق، ص 455.
(3) العمدة، ابن رشيق القيرواني، 2/ 114، وبسيوني عبد الفتاح فيّود، علم المعاني، مؤسسة المختار، القاهرة ودار المعالم الثقافية، السعودية، ط1، 1998م، 2/ 198.
(4) الإيضاح في علم البلاغة، القزويني، ص 174.
(5) ديوان عنترة، دار، بيروت، ط1، 1996م، ص 174.
(6) ديوان الحطيئة برواية وشرح ابن السكيت، تحقيق: نعمان محمد، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1987م، ص 10.
(7) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص 174.
(8) انظر: ابن المعتز، البديع، ص 154، العسكري، الصناعتين، ص 48، 394، ابن رشيق القيرواني، العمدة، 2/ 71، 1955م، ص 283.
(9) يحيى بن حمزة العلوي، كتاب الطراز، مراجعة وضبط: محمد عبد السلام شاهين ـ دار الكتب العلمية، بيروت، ط1: 1995م، ص 283.
(10) العلوي، الطراز، ص 283 ـ 284.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 12:49 ص]ـ
بوركت وجزاكم الله خيرا0