تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[البلاغة المتناهية]

ـ[هاني سعيد محمد]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 05:13 ص]ـ

قد يصل النص الأدبي في كثير من الأحايين إلى ما يمكن أن نسميه بـ:"ذروة البلاغة"، ويمكن أن نستكشف ذلك من خلال تحليل ذلك البيت، الذي يقول فيه الشاعر:

وَأخفتَ أهلَ الشّركِ حتى أنّه لتخافك النُّطفُ التي لم تخلقْ

لقد عدّ نقادنا القدماء ذلك البيت من البلاغات الممقوتة؛ لكونه وصل إلى حد من المبالغة المرفوضة.

لكنا نجد لنا رؤية في جمالية هذا البيت، تكمن في أن الشاعر يريد أن يخبر الممدوح بأنه قد أباد أهل الشرك عن بكرة أبيهم بمجرد الخوف (وأخفتَ) وهو شعور مجرد؛ إذ إن خوف النطف يستتبع عدم نزولها، وعدم نزولها يستتبع موتها في أصلاب أصحابها، ومع استمرار الخوف يستمر تلاشي النطف، فيحدث الانقراض الذي هو قرين التوقف، وكأنه قد أعمل فيهم سلاح الخوف فحصد رقابهم التي لم تخلق بعد. ويمكن لنا أن نتحقق من دلالة الخوف هذه، من خلال تكرار الفعل (خاف) الذي جاء مضارعا في المرة الثانية؛ ليدل على الاستمراروالديمومة، وبذلك نستطيع أن نقول: إنها حقا بلاغة متناهية.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير