تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)) نجد أنها جاءت على خمس مقاطع متناسقة كتلة ايقاعية موسيقية استفاد منها علماء الشعر العربي في بيان أوزان الشعر العربي هذا ليس من أوزان الشعر العربي ولكن الكتل موجودة. هذه المقاطع الخمسة مكونة من مقطعين قصيرين ثم مقطع طويل ثم مقطع قصير ثم مقطع طويل (وإذا الجبال، وإذا العشار وإذا النجوم، وإذا الوحوش وإذا البحار على وزن مستفعل) وجاءت (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) بنفس المقاطع ولو قلنا وإذا الأنفس زوجت لاختلّ المقطع. صار عندنا تقديم وتأخير ولا نقول أن الايقاع كان مقصوداً هنا لذاته لكنه جاء التقاطاً والأصل أنه اختيرت كلمة النفوس لمعنى الثقل ولكن التقاطاً يأتي مناسباً لما قبلها. كل الأحداث في الآيات الأولى من سورة التكوير في وقوع مشاهد يوم القيامة وهي ذات ايقاع واحد وضربات واحدة بما ألِفته الأذن العربية على ايقاع مستفعل وما يدخل عليها: مستعل، متفعل ومتعل والكلام في الآيات الأولى من السورة تتحدث عن اضطراب الكون يوم القيامة من بداية السورة الى الآية أما في الآية (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)) فاختلف الايقاع لأن الآية تشير الى أن الحساب بدأ.

في تصوري أن العربي كان يحسه لكن لم تكن القواعد قد وُضِعت وضُبِطت كما كان يرفع وينصب ولا يدري لماذا وكان إذا نُصِب مرفوع يحس أنك خالفت لغته لكن جاء العلماء ونظروا في كلام العرب وضعوا هذه القواعد والقواعد دائماً متأخرة عن اللغة لأن الانسان يتكلم ثم تُقعّد القواعد.

لماذا جاء لفظ الأنفس في موضعين فقط؟ هل هناك فارق دلالي؟

قلنا هذان الموضعان هما موطن الثقل أما المواطن الأخرى فليس فيها ثقل. كلمة أنفس جمع قلة (عادة من 3 الى 10) وجمع الكثرة فيه قولان (من 3 فما فوق يتجاوز العشرة) وهذا ما نختاره ومنهم من يقول من أحد عشر فما فوق لكن من خلال استقراء كلام العرب وجد العلماء أن جمع القلة إذا أضيف أو دخله أل انتقل من القلة الى الكثرة. لم تستعمل كلمة أنفس مجردة من الاضافة أو بدون أل في القرآن (قد جاءكم رسول من أنفسكم) كثرة. وهنا يرد سؤال أجبنا عنه سابقاً لماذا حوّل جمع القلة بادخال أل أو الاضافة ولم يستعمل جمع الكثرة ابتداءً؟ لأن وزن أنفس أخف من نفوس ولكمة أنفس استعملت بكثرة في القرآن فاختير اللفظ الخفيف في جميع القرآن ولم يختر اللفظ الثقيل والخفة والثقل معتبران عند العرب فيرتاح اليه

انتظرونا نكمل معكم اللمسات البيانية ......

بارك الله فيك وهذا ايضا من تفسير القرطبي زياة في الفائده

الآية: 42 {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} الزمر

قوله تعالى: "الله يتوفى الأنفس حين موتها" أي يقبضها عند فناء آجالها "والتي لم تمت في منامها" اختلف فيه. فقيل: يقبضها عن التصرف مع بقاء أرواحها في أجسادها "فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" وهي النائمة فيطلقها بالتصرف إلى أجل موتها؛ قال ابن عيسى. وقال الفراء: المعنى ويقبض التي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها. قال: وقد يكون توفيها نومها؛ فيكون التقدير على هذا والتي لم تمت وفاتها نومها. وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقال سعيد بن جبير: إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف "فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى" أي يعيدها. قال علي رضي الله عنه: فما رأته نفس النائم وهي في السماء قبل إرسالها إلى جسدها فهي الرؤيا الصادقة، وما رأته بعد إرسالها وقبل استقرارها في جسدها تلقيها الشياطين، وتخيل إليها الأباطيل فهي الرؤيا الكاذبة. وقال ابن زيد: النوم وفاة والموت وفاة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كما تنامون فكذلك تموتون وكما توقظون فكذلك تبعثون). وقال عمر: النوم أخو الموت. وروي مرفوعا من حديث جابر بن عبدالله قيل: يا رسول الله أينام أهل الجنة؟ قال: (لا النوم أخو الموت والجنة لا موت فيها) خرجه الدارقطني. وقال ابن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير