تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من الطبيعي أن نعيش ونتألم من واقعنا المرير، فنحن بشر نتأثر، ومن الأمور المهمة أيضاً أن لاتسيطر علينا سياسة اليأس والانكسار ولا ننظر إلى هذا البلاء من زاوية واحدة،فإذا علمنا أن سياسة الأمل والمبشرات أيضاً أمر لايستهان فيه ونحن نمر في هذه الظروف العصيبة.

ولقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة حتى في إدارة الأزمات، وكيف لا وقد لقي رسولنا والأنبياء من قبله عليهم صلوات الله وسلامه مالقوا من أذى الناس وكيدهم،فها هو القرآن يوجهه عليه الصلاة والسلام ومعه أصحابه وهو توجيه لنا أيضاً بلا شك، ليزرع الأمل في النفس وهم في أشد حالات الضيق ولنتصور رسول الله عليه صلوات الله وسلامه يحاصر في الشِّعب هو وأصحابه وتشج رباعيته ويهجر من أرضه ويرمى عليه الأقذار من صبيان قريش وكبرائهم ..

ونرى القرآن بعدها يبشرهم وهم على حالة الضعف وقلة العدد أنهم هم الأعلون وأنهم سيسودون وينتصرون بعد أن يأخذ منهم شهداء! وأين هذا في "أحد" وماأدراك ما"أحد"! المعركة التي بدأت بنصر المؤمنين وانتهت بخسارتهم لمعركة كادت آثارها تودي بالخيرة من الصحابة نتيجة الألم النفسي الذي عاشوه من جراء هذه الهزيمة، وقبلها استشهد العديد منهم في أرض المعركة ولكن الله الخبير بالنفوس ثبتهم،وقد ثبتوا هم أيضاً، وبعدها فتحوا العالم نتيجة الصبر والثبات. فلله درّك يارسول الله! لقد كنت لنا الأسوة في كل مجالات الحياة وحتى في الممات،فمن مات له عزيز ليتذكر موت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيهون عليه الأمر!.

فلنتأمل هذه الآيات في آل عمران وهنا تكمن حالة النفوس الكبيرة وتثبت فتصور هزيمة وقلة عدد وانتصار الكفار عليهم ويقول لهم الله عز وجلّ"أنتم الأعلون"!!:

قَدْخَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ (137)،هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (138)،وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139)،إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) [/ quote]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 03:31 م]ـ

[ SIZE="5"]

قصة أصحاب الخدود

عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ((كان ملك فيمن كان قبلكم، و كان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غلاماً يعلمه، و كان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه و سمع كلامه فأعجبه، و كان إذا أتى الساحر مر بالراهب و قعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي و إذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر. فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ... فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها و مضى الناس .... فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى فإن ابتليت فلا تدل علي ... و كان الغلام يبرئ الأكمه و الأبرص، و يداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس الملك و كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال إني لا أشفي أحداً.إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك .. ؟ قال ربي قال ولك رب غيري؟ .. ! .. قال ربي و ربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ منه الأكمه و الأبرص و تفعل و تفعل فقال: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى ... فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى، فوضع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير