تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 – غزو المعتصم في بلاد الروم وفتح عمورية – كما يذكر التاريخ – ليس من القتال في سبيل الله إذا صدق كتاب التاريخ في الرواية، فجيش المسلمين وأنفسهم وأموالهم لا تعرض للأخطار والأهوال غضباً ولا من أجل الحمية ولا لإظهار الشجاعة، وإنما يكون القتال لغرض واحد: أن تكون كلمة الله هي العليا، قال الله تعالى {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} (الأنفال 39).

وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية، وفي رواية: ويقاتل عصبية فمن في سبيل الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (متفق عليه).

3 – لو كان مجرد الغزو والفتح مثالاً يقتدى به لكان يزيد– تجاوز الله عنا وعنه – أولى من المعتصم بأن يُنصّ قدوة صالحة، فهو من كبار الطبقة الأولى من التابعين، وثاني ولاة المسلمين بعد عصر الخلفاء الراشدين، عهد إليه بالولاية والده معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما – أحد كبار الصحابة ورواة الحديث واستكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله في القيادة والولاية أبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم أجمعين – وفتح الله في عهد يزيد على المسلمين المغرب الأقصى وبخارى وخوارزم، وهو أول من غزا القسطنطينية، وكان أمير جيش المسلمين في هذا الغزو، وكان من بينهم بعض الصحابة مثل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وعنهم أجمعين، وقد ورد الحديث عن ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على أول جيش يغزوها وعلى أميره، ولكن العلماء المحققين يقفون من أمثال يزيد والمعتصم موقفاً وسطاً، فهم لا يحبونهم ولا يسبونهم، تجاوز الله عمن مات لا يشرك بالله شيئاً. – المعتصم - تجاوز الله عنا وعن – أحدث من الفتنة في الدين شراً مما نسب إلى يزيد في القتل في المدينة النبوية، قال الله تعالى: {والفتنة أشد من القتل} (البقرة /19)، وما افتراه عليه بعض فرق الضلال من الأمر بقتل الحسين رضي الله عنه، فقد امتحن المعتصم علماء الإسلام، وبخاصة الأمام أحمد بن حنبل رحمه الله بفتنة خلق القرآن التي بدأت في عهد أخيه المأمون، واستمرت في عهد ابنه الواثق، حتى جاء أبنه المتوكل فأزالها وانتصر للسنة ولإمام السنة وأخرجه من سجن الثلاثة – تجاوز الله عنا وعنهم – ورفعه إلى المقام الذي يليق به في صدر مجلس الملُك والحكمة، جزاهما الله عن الإسلام والمسلمين خير جزائه.

5 – إذا سلّمنا بما أورده المؤرخون عن هذا كله، فكيف يُقرُ من وهبه الله نعمة الإسلام والعقل: أن انتصار ولي أمر المسلمين لرواية ظنية عن امرأة مجهولة الحال أرجح من ميزان العدل والإيمان من انتصار للسنة ومنهاج السنة وأئمة السنة؟

وهو إنما انتصر لاسمه لا لاسم الله، والمرأة استغاثت به لا بالله.

لقد أوصل الفكر والحركية – بقلة نصيبهما من العلم والتثبت – أكثر شباب الصحوة في العقود الأخيرة إلى مثل ما أوصل الجهل والتقليد من قبلهم إليه من الضلال عن منهاج النبوة في الدين والدعوة، فتغلب الهدف الأدنى على الأعلى، والمهم – بل غير المهم – على الأهم، في علمهم وعملهم وفي خطبهم ودعوتهم وكفاحهم.

وإن نظرة صادقة واستقراء محققاً للقضايا التي تحرك لها دعاة الفكر والحركية وأتباعهم وبذلوا فيها أموال المسلمين وجهودهم وحماسهم – بل ودمائهم – في العقدين الأخيرين لتبين أن المحرك الأول والأخير: كسب الأرض باسم الدين لا الدين نفسه الذي لا يكاد أكثر المسلمين يعرف وجه الحق فيه، ولم تكن تلك الأرض بأوثانها أو بدعها أو إلحادها تحرك ساكناً من القلوب والأبدان والألسن والهمم والأقلام من قبل أن يثور الخلاف على التراب والولاية عليه.

رد الله المسلمين جميعاً إلى دينهم رداً جميلاً، وصلى الله وسلم على محمد وآل محمد.)) انتهي

والله الهادي للصواب

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 02:54 ص]ـ

ولكن عبد الله مولى مواليا

ـ[أبو قتادة وليد بن حسني الاثري]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 03:25 ص]ـ

ولكن عبد الله مولى مواليا

بارك الله فيك ونفع بك

المشاركة هذه رد علي أي شيء؟؟

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 03:29 ص]ـ

أراكم تهولون الأمور كثيراً وتحملونها أكثر مما تحتمل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير