وبعد التلويح بالمساعدات: يقع الشقاق، وفقا للمخطط المعد، بين المقاومة وبين أهل غزة إذا قارنوا بين الرخاء البدني الذي يلوح به المجتمع الدولي، والشدة التي يعانون منها مذ وصلت المقاومة إلى الحكم، فيحدث الانقسام المرجو على طرقة: "فرق تسد"!!!، فما فشلت فيه الطائرات والدبابات تنجح فيه الدولارات، والظن بالموحدين الصامدين في غزة أنهم أبصر منا بالخدعة التي تجري فصولها الآن في مصر، وقيادات المقاومة كما تقدم في أكثر من مناسبة أعلم بالمصلحة الشرعية والمصلحة الدنيوية المعتبرة.
ومنذ أيام لوح المدعو: "أولمرت" في محاولة يائسة لتحقيق أي إنجاز، ولو رمزي يكون بمثابة ورق التوت التي يستر بها عوراته السياسية والشخصية أمام يهود، لوح بفتح المعابر مقابل الجندي الأسير، وتلك، والله أعلم، حيلة على وزان حيلة: "التهدئة" في الصيف الماضي، فيحصل العدو على مراده بإلزام الموحدين باتفاقية جائرة، لا يلتزم هو بها، فغلق المعابر أمر يسير بعد استعادة الجندي، إذ يسهل على المغرضين افتعال أي سبب أو إيجاد أي حجة لإغلاق المعابر وإعادة الحصار مرة أخرى، ودول الجوار، ولا سيما مصر، تحت الطلب دائما، فهي تنفذ ما يملى عليها بمجرد الإشارة، فما الظن إذا كانت في قرارة نفسها ترى المقاومة خطرا عليها!!!.
والكتاب المتصهينون، ينام أحدهم بين ذراعي امرأته تحت اللحاف، ثم يخرج علينا في الصباح ليفتي بالمصالح والمفاسد المعتبرة ويمصمص شفاهه أسى وحزنا على دماء الموحدين المراقة نتيجة مغامرة المقاومة الصبيانية، فلا يعالج ما يعالجه المرابطون في أرض الجهاد فليس له من ذلك شيء، فيكفيه ما هو فيه من الطعام والشراب والنوم والنكاح، فلكل همته، ولكل غايته.
وفي ظل الحملات الإعلامية المأجورة على الموحدين المجاهدين في غزة ومن قبلهم إخواننا في العراق وبلاد الأفغان، صار لسان حالهم: "سيبونا في حالنا" لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، لا نريد منكم دعما ولو بكلمة، نريد منكم فقط أن تكفوا ألسنتكم عنا، فشغلكم الشاغل ليل نهار: إثارة الشبهات والتشكيك في الغايات، وليتنا نكفي إخواننا شرنا فنغلق أفواهنا قليلا.
والمقاومة دوما في خانة الاتهام، والأعذار تلتمس لأي أحد، ولو كان خائنا قد نادى على نفسه بالخيانة، فتأويل أقواله وأفعاله بحملها على أحسن الوجوه ولو كانت من القبح بمكان: أمر مطرد، بخلاف تصريحات المقاومة التي تحمل دوما على أسوأ الوجوه، كما في التصريحات الأخيرة عن تغيير مرجعية المقاومة، مع التحفظ على ما قيل من مرجعية تعم أخلاطا شتى من التيارات الفكرية، فإن المعركة الأخيرة قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المرجعية الإسلامية هي طوق النجاة الذي أنقذ الله، عز وجل، به غزة من الاجتياح، وهل ثبت أفراد المقاومة على الأرض إلا بسلاح الإيمان والقرآن، فجلهم من الحفظة، كما صرح أحد مسئولي المقاومة في دمشق، وهل صمد أهل غزة، ولم يتذمروا من سوء الأحوال طيلة سنوات الحصار إلا لرسوخ الإيمان في قلوبهم؟!!، والمتابع لتصريحاتهم بعد انتهاء الحرب يلمس مسحة شرعية ظاهرة عليها فكلهم ينظر إلى الأمر بعين المؤمن الصابر على قضاء الله، عز وجل، الكوني، العامل بقضاءه الشرعي، فشعارات: "التراب الوطني"!!! لا تصلح في مثل تلك المضائق، وإنما يثبت الله، عز وجل، جنان الموحدين في الملمات بالإيمان به والعمل بشرعه، فلا عز لأهل الإسلام في فلسطين أو غيرها من بقاع الأرض إلا بالإسلام، وما حظي الموحدون في غزة بمعظم هذا الولاء في بلدان العالم الإسلامي إلا لأنهم مسلمون قبل أن يكونوا مظلومين أو فلسطينيين أو عربا، فالجامعة الإسلامية أقوى من أي جامعة أخرى، وتلك: حبل الله الذي جعله الله، عز وجل، معقد ولاء وبراء الموحدين.
وكالعادة لا زال معسكر المتصهينين العرب يلقي تهمة العمالة لدولة فارس ومشروعها الشعوبي المتطرف، فالمقاومة قد حشرت بالعافية في صف الممانعين المزيفين، أصحاب الشعارات والصرخات المفتعلة أمام الميكروفونات، ولم نر منهم طيلة ايام الحرب سوى: "الجعجعة" كما يقال عندنا في مصر، وعندما كانت المعركة معركتهم في الجنوب اللبناني رأينا الأسلحة والدعم البشري والفني يتدفق على ذراعهم العسكري والسياسي في لبنان، في مقابل وعود وهمية بمساعدات لم ير القطاع منها شيئا، واسألوا الموحدين في غزة إن كان شيء من أموال فارس النظيفة، كما يسميها أمين عام ذراعهم السياسي في لبنان، إن كان شيء منها قد وصل إليهم.
والخبر الذي أشار إليه أخونا رعد حفظه الله وسدده وفيه تزويد إحدى الشركات المصرية جيش يهود بالمواد الغذائية قد أشار إليه موقع "مفكرة الإسلام".
وهو علامة جديدة على انحلال عروة الولاء والبراء في قلوب فاعليه.
ومن صور ذلك الانحلال أيضا:
ما ذكرته وكالات الأنباء من بدء عملية تركيب الأجهزة الحديثة لمراقبة الأنفاق التي يتم تهريب الدبابات والطائرات من خلالها إلى الإرهابيين في القطاع!!!!، على طول الشريط الحدودي الفاصل بين سيناء وغزة تحت إشراف خبراء من أمريكا وألمانيا وفرنسا.
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/01/31/76298.html
وإلى الله المشتكى.
¥