[النساء ووشائج النسب]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 10:42 م]ـ
النساء لسن شقائق الرجال فحسب، بل هن والداتهم. فهن مقربات القرابة، وحافظات الأنساب، يربطن الغريب بالقريب، ويصلن الأرحام ببعضها، ويكونّ بين الناس أعظم العلاقات، وهي علاقة الدم والقرابة فتتصل العوائل المتباعدة، والقبائل المتناحرة، والشعوب المختلفة.
وقد تكون المصاهرة حاجزا من حواجز الخلاف، وسببا من أسباب الترابط والاتحاد. وهذه القصة تبين فوائد هذه المصاهرة:
لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم غزوة المريسيع كان في سبي النساء جويرية بن الحارث فتزوجها صلى الله عليه وسلم تقول عائشة رضي الله عنها فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها.
وربما تزوجت المرأة في عدة قبائل فربطت من هذه القبائل أناسا برابط الأخوة لا رابط لهم إلا رابط الأخوة من قبل هذه المرأة ثم يتناسلون حتى يكونوا بشرا كثيرا.
ومن طرائف هذه الوشائج أن عمر بن الخطاب زوج ابنه عاصما من امرأة غريبة أنجبت بنتا أنجبت عمر بن عبد العزيز فأشبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصار جده لأمه وهو لا ينتهي به نسبا.
ومن العجائب المتعلقة بهذا الشأن ما ذكره ابن الجوزي في كتابه المدهش وهو أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان له بنت اسمها حفصة لا يعرف امرأة ولدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير والحسين بن علي وعبد الله بن عمر سواها أما ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها فإن أم أبيها فاطمة بنت الحسين بن علي، وأم الحسين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من طريق الحسين فولادته لها، ومن طريق علي ولادته للحسين، وأما ولادة أبي بكر لها فإن أمها خديجة بن عثمان بن عروة بن الزبير وأم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأما ولادة الزبير لها فمن طريق عروة بن الزبير، وأما ولادة عمر لها فإن أم جدها عبد الله بن عمرو زينب بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأما ولادة عثمان لها فمن طريق أبيها فهو جده، وأما ولادة طلحة لها فإن جدتها من قبل أبيها هي أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.
فانظر كيف تشابكت هذه المرأة بالقرابة مع كل هؤلاء الرجال! وانظر من هؤلاء الرجال!
ـ[فتون]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 08:44 م]ـ
معلومات جديدة وجميلة وانتقاء مميز
شكرا لك.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 01:41 ص]ـ
معلومات جديدة وجميلة وانتقاء مميز
شكرا لك.
والشكر لك أختاه.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 06:19 ص]ـ
موضوع جميل، أستاذ عامر، بارك الله فيكم.
أظن كثيرا من روابط المصاهرة في أيامنا هذه سببا للخلاف لا التآلف، والله وحده المستعان، وإليه المشتكى.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 07:08 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذة معالي
لاحول ولا قوة إلا بالله، كيف تكون روابط القرابة سببا في الخلاف؟
فعلا الوضع للأسف كما تفضلت.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 03:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي عامر
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 09:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي عامر
وبارك الله فيك أبا أحمد.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 11:40 م]ـ
أحسنت أخي عامر أحسن الله إليك .. كلمات منتقاه .. أخذتنا بها .. لأيام .. نُمنّي أن تعود .. فقد كانت المصاهرة كما قلتَ هي قمة الأوج الاجتماعي .. في تربط قبائل ببعضها البعض وتجعل القلوب في حالة اتقاد يجمع المودة والألفة والإخاء .. والدليل مثل النبي صلى الله عليه تزوج ابنتا صديقيه .. والأمثلة كثيرة .. وإن مررنا شريط الزمن .. وتركنا تلك المشاهد .. ونظرنا إلى الأمثلة الآن .. فلن تُسر بل ستُضر .. فكم من روابط تقطع وأواصر تتشنج .. بسبب عقد زواج ما .. أو امرأة ما .. ناهيك عن الآحاديث التي قد تؤدي إلى الجحيم .. أعاذنا الله وإياك .. بالأخير .. الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين .. وصدق أشرف الخلق .. لأن بكل زمان ومكان هناك الصور الجميلة التي ترفع من النفوس وتجليها.
شكراً لكَ أخي الكريم على هذا الطرح المميز.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 02:44 م]ـ
أحسنت أخي عامر أحسن الله إليك .. كلمات منتقاه .. أخذتنا بها .. لأيام .. نُمنّي أن تعود .. فقد كانت المصاهرة كما قلتَ هي قمة الأوج الاجتماعي .. في تربط قبائل ببعضها البعض وتجعل القلوب في حالة اتقاد يجمع المودة والألفة والإخاء .. والدليل مثل النبي صلى الله عليه تزوج ابنتا صديقيه .. والأمثلة كثيرة .. وإن مررنا شريط الزمن .. وتركنا تلك المشاهد .. ونظرنا إلى الأمثلة الآن .. فلن تُسر بل ستُضر .. فكم من روابط تقطع وأواصر تتشنج .. بسبب عقد زواج ما .. أو امرأة ما .. ناهيك عن الآحاديث التي قد تؤدي إلى الجحيم .. أعاذنا الله وإياك .. بالأخير .. الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين .. وصدق أشرف الخلق .. لأن بكل زمان ومكان هناك الصور الجميلة التي ترفع من النفوس وتجليها.
شكراً لكَ أخي الكريم على هذا الطرح المميز.
أهلا وسهلا بالأخ القدير الحبيب نور الدين.
ما نراه في زمننا هذا هو كائن أيضا قبل زماننا ولا جديد تحت الشمس كما يقولون وكما تفضلت الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين فكما أن هناك أناس يصلون ما أمر الله به أن يوصل فهناك أناس يقطعون ما أمر الله به أن يوصل.
والله المستعان وتقبل تحياتي وتقديري واعلم أن بيتي تميم بتوقيعك ذكراني بليلة جميلة. أتذكرها؟
¥