تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أبعد كل هذا لا نتعظ]

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 04:50 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ

الموت سنة الله في خلقه يأتي بغتة وبلا مقدمات يخطف طفلا من بين ذراعي أمه فتعجز أن تسترده ويأخذ شابا وسيما من بين أترابه فلا ينفعه صياح المعجبين وحسرة المعجبات ويأخذ الشيخ من بين بنيه وحفدته جهارا نهارا ويأتي للرجل في عنفوان قوته فلا يستطيع دفعه ...

الموت رسالة لمن يفقه حتى يضعف أمام خالقه فلا يطغى ولا يتجبر فالإنسان ساد أو لم يسد ما هو إلا عبد مهما كسا الحرير جسمه ومهما حوى من المال كيسه ومهما امتد به العمر ومهما طغى وعربد وصال وتمرد فالموت أمامه كأس لا مفر من شربه.

قست قلوبنا وران عليها كثرة معاصينا وعلت عليها الغفلة ونحن في صراع بين حب الدنيا وما فيها من زخرف وملذات وبين طلب الآخرة وما فيها من جنة وخيرات

جاء ملك الموت لسيدنا إبراهيم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام وهو خليل الرحمن ليقبض روحه فقال أبونا إبراهيم: هل رأيت خليلا يقبض روح خليله؟

فعرج ملك الموت إلى ربه فقال له الله عز وجل: قل له: هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله؟ فقال له إبراهيم: اقبض روحي الساعة

باب المؤمن يموت بعرق الجبين:

عن سلمان الفارسي قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

(ارقبوا الميت عند موته ثلاثا: إن رشح جبينه وذرفت عيناه وانتشر منخراه فهي رحمة من الله نزلت به وان غط غطيط المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقاه فهو عذاب من الله حل به)

وفي حديث لابن مسعود قال: (موت المؤمن بعرق الجبين إنما هو تبقى عليه بقية من ذنوب فيجازف بها عند الموت) أي يشدد عليه عند الموت لتمحى عنه

وقد تظهر على المؤمن العلامات الثلاثة أو إحداها

اللهم ثبتنا عند خروج الروح.

باب سكرات الموت:

لما صارت روح سيدنا موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم الى ربه سأله الله: (يا موسى كيف وجدت الموت؟) قال: وجدت نفسي كالعصفور يقلى على النار لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير أو كشاة تسلخ وهي حية

ويقول ملك الموت عندما يقبض روح نفسه في نهاية الدنيا (وعزتك وجلالك لو علمت من سكرة الموت ما أعلم ما قبضت نفس مؤمن)

باب الموت:

عندما اشتد المرض بهارون الرشيد حضر عنده طبيب فارسي ثم أمر أن يعرض عليه بوله وبول مجموعة من المرضى والأصحاء فجعل الطبيب يتفحص القوارير حتى اذا رأى قارورة هارون الرشيد قال:

(قولوا لصاحب هذا الماء ان يوصي فانه قد نحلت قواه)

فأنشد هارون الرشيد:

إن الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع نحب قد أتى

ماللطبيب يموت بالداء الذي قد كان أبرأ مثله فيما مضى

مات المداوي والمداوى والذي جلب الدواء أو باعه ومن اشترى

* يحكى أن رجلين تنازعا وتخاصما في أرض فأنطق الله عز وجل لبنة في حائط فقالت: ياهذان فيما تتنازعان؟ اني كنت ملكا من الملوك ملكت كذا سنة ثم مت وصرت ترابا. فبقيت ألف سنه ثم أخذني خزاف فعمل مني إناء فاستعملت ثم تكسرت ثم عدت ترابا فبقيت ألف سنة ثم أخذني رجل فعمل مني لبنة فجعلني في هذا الحائط.

باب كفارة المسلم:

يقول الله تعالى: أني لا اخرج أحدا من الدنيا وأنا أريد أن ارحمه حتى أوفيه بكل خطيئة كان عملها سقما في جسده أو مصيبة في أهله وولده أو ضيقا في عيشه أو اقتارا في رزقه فان بقي عليه شيء شددت عليه الموت حتى يفضي الى كيوم ولدته أمه. وعزتي وجلالي لا أخرج من الدنيا عبدا أريد أن أعذبه حتى أوفيه بكل حسنة عملها صحة في جسده وسعة في رزقه ورغدا في عيشه وأمنا في سربه فان بقي له شيء هونت عليه الموت حتى يفضي الى وليس له حسنة يتقي بها النار

اللهم اجعلنا عبيد إحسان لا عبيد امتحان وثبتنا عند الموت

عظة للإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه

لاتكن ممن يرجوا الآخرة بلا عمل، و يرجوا التوبة بطول أمل، يقول في

الدنيا بقول الزاهدين و يعمل فيها بعمل الراغبين، إذا أعطى منها لم يشبع و

إذا منع عنها لم يمتنع، ينهى ولا ينتهي يأمر بما لا يأتي، يحب الصالحين

ولا يعمل عملهم، و يبغض المذنبين و هو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه

و يقيم على ما يكره الموت عليه، إن سقم ظل نادماً، و إن صح أمن لاهياً،

يخاف على غيره بأدنى من ذنبه و يرجوا لنفسه أكثر من عمله، إن عرضت

له شهوة أسلف المعصية و سوُف التوبة، يصف العبر ولا يعتبر، يرشد

غيره و يغوي نفسه "

لعل الإمام علي رضي الله عنه لم يكن يقصدك شخصياً و هو يتحدث ..

ولكن انظر لهذه الكلمات ولا تدخلها أذن و تخرجها من الأخرى

منا من تحدث عنه الإمام و كأنه يصفه ..

و منا من فيه منها خصلة أو أكثر ..

و كأننا علمنا أن هذه الجملة قيلت فقررنا أن نخالفها تماما ..

و الله انا حقا لمذنبون في حق أنفسنا!!

من وجد منكم فيه خصلة من هذه .. فليعلم أنه في خطر

و ليرجع إلى عقله .. و يشرع في توبة نصوحة بإذن الله

فوالله ليس هناك أجمل من الطاعة

ولا أقبح من المعصية ..

فعجبا لنا قوم نعصي الله و نحن على أرضه

نأكل من رزقه، نتنعم بنعمه التي لا تعد ولا تحصى

نسمع كلامه ولا نعقله، ونعرف عقابه ولا نخافه

نرى الموت قادم ولا نستعد ..

في رحمته طامعون و عن طاعته لاهون

ولعدله و عقابه متجاهلون

أبعد كل هذا لا نتعظ .... اللهم وفقنا لما يجعلك ترضى عنا

ولا حول ولا قوة إلا بالله

مقتطفات من الشبكة العنكبوتية .... وبتصرف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير