تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من حوار الحضارات!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 05:46 م]ـ

من ملامح حوار الحضارات من أحد البرامج الحوارية الشهيرة على فضائية الجزيرة، وهو يفتقد في أغلب حلقاته للموضوعية، فليس ثم إلا تحريش وتهييج على طريقة مناقرة الديوك، ولكنه في هذه الحلقة وافق قدرا كبيرا من الموضوعية لاستضافته طرفا فاضلا ملما بأبعاد هذا الكمين المدبر للمسلمين، في مقابل طرف دعائي يردد بعض العبارات الصحفية الرتيبة في برود وسماجة فضلا عن انحرافه العقدي:

من ملامحه:

تجاوز السنن الربانية: لا سيما سنة التدافع بين الحق والباطل، فلو هادن أهل الحق لاستطال أهل الباطل، كما هو الحال في واقعنا المؤلم فيصير حوار الحضارات تسويقا لثقافة الغالب في أوساط المغلوبين المغرمين بتقليد الغالب، كما اطرد من سلوك الجماعات والأفراد المقهورة، فالضعيف مغرم بتقليد الغالب، كما قرر ذلك ابن خلدون، رحمه الله، وفي سبيل ذلك تختلق الضحية للجاني الأعذار!، فهي ملكية أكثر من الملك، وهي بتبريراتها وأعذارها الباردة وحججها المتهافتة تمهد الطريق لطلائع الغزو الفكري والعسكري، فيصير كل مقاوم له، ولو برسم الوطنية: إرهابيا، فكيف بمن أدرك حقيقة الصراع، فنازلهم برسم الانتصار لدين الإسلام: دين الرسل والأنبياء عليهم السلام؟!. فحوار الحضارات في حقيقته: نزع لعقيدة الولاء والبراء من قلوب الموحدين، ونزع لأظفار المقاومين لجحافل عباد الصليب التي زحفت في العقد الأخير على كثير من بلاد المسلمين، ومصادرة لأفكار وكتابات المنتصرين لهذه الملة التوحيدية بصحيح المنقولات النبوية وصريح الأقيسة العقلية، فهو إزالة لكل عوائق تمدد الكفر في أرض الإسلام، تحت عباءة: الحوار والموضوعية، فالمسلم إذا رأى اعتراف المنهزمين بدين أولئك على حد التحريف الواقع فيه الآن، لا على حد الصحة الذي نزل بها ابتداء على قلوب الرسل السابقين، عليهم السلام، أغراه ذلك بالدخول في دينهم، لا سيما مع كثرة المغريات المادية فأموالهم تسيل لعاب كثير من فقراء المسلمين ممن رق حالهم ورق دينهم قبل ذلك، والفقر سلاح ماض من أسلحة التنصير في بلاد المسلمين الآن سواء أكان ممولا من الخارج، أم من الداخل، كما هو واقع الآن في مصر من استطالة النصارى على المسلمين بالطعن في دينهم واصطياد سفهائهم بمغريات مادية رخيصة تشي بخسة الداعي والمدعو، إذ لم يجد كلاهما عقدا يرتضيانه إلا عقد: بكم تبيع دينك؟!، وقاتل الله الفقر، وقاتل الجهل وقلة التقوى قبله، فإنه لا يتمكن من القلب إلا بمعونتهما.

فدور المبرر المنافح عنهم الذي يغض الطرف عن جرائمهم يشبه إلى حد كبير دور المستشرقين الذين مهدوا الطريق بدراساتهم الشرقية للمحتل الأجنبي، فضلا عن اتشاحهم برداء الموضوعية المهلهل الذي يخفي وراءه: حقدا صليبيا متوارثا من لدن ظهر الإسلام الذي فضح تحريفهم لدين الكليم والمسيح عليهما السلام إلى ظهور الدين الحق بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ، كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ومن ملامحه أيضا:

الحب المزعوم بين أجناس البشر على حد تنصهر فيه المعتقدات في بوتقة الدين الإنساني الواحد: دين ابن عربي صاحب نظرية وحدة الأديان فرعا عن وحدة الأعيان!، فالإله الحق هو كل معبود ولو كانت عينه نجسة، بل لو لم يدع أحد ألوهيته فهو إله لمجرد أنه موجود، فمقالتهم وإن لم تكن على ذات الحد من الفحش إلا أنها فرع عن مقالته، فالتوحيد في رسالات محمد الأمين وموسى الكليم وعيسى المسيح عليهم الصلاة والسلام واحد لا يقبل التعدد: فالله، عز وجل، واحد في ذاته القدسية، أحد في أوصافه العلية، ليس له ند أو نظير، فلا يفتقر إلى شريك أو ظهير، وليس له صاحبة أو ولد، إذ هو الغني على حد الإطلاق، فلا يعتريه ما يعتري البشر من أوصاف النقص، فيفتقر الجائع إلى الطعام، ويفتقر الظامئ إلى الشراب، ويفتقر العاري إلى اللباس، ويفتقر الأب إلى ابنه ليبقى ذكره، وتلك معان لا يصح نقلا أو عقلا تصورها في حق الباري، عز وجل،، وإن جاز افتراضها جدلا، فلكل عقل يفترض ما شاءه، ولا أدل على تلك الطلاقة الافتراضية من مقالة الملة النصرانية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير