تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفات مع الأمطار]

ـ[رقية القلب]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 01:25 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

!!!!

[وقفات مع الأمطار]

http://www.midad.me/indexImages/raining_zo.jpg

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:

في آيات القرآن الكريم تصريح بأن العملية الكونية من إنشاء السحاب، وهطول الأمطار، وإنبات الأرض آية من آيات الله تعالى، قال الله عز وجل: {وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [12].

استمع لهذه المحاضرة الهامة

بعنوان

[وقفات مع الأمطار]

لفضيلة الشيخ

نبيل العوضي

من خلال الضغط على الرابط التالي:

وقفات مع الأمطار ( http://www.midad.me/sounds/view/34083)

* * * * * * * * *

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 09:51 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

أختي الحبيبة ... رقيقة القلب

جزيت خيرا ... على هذا الموضوع .... جعله الله في موزاين حسناتك .... اللهم آمين

ولي وقفات كذلك مع المطر .... من خلال ما سوف أنقله في نافذتك الجميلة ... إليك هذه الوقفات ...

وقفات مع المطر

من النعم التي ينعم بها الرب جل جلاله، على عباده، ما أنعم به علينا في هذه الأيام، نعمة المطر، فإنزال المطر نعمة من أعظم وأجل نعم الله عز وجل، كيف لا، وقد أشاد الله بها في كتابه، وذكرها في سياق الامتنان على عباده، أسمعوا ما قال جل جلاله عن هذه النعمة: قال: {يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِىْ خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:21، 22].

ففي هذه الآيات، يأمر جل جلاله خلقه من الأنس والجن، بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ويذكرهم بأنه هو الذي خلقهم، وهو الذي أوجدهم، وهو الذي جعل لهم الأرض مهدا كالفراش، وجعل لهم السماء بناء، ثم ذكرهذه نعمة، نعمة إنزال المطر فقال: {وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء} فيالها من نعمة عظيمة، ومنة كريمة.

ومما يدل على عظم قدر هذه النعمة، أن الله عز وجل سماها بالغيث، وجعلها مظهرا من مظاهر رحمته، يقول سبحانه: {وَهُوَ الَّذِى يُنَزّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِىُّ الْحَمِيدُ} [الشورى:28]، وفي سورة الأنبياء يقول: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30].

يقول ابن عباس: كانت السماوات رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت، فلما خلق للأرض أهلا فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات.

أيها الأخوة المؤمنون، ومما يدل على عظم نعمة المطر، الأوصاف التي ذكر الله في كتابه، فأحيانا يصف الله المطر بالبركة، وأحيانا يصفه بالطهر، وأحيانا بأنه سبب للحياة، ونحو هذا من الصفات التي لا تليق إلا بهذه النعمة العظيمة، يقول سبحانه: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:9]، ويقول: {وَهُوَ الَّذِى أَرْسَلَ الرّيَحَ بُشْرَى بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُوراً} [الفرقان:48]، ويقول: {وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَآء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِى ذلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [النحل:65]، وغير ذلك من الآيات. فالبركة والطهر وأحياء الأرض في هذا المطر يا عباد الله.

أيها الأخوة المؤمنون، إننا ـ والله ـ بحاجة لشكر الله عز وجل في كل وقت وفي كل حين، وعلى كل نعمة ينعم بها الله جل جلاله، وخاصة في هذه الأيام، فمن واجب الله علينا أن نشكره، فقد سقى البلاد والعباد، وأنزل هذا الماء الذي جعله سبب حياتنا، فمنه نشرب، ومنه نسقي حرثنا وأشجارنا، منه ـ أيها الأخوة ـ وبسببه ينمو الزرع ويدر الضرع بإذن الله تعالى.

أيها الأخوة، إننا إذا لم نشكر الله على نعمة المطر، فإننا لن ننتفع منه، أسمعوها صريحة: إننا إذا لم نشكر الله على نعمة المطر، فإننا لن ننتفع منه، بل سوف يجعله الله أجاجا غير صالح للاستعمال، يقول جل جلاله: {أَفَرَءيْتُمُ الْمَاء الَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ} [المعارج:68 - 70]، {لَوْ نَشَاء جَعَلْنَهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ} [المعارج:70]، معنى أجاجا أي مالحا لا ينتفع به.

إن الله عز وجل ـ والذي نفسي بيده ـ قادر أن يجعله أجاجا، قادر أن يجعله مالحا، لا ينبت زرعا، ولا يسقي إنسانا، ولا ينتفع به حيوان ولا غيره.

يستطيع الله، أن يجعل هذا الماء بعيدا، لا أحد يستطيع الوصول إليه: {قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ} [الملك:30].

فلنشكر الله يا عباد الله، نشكره على هذه النعمة التي خصنا بها وأنزلها رحمة بنا.

وليكن شكرنا شكرا حقيقيا، نشكره بألسنتنا، ونشكره بأعمالنا، نعمل شكرا له سبحانه، أليس هو القائل: {اعْمَلُواْ ءالَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ} [سبأ:13].

ولنحذر من كفران النعم، فإن النعم إذا شكرت زادت ودامت ونفع الله بها، وأما إذا كفرت فإنها تزول وتنتهي، نسأل الله السلامة.

فالله الله يا عباد الله، اجعلوا ألسنتكم تلهج بشكر الله، وجوارحكم تعمل بطاعة الله شكرا لله.

اسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره، وحسن عبادته إنه سميع مجيب.

اللهم أيقضنا من رقدة الغافلين، وأغثنا بالإيمان واليقين واجعلنا من عبادك الصالحين وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

منقول .....

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير