[همة مسلم تبكى لها العيون]
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 06:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
داعية في سريره
http://www.waldalbahrain.net/images/5.jpg
أكتب لكم في هذه السطور بعض المواقف في حياة أخي الغالى لعلها تكون ذكرى لمن كان له قلب،
إبراهيم ناصر محمد، بحريني، من مواليد الرفاع 14نوفمبر1986م.
هو آخر العنقود في عائلتنا، بدأ طفولته كباقي الأطفال طفولة طبيعية يحب السيارات وكل ما يعنيها فكانت هوايته جمع السيارات وتركيبها، حتى عمر الرابعة بدأت تظهر عليه أعراض من السقوط الكثير و عرج في قدميه و عدم إمكانه حمل بعض الأشياء و أخذت حالته بالتدهور تدريجيا.
التحق إبراهيم بالصف الأول الابتدائي عام 92 م حتى أنهى الصف الرابع الابتدائي و هو يعاني كثيرا في المشي، عام 94 م أخذت له عينة من قبل مستشفى السلمانية حيث تم إرسالها إلى بريطانيا لمعاينة هذا المرض، ومن ثم تم إبلاغنا من قبل الأطباء إنه يعاني من مرض (ضمور العضلات الدوشيني)، ( Duchene Muscular Dystrophy ) المؤدي إلى الشلل التام وعدم توافر العلاج لهذا المرض، وكذلك من قبل المستشفى العسكري عام 95 م ,قمنا بإرسال تقاريره إلى العديد من الدول كألمانيا وأمريكا، وكان الرد هو عدم توافر العلاج، لم ييأس أخي بل رضي بقضاء الله وقدره وتعلو وجهه على الدوام ابتسامة الرضا ورضينا كلنا ونحمد الله حيث إن هذا البلاء غير من حياتنا جميعا فقد أصبحنا أكثر تقربا إلى الله تعالى.
واصل إبراهيم دراسته إلى نهاية عام 96 م وكان آنذاك على الكرسي المتحرك في الصف الخامس الابتدائي، ولكن مع تدهور حالته أصبح لايستطيع إخراج كتابه من الحقيبة أو إمساك القلم بشكل صحيح مما أدى إلى توقفه عن الدراسة.
كان إبراهيم و مازال يحب كثيرا الاستماع إلى الشيخ نبيل العوضي ومتابعة أحدث برامجه ومحاضراته وكذلك ألعاب السيارات في الحاسوب، كان يريد تعلم الحاسوب وبرامجه، ففي عام 2003م بمساعدة أبي و أخي أخذ دورة في برامج الحاسوب وأتمها بنجاح وكانت هذه أول انطلاقه له في الدعوة.
http://www.waldalbahrain.net/images/4.jpg
قام إبراهيم بالبحث و التجوال في الكثير من المواقع عن مرضه وقام بالاتصال مع الذين يعانون من نفس المرض ومع آخر التجارب و التطورات العلاجية لعله يلقى دواء ومازال يواصل التواصل معهم سائلا الله تعالى الشفاء حيث إنه دائما يردد قوله تعالى (ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)).
ساعدني أخي كثيرا في حلقات التحفيظ وذلك بطباعة الاستمارات وعمل الحسابات والامتحانات وجداول الحضور و الغياب فلم يكن لدي علم الحاسوب و علمني الكثير عن الحاسوب و إلى الآن مازلت ألجأ إليه عندما تصادفني مشكلة في الحاسوب.
كنت دائما أراه بين الصلاة وبين الاستماع إلى الشيخ نبيل العوضي والتصفح في المواقع الإسلامية وخصوصا تلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت والمايكروفون عند فمه والسماعات على أذنه.
تقول أختي عنه: في ليلة من الليالي وقبل تدهور حالته الصحية استيقظت قبيل صلاة الفجر لقراءة القرآن،فذهبت لأتوضأ فمررت بغرفته حيث كانت مفتوحة قليلا فإذا بصوت جميل يتلو القرآن الكريم ظننته المذياع فعندما اقتربت عرفت إنه أخي يتلو بصوت جميل لم أعهده من قبل.
سألته ذات مرة مع من تتكلم وماذا تفعل فقال لي: دخلت مرة برنامج (البالتوك) فإذا هي تعج بغرف الأغاني و اللهو فقلت في نفسي لماذا لا أدعوا الناس إلى الخير في هذا البرنامج؟ فعلى الفور قمت بعمل غرفة دعوية ولكن كنت لوحدي لم أجد مشاركة إلا قليلة و عبر هذه الغرفة تعرفت على صاحب غرفة (الصحبة الدعوية) فسألني أن أكون مشرف في غرفته لما لهذه الغرفة من رواد كثر، ولله الحمد بدأت معهم وتعرفت على الكثير من الشباب من السعودية والكويت و في كل ليلة يكون معنا أحد المشايخ ونقوم بإرسال مجموعات دعوية لغرف اللهو للدعوة والكثير من الشباب أعلن توبته من غرف اللهو وانضم إلينا ففرحت بهذا الطريق ووجدت نفسي فيه وخصوصا إني لا أستطيع التحرك من مكاني للدعوة فقط أصابعي هي التي تتحرك.
أمي دائما بجانبه ليلا ونهارا تقلبه في الفراش تحمله تطعمه وهي دائما راضية وتقول: ولدي طوال الليل في ذكر الله أسمعه و أسمع أحاديث أصحابه وقراءتهم للقرآن.
¥